24-أغسطس-2019

القراءة هم ينشأ من الصبا ويتحول إلى وله ثم ثقافة

الروائي والقاص العراقي سلام إبراهيم، من مواليد الديوانية عام 1954، ينتمي الى جيل السبعينات. وهو جيل صبت عليه المصائب صبًا وفتحت عليه الحروب والنكبات شهيتها، مما جعل الأدب صدى صوت لما يريده الحاكم، وصارت نتاجات الأدباء مغلفة بالبعد الآيديولوجي والسياسي نظرًا لطبيعة المرحلة.

نحى سلام إبراهيم منحىً آخر وفضل أن ينقض كل الآيدولوجيات والسياسات التي تثقف للقتل والعنف وجعلت متون الفقراء سلمًا ثابتًا يتسلقه الدكتاتور إلى حيث يشاء

 لكن سلام إبراهيم نحى منحىً آخر وفضل أن ينقض كل الآيدولوجيات والسياسات التي تثقف للقتل والعنف وجعلت متون الفقراء سلمًا ثابتًا يتسلقه الدكتاتور إلى حيث يشاء، حيث اتخذ إبراهيم من مشعله السردي وثيقة تؤرخ للمرحلة في قالب متخيل ينضح بالحزن والجمال في آن واحد، ويكشف الواقع ويعريه ويجعل القارئ يعيش الألم العراقي كأحد افراد هذه المرحلة، واصفًا  بدقة المعاناة والفجائع التي عاشها هذا الإنسان آنذاك من دون مواربة وعلى أسس تقارب بين الواقع والمتخيل.

اقرأ/ي أيضًا: زيد عمران: الرواية العراقية هي الرائدة عربيًا

بدأ سلام إبراهيم بكتابة القصة القصيرة أوائل السبعينات، ونشر القصة الأولى له في جريدة التآخي العراقية في كانون الأول/ديسمبر 1975. كما أنه ساهم بشكل مبكر في النشاط السياسي والأدبي، وبسبب ذلك تعرض للاعتقال والتعذيب النفسي والجسدي أكثر من أربع مرات للفترة من 1970 - 1980.

بتاريخ 1982 التحق سلام إبراهيم بصفوف الثوار في كردستان، ونزح مع جموع الأكراد في حملة الانفال، آب/أغسطس 1988، إلى تركيا ثم إيران ليمكث في معسكرات اللجوء بأقصى الشمال الإيراني، وفي عام 1992 لجأ الى الدنمارك، وما زال يقيم فيها.

تراوحت أعمال سلام إبراهيم بين الأعمال الروائية والقصصية، بالإضافة إلى الدراسات النقدية. صدرت أول مجموعة قصصية له في عام 1994 بعنوان "رؤيا اليقين"، وفي عام 1996 صدرت روايته "رؤيا الغائب" عن دار المدى العراقية، ومجموعة "سرير الرمل" عام 2000، ليتبعها بالمجموعات والروايات الأخرى: "الإرسي" 2008، "الحياة لحظة" 2010، "في باطن الجحيم" 2013 ترجمت الى اللغة الإنجليزية، "حياة ثقيلة" 2015، رواية "إعدام رسام" 2016، وأخيرًا صدر له في عام 2019 مجموعة قصصية بعنوان "طفلان ضائعان".

"الترا عراق" حاور الروائي والقاص العراقي سلام إبراهيم للوقوف على ملامح تجربته الأدبية وتقدمها، وأهم العوائق التي واجهتها، ومدى انعكاس تجربته الحياتية على مجمل أعماله، فضلًا عن قراءته للمشهد الثقافي العراقي من الخارج، وفيما يلي نص الحوار:

  • نجد مدينة الديوانية في رواياتك خلف كل سطر، جدرانها غرفها شوارعها..، كيف تنظر إليها من الخارج وهي ترزح تحت سياط الأحزاب الإسلامية التي زادتها خرابًا ووحشة وشوهت معالمها الثقافية وسرقت حتى أسماء ساحاتها؟

الديوانية مدينة نشأتي، وطفولتي، وصباي وشبابي ونضجي، قضيت فيها عمري عدا سنوات الدراسة الجامعية في بغداد والعسكرية، ومنها انطلقت إلى الثوار في الجبال أوائل الثمانينات لأدخل متاهة المنفى حتى الآن، كتاباتي جميعها ليست قصص وحكايات، إنها بحوث في ثيم وجواهر الأشياء، عن طريق تفحص تجربتي كإنسان والمحيط مدينتي وبيئتي وهذا السبب في إنك تجدها خلف كل سطر، لا بل أشتغل الآن على نص أدرس فيه نشأتي وجذور العنف في المجتمع العراقي كي أصل إلى سبب هذا الخراب.

سلام إبراهيم: ما زلت أحلم وأناضل بالكتابة والجمال ضد الخراب والقبح، وأحلم بوطنٍ حرٍ وشعب سعيد

قبل الأحزاب الإسلامية العلة في طبيعة المجتمع العراقي وقيمه وعاداته وتقاليده الشكلية الصارمة، وازدواج شخصية العراقي بين سلوك خارجي شريف جدًا ومبالغ بالشرف وفي الداخل سافل بالغ السفالة، مضاف لبنية العشيرة والعنف في العائلة والمدرسة والشارع، هذا ما أحاول البرهنة عليه في روايتي التي على وشك الاكتمال "دونت أسبيك"، ومن هذا التكوين انبثق حكامنا الأشرار جميعهم فنوري السعيد عراقي، وعبد الكريم، والعارفين، والبكر وصدام، والمالكي والجميع، متآمر عميل وسارق، عدا عبد الكريم كونه كان ساذجًا طيب القلب. العراق من سيئ إلى أسوأ منذ تكوين الدولة العراقية 1921م، وما فترات الهدوء والرخاء إلا جزر صغيرة عابرة، وما عدا ذلك عنف ودماء، ولصوصية.

أتعرف أن السرقة في السلوك العراقي في حديث المقاهي وبين الناس مشروعة ومباحة، لذا تجد في حال ضعف الدولة تهب الجموع إلى سرقة المدارس، والدوائر، والبيوت كما في "فرهود اليهود" في أربعينات القرن الماضي وفي الاحتلال والحرب الطائفية 2005-2007، العلة في طبيعة وتقاليد المجتمع العراقي، وما فعلته الأحزاب الإسلامية والقومية، التي أتى بها الاحتلال هو أنها قامت بسرقة علنية، بدعم من بعض العراقيين الذين ساد بينهم الجهل وعمتهم الشعارات الطائفية، وها نحن نرى خراب كل شيء، النفوس والعمران وضياع الوطن بين إيران وأمريكا، بفضل حكام لصوص وعملاء وخونة لا ضمير لهم ولا أخلاق متبرقعين بالدين والقومية، وقعوا على كنز لا ينضب، ومستعدين لقتل أي صوت شريف، وهم النتاج الطبيعي لبنية المجتمع وتقاليده وتاريخه، السياسي والديوانية البائسة أصلًا سُحقت وخربت وتدهورت في ظلهم.

  • أغلب أعمالك تنهل من سيرتك الذاتية وتجاربك التي مررت بها حتى أنّ بعضها يكاد يكون سيرة روائية، ألا تخشى من أن تندرج أعمالك ضمن كتب السيرة، والمذكرات التي لم تستطع أن ترتقي بمستواها الفني إلى تجارب عالمية، وظفت فنون السرد واستطاعت أن تخلق عوالم أخرى تنقل القراء إلى فضاء واسع من الإبداع والابتكار المتفرد كما هو رأي أغلب النقاد؟

كل عمل من أعمالي وكل قصة يبحث بثيمه وموضوعه كما ذكرت، وبالعكس من قولك، كل الأدب العظيم هو في الأصل سيرة ذاتية مموهة، هذا واضح لدى همنغواي من كتبه عن الحرب وهي سيرته كمراسل حربي، وما كشفه ماركيز في كتابه "عشت لأروي" وهنري ميلر في رواياته مدار الجدي ومدار السرطان، وحتى دستيوفسكي،  وتولوتسوي روايتهم سير مبطنة، أما بنية رواياتي فهي مراعية كل تقنية روائية أكتشفها النقد وهذا ما أذهلني وأنا أطلع على أطروحة د. حيدر الكعبي الذي درس بنيتها، الفرق أنني موهت في روايتي الأولى سيرتي واستخدمت في أكثر من عمل بنية الكوابيس، والحلم وبت الآن أكتب باسمي الصريح، كما في رواياتي الأخيرة وهذا ليس بجديد في الأدب العالمي فـ "ميلر" هو النموذج العالمي المعلن والصريح والمدهش، وعملية الكتابة عن الذات والمحيط بالحفر في التاريخ النفسي والاجتماعي نبع لا ينضب، بل يحتاج المزيد من الحفر للوصول إلى علل الإنسان والمجتمع.

  •   في إحدى مقالاتك تقول: ليس كل من يقرأ بقارئ، كيف ينظر سلام إبراهيم إلى قارئ اليوم، وهل يعتقد أن مواقع التواصل الاجتماعي لعبت دورًا في تسفيه الذائقة وتعطيبها؟

القراءة هم ينشأ من الصبا ويتحول إلى وله ثم ثقافة وأكثر الأدباء في العالم بدأوا كقراء جادين قبل أن يكتشفوا ملكة الكتابة ويتطوروا، القراءة وله وعالم آخر، لا بل عدة عوالم فكأنك تعيش أكثر من حياة بعدد الروايات والحكايات التي تقرأها، وهناك قارئ مجلات خفيفة ومقالات عابرة أو سياسية وهذا غير معني بما ذهبت إليه بمعنى القارئ الجاد.

 بالعكس مواقع التواصل الاجتماعي عالم مفتوح فيه كل شيء من تجارة الجنس، وسفاهة الطوائف، والقومية والإثنية إلى الأدب الإنساني الرفيع، ومن خلال تجربتي في العالم تعرفت على قراء من مختلف بقاع العالم، نساء ورجال يتابعون ما أكتب ويقرأون ما أنشر من مقتطفات من روايات وقصص ومقالات ويدخلون معي في حوارات بالغة الذكاء والفهم، وما يسعدني أكثر هو تواصلي مع جيل في مطلع عشرينياته ومن العراق على وجه الخصوص من شباب وشابات أجد فيهم نقطة ضوء في ليل عراق الطوائف والسراق والسفلة الذين باعوا الوطن، ساسة ما بعد الاحتلال.

مواقع التواصل الاجتماعي عالم مفتوح فيه كل شيء من تجارة الجنس، وسفاهة الطوائف، والقومية والإثنية إلى الأدب الإنساني الرفيع

سأضع أمامك مثل واحد على أهمية مواقع التواصل الاجتماعي حيث وصلتني في يوم قبل ثلاث سنوات رسالة على الخاص من طالب عرف نفسه بأنه يود دراسة رواياتي في أطروحة دكتوراه في جامعة المستنصرية وعندما سألته لم اختارني وهو لم يقرأ لي بعد عمل كامل أجاب من خلال صفحتك في الفيس بوك، وفعلًا وفرت له الروايات استعارة من صديقي الناقد ثامر أمين إذ سافر إلى الديوانية وحصل عليها وأشتغل ثلاث سنوات وحاز على الدكتوراه بأطروحته الموسومة "البنية السردية في روايات سلام إبراهيم" لحيدر الكعبي، وكل هذا من مواقع التواصل الاجتماعي.

  • هل تعتقد أن المعاناة التي ألمت بك، جعلتك أكثر عمقًا وصلابة في خلق عوالمك الإبداعية التي تسمو بالألم؟

تلعب التجربة دورًا حيويًا في خلق العوالم الإبداعية لكن المعاناة والألم وحدهما لا يكفيان لخلق عوالم إبداعية، فالعملية الإبداعية معقدة جدًا تدخل فيها الموهبة والثقافة والخبرة والمران ومعرفة أسرار اللغة والحكي مضاف لرؤيا الكاتب وفلسفته وزاوية نظره للعالم والوجود، وهذا موضوع مفتوح وما كلامي إلا إشارة.

  • بتاريخ 25 آب/أغسطس 2018 أعلنت انسحابك من اتحاد الأدباء العراقي ووصفته بـ "البائس"، كيف يرى سلام ابراهيم تجليات هذا البؤس وما سبب انسحابه؟

بالرغم من كون الاتحاد المكان الوحيد الذي لم تستطع الأحزاب الإسلامية السيطرة عليه بسبب كونها أحزاب خاوية وخالية من الأدباء والمثقفين، ومع معرفتي بظروف عمله الصعبة في ظروف سلطات طائفية وميليشيات وكون الغالبية من قياداته من أصدقائي وفيهم ناس مناضلين، سأوجز باختصار السبب.

بالرغم من كتابتي لعشرات المقالات والدراسات عن سرد عراقي مهم كتب بالمنفى ودعوت في ندوة باتحاد الأدباء وفي العديد من المقابلات التي نشرت في الصحافة العراقية عن ضرورة وصل وتوحيد المعرفة بالنص العراقي المكتوب في زمن الدكتاتور، وما زال يكتب عن طريق طباعة سلسلة تحت أسم أدب المنفى العراقي، لكن لم يجد أذنًا صاغية لا لدى المؤسسات الثقافية كوزارة الثقافة ودار الشؤون الثقافية التي عاد إليها كتّاب البعث ومن مجد قادسية صدام وثقافة العنف، وتسلم مفاصلها الرئيسية، ولا اتحاد الأدباء الذي عاد إليه كتّاب البعث بتحالفهم مع اليساريين وسادوا أيضًا في موقف أقل ما أقول عنه أن فيه خيانة للثقافة العراقية والسرد العراقي، فجلَّ القراء لا يعرفون كم من السرد العراقي المضيء والمهم والمنتشر في الوطن العربي كتب كأدب مضاد لأدب قادسية صدام وطبعته أفضل وأشهر الدور العربية، وفي العام الماضي قام الاتحاد بنشاط طباعي لكنه لم يفكر بهذا المشروع إطلاقًا فهو خارج حساباتهم وهذا الموقف المخزي سيشار إليه مستقبلًا في التاريخ الثقافي العراقي.

اقرأ/ي أيضًا: حوار| شهيد شهيد: العراقيون جميعهم في منطقة الخطر ولن تتوقف قافلة المغدورين!

