06-ديسمبر-2021

(فاتح المدرّس)

 

(1)

لا أكتبُ لأحدٍ إذ أنّني أنا الجميع،

وأنا مرآةُ الجميع.

فعندما أكتب إنما أكتب لي فقط.

يا صديقي..

وَضُحَ فيكَ كلّ ما يسحبني للمغادرة ويجبرني على كتابة رسالة الوداع الافتراضية.

إمنحني عذرًا - ولو كنتُ أنا من سيغادر -

إمنحني من نفسكَ جزءًا يخبركَ دومًا بأنْ تبتعد كلّما مُسَّت روحُك بسوء. لستُ جاحدًا لما كان أو للزمنِ الذي كان، فهو عمرٌ في نهاية الأمر وما للعمرِ إلّا أنْ يُبَجّل..

بل أنني الوكُ قلبي بفكّ الحقيقةِ الحادّ حتى اتَطلّعُ إليك بنظرةِ ودٍّ أخيرة.

(2)

لم أستطعْ أنْ أمنحكَ روحي لتشكّلها، ولا تَلُمني على هذا..

لستُ أطلبُ فهمًا ولا وضوحًا.

أفهم جيدًا ما يعنيه التوهّم،

وأعرف بالضبط كيف للإنسان أن يرتدي قناع الموقف الشديد، أو كيف تكونُ البسمة زورًا والبكاءُ ذريعة!

وأنا يا صديقي.. لا أريد الوجودَ المُتعب

ولا أريدُ ضحكاتٍ تهابُ الوحدة

جُلّ ما أريده هو أنْ أُترَك.

 

 

 

اقرأ/ي أيضًا:

نقش الزوال

صورة واحدة

دلالات: