24-أكتوبر-2016

مقاتل حلبي من المعارضة السورية المسلحة يقضي استراحته مع أطفال مدينته (زين الرفاعي/أ.ف.ب)

يتداول في الأوساط الدبلوماسية الغربية حلولًا لإسقاط طائرات النظام السوري وروسيا والتي تقصف الجزء الشرقي من حلب، وتهدف من ذلك وقف هذا التصعيد العسكري. هذه الحلول غير جدية على الأغلب فالدول الغربية التي ظلت صامتة للعام السادس من عمر الثورة السورية وشهدت القتل والمجازر والتهجير والتنكيل لن تغامر اليوم بحرب عدائية في حلب قد تتسبب بنشوب حرب عالمية ثالثة تلتهم الجميع وتحرق كل أعداء العالم من أجل 250 إلى 300 ألف مدني محاصر في حلب.

لن تغامر الدول الغربية بتصعيد حرب عالمية من حلب من أجل مئات آلاف من السوريين المحاصرين فيها

المدينة الحلبية العصية مجزأة إلى قسمين: غربي يقع تحت سيطرة قوات النظام، وشرقي تسيطر عليه فصائل المعارضة. وبالرجوع قليلًا إلى الوراء فقد استطاع النظام بدعم الميليشيات الإيرانية والعراقية وحزب الله والمرتزقة من تطويق حلب وإحكام طوق من الحصار الاقتصادي وقصف مكثف من طيران الأسد وروسيا، حيث عاني أهالي حلب أقسى أنواع العذاب بسبب نقص الغذاء والدواء والوقود وحتى أبسط مقومات الحياة.

وفي آب/أغسطس من هذا العام تمكن الجيش الحر بفصائله المتحدة من فك وكسر الحصار عن الثوار في حلب، وتكبدوا حوالي 500 شهيد وقتها. ليعاود جيش النظام وبعد فترة قصيرة إحكام سيطرته على هذا الجزء من حلب ويعيد حصاره من جديد. أما اليوم فتبدو الصورة محزنة ومن غير الممكن كسر أو فك هذا الحصار بالطرق العسكرية وما هو بالأمر السهل، على الرغم من أنباء لتحضيرات لفض الحصار نهائيا ترد من بين أوساط الفصائل المعارضة المتواجدة في حلب وريفها، بل إن هناك أخبار أن الإسناد سيأتي بالرجال والعتاد من ريف إدلب التي تصبح مفتوحة على نيران النظام إذا ما سقطت حلب. 

اقرأ/ي أيضًا: سوريون في هولندا للأسد: "سي يو إن لاهاي"

وترى الأمم المتحدة أنه يوجد حوالي 8000 مجاهد في حلب منهم 900 ينتمون إلى فصيل جبهة فتح الشام/النصرة سابقًا، ويستطيع هؤلاء أن يهزموا النظام الأسدي وأن يكبدوه خسائر كبيرة في حرب ضمن الأحياء والشوارع الحلبية فيما إذا قاوموا إلى الرمق الأخير.

ولكن حلب اليوم بحاجة إلى تغيير جذري في ميزان القوى لدحر العدوان خاصة وأن روسيا تحشد قواتها وأسلحتها لتدمير حلب وإبادة سكانها مستغلة بذلك الصمت والخيانة الدولية وانشغال الأمريكان بالانتخابات القادمة ما يدفع روسيا لفعل كل ما هو محرم ومستهجن بحق حلب.

وكان اقتراح المبعوث الخاص للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا القيام بعملية إجلاء جماعية لمقاتلي المعارضة والمدنيين معلنًا استعداده بكل وقاحة على مرافقتهم خلال خروجهم من حلب.

لم يعد الأهالي في حلب يهابون الطائرات وصواريخها المدمرة فالموت في هذا البلد واحد

وأبدت حكومة الأسد استعدادها لتأمين الانسحاب لهم من شرق حلب وهذا حلمها بعد عجزها عن كسر إرادة الشعب والثوار الذي يجابهون الموت بصدورهم العارية ويرفضون الخروج والخضوع للقاتل. لم يعد الأهالي في حلب يهابون الطائرات وصواريخها المدمرة فالموت في هذا البلد واحد، ولا يرون داعٍ للخوف فيبقى السؤال مطروحًا. ما هو السيناريو المحتمل في ظل تلك الظروف الحرجة؟

أو بالأحرى ما هو السيناريو المفتعل في ظل وجود عدد كبير من لاعبي السياسة في الداخل والخارج والذين يدعون نفاقًا وكذبًا أن حرية ومصالح الشعب السوري تهمهم وتشغل بالهم؟

اقرأ/ي أيضًا:
بسبب سوريا.. روسيا تقوم بأكبر انتشار بحري منذ عقود
عماد الدين موسى.. كجندي منشق وبفردة حذاء واحدة