على مستوى المؤتمرات الأدبية لم يدعو كتّاب المنفى الذين أشرت لهم، كي يساهموا بالتعريف بذلك السرد المذهل الذي عانق معاناة العراقي في زمن القمع والحروب والدكتاتور حتى أن العديد من الزملاء مات في المنفى دون أن يفكروا بدعوته كالروائي والشاعر حميد العقابي 1956 - 2017 والروائي حسين الموزاني 1954 – 2016 وآخرين، وهذا الموقف فيه استهانة واستخفاف بأسماء روائية مهمة أذكر منها الروائي جنان جاسم حلاوي، إبراهيم أحمد، فاضل العزاوي، شاكر الأنباري وعدد كبير جدًا فكانت مؤتمراتهم هزيلة تكرس أدب هابط وكتاب نصف موهوبين.

جلَّ القراء لا يعرفون كم من السرد العراقي المضيء والمهم والمنتشر في الوطن العربي كتب كأدب مضاد لأدب قادسية صدام وطبعته أفضل وأشهر الدور العربية

فكرت طويلًا ما حاجتي لعضوية الاتحاد في جمعية لا فعل ثقافي حقيقي لها فالعضوية لا تشرفني، وهنالك أسباب أخرى لكن أكتفى بهذا.

  • مر الأدب العراقي بمرحلتين، هما ما قبل الاحتلال وما بعده، في المرحلة الأولى كانت السطوة للأدباء الذين يكتبون للديكتاتور بنصوص زيفت الوعي وجملت قيم القتل. ما بعد الاحتلال نجد هؤلاء قد عادوا من جديد وهيمنوا على المشهد الثقافي وأصبحوا في الواجهة! والذين استنشقوا الغازات السامة وبترت أعضاؤهم كضريبة لصرخات القلم كان مصيرهم "المنفي" هل قدر المثقف الحقيقي أن يكون مجهولًا على الدوام كأي جندي مجهول آخر؟

تعبير مرَّ الأدب العراقي بمرحلتين ما قبل وما بعد غير دقيق، في دراسة لي عن الرواية العراقية بملف لمجلة "تبين" الأكاديمية الصادرة في قطر عن الرواية والتحولات الاجتماعية والسياسية، قدمت مقدمة تاريخية لنشوء الأدب العراقي الرواية والسرد وصولًا لزمن الدكتاتورية 1963 - 2003 وقسمت الأدب العراقي وهنا السرد، إلى أدب مكتوب تحت ظل الدكتاتورية وهو أدب السلطة وأدب مكتوب في ظروف الحرية بالمنفى وهو الأدب المضاد، ما ذهبت إليه في محورك يتعلق بما جرى داخل العراق والمشكلة أساسًا تاريخية سعت الدكتاتورية لتأصيلها وأورثتها لما بعد الاحتلال، هي خلقها لجيش أعلامي من الصحفيين والأدباء ومهرجي المسرح كذراع يدعم سلطتها العسكرية، وأجهزتها ولجأ الأديب والفنان الحقيقي إلى النجاة بنفسه خوفًا من الإذلال أو القتل إلى خارج العراق، وبعد الاحتلال ومع انفجار فورة الصحافة والحريات شغل هذا الجيش المواقع كلها وعاد تدريجيًا إلى مواقع المسؤولية بمغازلة الأحزاب الإسلامية والحزب الشيوعي العراقي، وهذه الجيوش اليوم تتبرقع بغطاءين ديني وعلماني، حاول العديد من الأدباء العودة والعمل بعضهم مع الاحتلال فشوهوا وبعضهم طوعًا فحوربوا مثل شاكر الأنباري، وبعضهم اغتيل ككامل شياع وكيل من وكلاء وزارة الثقافة، ولو أي منا عاد ليعمل لحاربوه بالعزل والتهميش أو يقتل لمن هو بمثل منطقي ووضوحي، هؤلاء الذي كانوا صوت الدكتاتور الآن صاروا صوت سلطات الاحتيال واللصوص والقتل برعاية محتل أمريكي، دون مثل هكذا سلطة لا يستطيع نهب ثروات العراق وثلث سكانه يرزح تحت خط الفقر.

  • تقول في حوار صحفي سابق إن لديك تجربة مريرة في دول اللجوء، حدثنا عن هذه التجربة قليلًا؟

هذا موضوع طويل عريض، إنها حياة أخرى لها مرارتها وحلاوتها، تجدها في العديد من القصص المنشورة في مجاميعي وفي "الحياة لحظة" أيضا ولدي رواية مكرسة لهذا الموضوع أنتظر صدورها تحت عنوان "كل شيء ضدي"، لكن ألبب لك هذا الشعور أي المرارة كما قلت مرة في لقاء، بأنك تشعر أن الهواء الذي تتنفسه غير هوائك، والتراب الذي تمشي عليه لا يعود لك، ولا الماء ولا اللغة ولا البشر بالرغم من قوانين الدنمارك مثلًا التي تحترم الإنسان كقيمة عليا.

