08-نوفمبر-2020

أثار فوز جو بايدن بالسباق نحو البيت الأبيض جدلاً واسعًا في العراق (Getty)

الترا عراق - فريق التحرير

لم تكن الانتخابات الأمريكية هذه المرة كسابقاتها مطلقًا، بحسب الخبراء والمهتمين بالشأن السياسي، ولم تقتصر الانقسامات حول المتنافسين دونالد ترامب وجو بايدن على الأمريكيين، بل امتدت إلى المنطقة والعراق تحديدًا.

احتدم الجدل حول الرئيس الأمريكي المنتخب في العراق بين حلفاء طهران والمناوئين لها

وما أن حسم المرشح الديمقراطيّ جو بايدن السباق ليكون الرئيس الـ 46 للولايات المتحدة الأمريكية، بعد جولة طويلة من الاستقطاب والترقب والهجمات المتبادلة، حتى تفجرت ردود الأفعال المتباينة على المستوى السياسيّ والشعبي في البلاد.

اقرأ/ي أيضًا: الكاظمي يوجه رسالة إلى جو بايدن وكامالا هاريس

أشد المتحمسين وأكثرهم سرورًا، كانت حسابات ومنصات ووسائل إعلام تابعة للفصائل المسلحة "الولائية"، والتي اعتبرت خسارة ترامب "سقوطًا لطاغية"، واحتفلت "ثأرًا" لعملية اغتيال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، مستبشرة بتخفيف الضغط عن نظام المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي.

 

كما أن تلك المنصات لم تفوت الفرصة دون أن تهاجم الناشطين والمتظاهرين، الذين تصمهم بـ"العملاء" و"أبناء السفارة" و"الجوكرية"، وكيل الاتهامات لهم بتنفيذ "مخطط ترامب لتدمير البلاد وإحباط الاتفاقية مع الصين".


 

ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد، بل امتدت الاحتفالات إلى شخصيات سياسية كبيرة مقربة من طهران، على رأسهم نوري المالكي رئيس الوزراء الأسبق، الذي عبر عن ارتياحه لنتائج الانتخابات الأمريكية وبعث "تحيات" حارة إلى بايدن بشكل عاجل.

 

على المستوى السياسيّ أيضًا، ومن منطلق مغاير تمامًا، رحبت أطراف سنيّة بفوز بايدن باعتباره مطلعًا بـ"شكل جيد" على المشهد المعقد في البلاد، دون أن تخفي بعضها رغبتها بتنفيذ مشروعه لـ "تقسيم العراق"، للتخلص من سطوة "الميليشيات الولائية".

 

بالمقابل، تسود أجواء من المخاوف لدى أوساط أخرى ترى في تسلم بايدن زمام الأمور، نهاية لمشروع الضغط على الجارة "المتسلطة" إيران، على غرار الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، المتهم بفسح المجال أمام طهران لـ "ابتلاع العراق" وفسح المجال أمام التيارات المتشددة بالتحرك بحرية حتى لحظة اجتياح تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" مساجات شاسعة من البلاد.


 

ووسط كل هذا الجدل وتباين الآراء، تبرز أصوات ناشطين ومراقبين يرون أن وصول بايدن إلى البيت الأبيض لن يغير المشهد في البلاد، كما ينتقدون في الوقت ذاته سياسات ترامب، متمثلة بالضغط الأقصى على إيران، والتي دفعتها إلى تحريك أذرعها في العراق بشكل أكثر شراسة، والاستماتة للحفاظ على نفوذها في البلاد باعتبارها النافذة الأخيرة.

 

ويقول الصحافي أحمد السهيل لـ "الترا عراق"، إنّ "ترامب لم يكن مكترثًا باستقرار العراق، وحتى عملية مطار بغداد كانت رسالة موجهة إلى طهران، مفادها عدم السماح بتجاوز الخطوط الحمراء، وقد دفع العراق ثمنها دماء وأرواح ناشطين ومتظاهرين في عمليات انتقاميّة نفذتها الفصائل الولائية".

ويرى السهيل، أنّ "ترامب لم يتخذ أي خطوات حقيقيّة تجاه أذرع إيران في العراق، بل أن الملف العراقي بات عبئًا ثقيلاً على إدارته في الأشهر الأخيرة، وهو ما عبرت عنه عبر التلويح بسحب بعثتها الدبلوماسية من العراق".

 

اقرأ/ي أيضًا: 

بغداد تكشف نتائج مفاوضات خاضها الكاظمي لمنع إغلاق السفارة الأمريكية

الفصائل ترضخ لتهديد واشنطن.. كتائب حزب الله تعلن "هدنة" في العراق