  • هناك علاقة راسخة بين نمو الأدب ونمو النقد، فإن تطور أحدهما يؤدي إلى تطور الثاني، وضعف الثاني يؤدي إلى ضعف الأول، هل تهتم بما يكتب عن نتاجك من قراءات نقدية سواء كانب سلبًا أو إيجابًا؟

طبعا اهتم، لكن ليس لدينا نقّاد مختصين يتابعون الكم الهائل من الكتابة السردية بل غالبيتهم هواة ضعيفي الأدوات شارحين أو حتى فاهمين المقولات النقدية المترجمة بالمقلوب إلا استثناءات قليلة، أستطيع عدها: د. عبد الله إبراهيم، د. حسين سرمك حسن، د. علاء جواد كاظم، د. علي حاكم صالح، د. حسن ناظم، وهؤلاء لم يستطيعوا متابعة كل ما صدر.

 أنا بدوري أكتب النقد منطلقًا من منهج علاقة النص بالواقع وتجمع لديّ كتاب ضخم يتعلق بسرد المنفى لكن وازني العمر فهجرت منذ أكثر من عشرة سنوات هذا المشروع وغالبية ما كتبته منشور في ملفات ودراسات في المجلات العربية.

  •  في روايتك "الإرسي" تبدأ الأحداث في مدينة الديوانية وحتى معاقل الأنصار الشيوعيين في جبال كردستان، وتكاد تكون أغلب أعمالك فيها ذكر وسرد تراجيدي لما حل بالحزب الشيوعي، ألا تخشى من أدلجة أعمالك من كونها غير معنية بالإنسان العراقي ومأساته بقدر ما هي معنية بالحزب وتاريخه النضالي والظلم الذي كابده وقتذاك؟

أولًا شخصية الشيوعي العراقي تحديدًا من أكثر الشخصيات تراجيدية في التاريخ العراقي الحديث، كونه ناضل في كل مراحل التاريخ العراقي ومازال من أواخر عشرينيات القرن الماضي وفي العهد الملكي والجمهوري واضطهد ونكل بأعضائه قتلًا وتعذيبًا من كافة السلطات، وكانوا مخلصين لفكرة المساواة والعدالة الاجتماعية، مضافًا إلى أنه أستوعب غالبية مثقفي العراق، ذوي النزوع الديمقراطي الوطني لعدم تبلور حركة ديمقراطية قوية ومستقلة في التاريخ العراقي، إذ أن غالبية الأدباء والروائيين العراقيين المهمين من محمود أحمد السيد إلى ذي النون أيوب إلى فؤاد التكرلي، ثم فاضل العزاوي وجيلي، جنان جاسم حلاوي وشاكر الأنباري والراحلين حميد العقابي وحسين الموزاني وإبراهيم أحمد وسلام عبود قد مروا بالحزب الشيوعي، واختلفوا في العلاقة، أقصد الاختلاف الذي حكم علاقة أدباء وروائيين عالميين بأحزاب بلدها الشيوعي كماركيز و ماريو باراغاس يوسا وجورج أمادو وغالبية روائيي أمريكا اللاتينية وسارتر وهمنغواي وشارلي شابلن وهنري باربوس و عدد لا يحصى، إذ يعملون به في مقتبل أعمارهم ويصطدمون بالأطر الحزبية المقيدة لحريتهم الفكرية، وهذا ما حدث مع أبناء جيلي جميعهم.

شخصية الشيوعي العراقي تحديدًا من أكثر الشخصيات تراجيدية في التاريخ العراقي الحديث، كونه ناضل في كل مراحل التاريخ العراقي ومازال

 تبقى الماركسية كفكر إنساني مشع فيه حل لمعضلة الفقر والمساواة في العالم، هذا من ناحية، من ناحية أخرى كما ذكرت شخصية الشيوعي العراقي تراجيدية فيها مأساة حضور أغلب مناضليهم قتلوا تحت التعذيب ومنهم أخي التشكيلي وطالب الهندسة كفاح عبد إبراهيم 1957 - 1983 وأولاد عمتي صلاح مهدي الصياح 1958 -  1983 وكان طالبًا مرحلة أولى في الآداب إنكليزي بغداد، وعلي عبد الباقي البناء 1960 - 1983 وكان طالب سادس ثانوي، ونجل أختي محمد حازم مرتضى 1972 - 1995، لا لشيء سوى لفكرهم، بالإضافة إلى عدد كبير من الأصدقاء ثلاثة منهم هم شخصيات نصوص روايتي "حياة ثقيلة" الثلاث، أي أن شخصية الشيوعية تتماهى مع شخصية الحسين في ميثولوجيا الجنوب العراقي أي التضحية لمثل العدالة والمساوة والحرية، من ناحية أخرى تناولت الشخصية من نقطة حياد إيجابي منظف من أي بعد أيديولوجي، فقدمته كإنسان لا من طراز خاص كما يطرحه فكر الحزب الشيوعي الأيديولوجي، قدمته بضعفه الإنساني مخاوفه، وعذابه، خباثته وطيبه، بخله وكرمه حقده وحبه، تآمره وصدقه، وهذا أزعج غالبية الحزبيين حتى أنهم تجاهلوا رواياتي في صحفهم وقنواتهم الإعلامية، لا بل نمّ لي بأن قيادة الحزب أوصت بتجاهل روايتي "الحياة لحظة" خصوصًا والبقية عمومًا، لكنها وبعكس ما ذهبت إليه استقبلت في الوسط الأدبي العربي المصري خصوصًا باعتبارها روايات إنسانية مست الإنسان في كل مكان كما كتبوا عنها.

  • غالبًا ما تصور جرائم الدكتاتور في أعمالك مثل رواية "عندما أدخلني الدكتاتور في الجحيم" وغيرها، هل تصويرك لهذه الجرائم ينطلق من خشية إهمالها تاريخيًا وسدًا لثغرات الذاكرة العراقية وأرشفتها في قالب متخيل يحفظ هذه الأحداث من الزوال والإهمال والتحريف ويمدها بعمر أطول؟

هذه الرواية وثيقة تاريخية لجريمة من جرائم الحرب ضد الإنسانية جهدت لكي تصاغ وتصور بشكل فني لا يقل بمستواه على نصوصي الروائية، في حقيقة الأمر كان المحرض لكتابتها هو متابعتي لمحاكمة الدكتاتور صدام حسين تلفزيونيًا وظهور رفيقتي "دكتورة سعاد" كشاهد، وروت قصف موقعنا في موقع "زيوه" خلف العمادية في وادٍ ضيق يمر فيه نهر "الزاب الأعلى" بالأسلحة الكيماوية غروب يوم 6 آيار/مايو 1987، فأصبت إصابة قاتلة وبقيت شهرين أتأرجح على حافة الموت، وذكرتني بالاسم "أبو الطيب"، وهو أسمي الحركي كوني نجوت بأعجوبة، كان أدائها ضعيفًا وركزت على الجوانب الحزبية الدعائية أكثر من الأبعاد المأساوية وآثارها على من أصيب. فشرعت من يومها ودونت ما جرى معي تصويرًا دقيقا وافيًا لنفسي والمحيط والآثار من خلال ما قدمته في جلسة تحقيق طويلة مع قاضي الدولة الدنماركي الذي وضعت كارته الشخصي كوثيقة حذفت في الترجمة الإنكليزية فالدعوة غير مقامة على رئيس أركان الجيش وقت القصف الجنرال "نزار الخزرجي" المقيم وقتها في الدنمارك والذي هرب من مكان إقامته الجبرية في مدينة "نسفذ" الدنماركية قبيل حرب 2003، وظهر في الإمارات ليساهم في جهد القوات الأمريكية والدولية في عملية احتلال العراق.

سجلت ما جرى بالضبط في جلسة التحقيق مصورًا في الوقت نفسه ما جرى لي، وسأكون شاهدًا فيما لو قبض عليه وحوكم هنا في الدنمارك وهذا شبه مستحيل لدور المخابرات الأمريكية في حمايته واستخدامه، والقسم الثاني صورت فيه جلسة تحقيق أجريت في لاهاي بالمحكمة الدولية لمحاكمة تاجر هولندي كان يزود سلطة صدام بالمادة الخام التي يصنع منها السلاح الكيمياوي، وكان التحقيق مختلفًا، وعني بقضايا ذكرتها عرضًا في التحقيق الدنماركي، ووضعت رسائل المحكم الهولندي كوثائق في الرواية، أما القسم الآخر فقد وصفت فيه النوح الكبير مع سكان القرى الأكراد في أيلول 1988 في حملة الجيش العراقي بعد عودته من جبهة الحرب مع إيران أثر توقفها، فكان يقصف المناطق بالأسلحة الكيمياوية قبل تقدمه وكنت مساهمًا في دفن رفاق لنا وإنقاذ من تبقى في نفس الموضع، وهذا ما لم يطلبه المحققون مني وهو عنوان القسم الثالث.

 كانت تجربة كتابة "في باطن الجحيم" من أشق التجارب كوني التزمت بما جرى فعلًا دون اللعب بالمصائر وتوجيه الأحداث بالمخيلة صوب أغراض النص وهي الوحيدة التي طبعت في العراق، وكان من حسن حظي وقوعها بيد فاحص صديقي ومبدع نظيف القاص د. لؤي حمزة عباس الذي اتصل بي هاتفيًا وكنت في العراق وأخبرني بأنه كتب تقريرًا إيجابيا بروايتي التي أعجب بها، فلو وقعت بيد كاتب بعثي لكتب ضدها ولرفضت كما فعلوا مع "الإرسي" التي رفضوا نشرها مما اضطرني لطباعتها في القاهرة، كما أن الرواية فيها صور لي وللضحايا لتدعيم الوثيقة التي ستبقى كشاهدة حقيقة وإنسانية للأجيال العراقية القادمة فهي عنت بالبعد الإنساني للمأساة، لا السياسي الذي استخدمته الأحزاب الكردية من أجل مكاسب سياسية.

  • تحتوي أغلب أعمالك وبشكل مفرط أحيانًا على النصوص "الإيروتيكيّة"، هل ترغب من وراء ذلك بكسر "التابوهات" الاجتماعية في خصوص العلاقة بين الرجل والمرأة؟ وإلى أي مدى يمكن للنص الروائي مجابهة وكسر هذه الانساق؟

الجنس والعلاقة بين الرجل والمرأة من أسباب تخلف مجتمعاتنا، تعرضت لتجارب في الطفولة جعلتني مع تطور وعيي أكون صريحًا عاريًا، وهذا ما فعلته بسلوكي الاجتماعي فواجهت مشاكل جمة عويصة تجاوزتها كلها ولم أضطر أن أغير سلوكي بأن أصبح مواريًا في محاولة للتخلص من ازدواج عالمي بين ظاهر وباطن فعمدت إلى كشف كل الأسرار حتى خشى مني الجميع وهنا ما زلت أتكلم عن الحياة الاجتماعية العامة وليس على الكتابة، جاءت الثقافة وفكرة العدالة والمساواة لتزيد في تعميق الوعي والسلوك والإصرار على قضية الصدق في العلاقات وفي قول الرأي وفي الانحياز للحقيقة والحق وهذا سبب لي مشاكل بوقت مبكر فقد اعتقلت وأنا في السادسة عشر لتصريحاتي ورأيي بحكومة البعث في أول أيامها وتكرر ذلك بين عامي 1970 و 1980 خمس مرات ذقت فيها الويل ضربًا وتعذيبًا وإهانة كان فيها سادية وانتقام لكثرة التقارير التي يكتبها جواسيس المقاهي، فهم يعرفون جيدًا أن لا علاقة لي تنظيمية بالحزب الشيوعي وقت الاعتقالات كلها، ومن هنا تعمق بحثي في منظومة قيمنا الأخلاقية والاجتماعية وتحليلها بعد التعرف المعمق على تطور الحضارة بالتفصيل منذ بدء التاريخ وحتى الآن وما توصلت إليه الحضارة الغربية، بت واثقًا أنه دون ثورة على مستوى الأخلاق تدعو للصراحة والحرية في كل شيء واحترام الذات البشرية وفسح المجال أمامها لتمارس نموها وتطورها سوف لا يتغير شيء في المجتمع وما كل الذي يقال عن الديمقراطية والحرية في كل التاريخ السياسي العراقي، إلا لغو فارغ.

 من هذه الحريات الجوهرية التي تقضي على الازدواج وتوحد العالم الداخلي السري والظاهري هما حرية الاعتقاد الديني بحيث يكون خاصًا بالفرد، أي فصله عن المنظومة الاجتماعية والقوانين، والحرية الجنسية بترسيخ الاختلاط بين الجنسين كي يتعرفوا على بعضهم منذ الطفولة في الشارع ورياض الأطفال والمدارس، وحرية الحب بما فيها الحريات الجنسية، فالجنس غريزة مثله مثل الأكل والشرب إن كتمته يكون مدمرًا فتاكًا لابد أن يظهر في الظلام ويخترق النظم والأواصر، فأكثر المجتمعات التي فيها شذوذ جنسي واغتصابات للصبايا والصبيان هي المجتمعات الكابتة، والمجتمع العراقي من أولها وأخطرها ففيه شائع وطء المحارم وما عليك سوى الاطلاع على سجلات المحاكم وستفزعك أرقام الاعتداء على الأخت والبنت والابن وقد تناولها فؤاد التكرلي في رواياته وكان قاضيًا في المحكمة وصورها في الرجع البعيد، وهي بصقة في وجه الحياة والوجه الآخر في شجاعة وجرأة ومحاولة لفضح هذه البنية الاجتماعية العفنة، وبقى القاص يوسف متي في مجموعته القصصية الوحيدة، وكما قلت لك بأني أبحث وأنبش وأحفر في هذا الجليد الاجتماعي المتكلس ومن هذا المنطلق جاء الجنس في قصصي ورواياتي أنه محاولة لفضح هذه البنية وعرض الأسرار وما يجري في الخفاء، كي يتشجع القارئ وجيل المستقبل على قول الصدق وعدم الكتم كي تتصفى النفوس وتشفى ويقترب الإنسان من معناه.

الجنس والعلاقة بين الرجل والمرأة من أسباب تخلف مجتمعاتنا، تعرضت لتجارب في الطفولة جعلتني مع تطور وعيي أكون صريحًا عاريًا

 تتنوع أغراض الجنس في نصوصي حسب الثيمة فمثلًا في روايتي "الحياة لحظة" معلمتين من النجف أبوهما شيخ عشيرة في أريافه تتقاسمان صبي توًّا بلغ، هو ابن زميلتهما المعلمة وهم في زيارة للست زينب في دمشق، وكل ذلك يجري في الظلام وفي الصباح كأن شيئًا لم يكن، الكبت الاجتماعي والجنسي من يجعل مثل هاتين الشابتين تضطران للتنفيس عن ضغط الغريزة، أوردت هذا المثل كي أوضح ما ذهبت إليه وفي كل موضع وحدث ثمة حفر في هذه المنظومة يقف خلف الحدث الذي يروى، من جانب آخر أنا لم أزل مذهولًا بتكوين الأنثى الجسدي الساحر والمبهر الذي وضع به الخالق أو الطبيعة لا فرق، سر الحياة والشهوة لكي تستمر، في قصتي عشتاري العراقية في مجموعتي الجديدة التي صدرت قبل أيام "طفلان ضائعان" هنالك تأمل ووصف وتجسيد وفلسفة هذا التكوين في ليلة عرس أولى تسكر الزوجة لأنها تشرب لأول مرة وتتركه أمام محنة جسدها الفتي والعاري ليلة كاملة يرى بها الجحيم والفردوس في نشيد رعوي على طريقة سلام إبراهيم بالجسد والجنس والحياة دون حريات، وأولها الحب والجنس والاعتقاد. لا تطور وستبقى "الطابوقة نائمة علينا"  وجهدي في السرد محاولة جادة لكسرها وإيقاظ من تحتها ليعرف معنى الحياة.

  • تتكلم روايتك "إعدام رسام" عن إعدام شقيقك الأصغر الفنان التشكيلي والطالب الجامعي كفاح إبراهيم، هل الكتابة في هذا المضمار تعد تصفية حساب مع الحنين والألم؟

إعدام رسام هي نشيد يتغنى بالحب والعلاقة الإنسانية بين أخ وأخيه، نشيد يبشع القتل الذي أصبح عاديًا في اليوم العراقي فقست القلوب وتشوهت النفوس، فجاءت الرواية لكي توقظ العراقي من سباته في خدر الدم والقتل وتجسدت في بنية أسطورية هي بنية ميثولوجيا الجنوب العراقي الدينية بأقسامها الثلاثة، الأول في الساحة ساحة الإعدام وهي تساوي ساحة الطف يوم المقتل وفي الأعماق السحيقة وهي تعادل المرائي في المجالس وسرد ذكريات العلاقة ومناقبها وقسمها الثالث والأخير "في الخلوة الضيقة" وهي طقوس دفن الشهيد في الطف والمعاصر كفاح في النجف، وكل أجواء الرواية الأسطورية متخيلة منسوجة من الأحلام والكوابيس ومرصعة بالأحداث الواقعية والوثائقية.

  • من ينظر من الداخل ليس كمثل من ينظر من الخارج، كونك روائي وقاص مغترب، كيف ترى من الخارج المشهد الثقافي العراقي؟

الثقافة مفهوم أشمل من الأدب والفن هو نمط حياة، وفي مجرى حوارنا وكلامي عن بنية المجتمع تعني بشكل أعمق نمط حياته أي ثقافته وهي أصلًا بنية سيئة يشيع فيها ثقافة العشيرة والعصبية والعنف التي عمقتها الدكتاتورية والحروب المتعاقبة وخربتها، ليجيء في آخر المطاف الاحتلال ومجموعة اللصوص الذين بلا ضمائر ولا أخلاق ولا أي شعور وطني وإنساني لتعيده إلى أزمان موغلة في الظلام، الثقافة خربة مخربة بائسة والإنسان العراقي مهلهل يدعو للرثاء، ولو لا الكتابة لمت من القهر أو السكر أو اللطم على وطني والإنسان، بالرغم من كل ذلك وجدت بالكتابة وقول الحقيقة محاولة لإيقاظ الشباب العراقي وسعيد لأني وجدت تجاوبًا من شباب وشابات يتابعون ما أكتب ويتكاتبون معي فرحين بهذا البوح والصراحة.

  • أخيرًا بماذا يحلم سلام إبراهيم؟

ما زلت أحلم وأناضل بالكتابة والجمال ضد الخراب والقبح، وأحلم بوطنٍ حرٍ وشعب سعيد، هذا الشعار الذي يبدو مبتذلًا لكنه حلم كل إنسان عراقي، يبتغي الرفاهية والعيش بسلام وصدق.

 

اقرأ/ي أيضًا:

حوار| ميثم راضي: أحلم أن يُعلم الخيال في المدارس!

حوار| محمد غازي الأخرس: الهوية العراقية إشكالية عابرة للزمن