31-يوليو-2020

(وضاح مهدي)

تعالي نبحث عن سر لنفشيه، كمن يحفر اسمه على غصن شجرة ويمضي. سر غريب يختبئ خلف الهواء المتمدد في أفق الليل، سرٌ صامت يشبهك ومتذمر يشبهني، يشبه قبلة تنبأت بها الأحلام، وعرقًا باردًا فصّدته الرغبة على جبين وحدتنا.

تعالي نسمع أغنية ونقرأ قصيدة وننتظر السر أن يأتي، أن ينجذب لشبيهيه فيأمن، وأن نفشيه بأمانة محصنة ضد المفاجآت؛ فنكتبه على زاوية كتاب الشعر ونكتبه على علبة السجائر الفارغة، نكتبه مرفقًا باسمينا، بمعنى الزمان المرتبط باسمك، ومعنى المكان المرتبط باسمي.

وتعالي نصنع سرًا نحارب به الركود، قلقًا صغيرًا وناعمًا تصطك له أسناننا مشفوعة بالتبسم، ويهرول لأجله قلبينا فنتعب قبل أن ننام، وليكن السر قولًا محرمًا أو دعابة ممنوعة أو تصورًا مرفوضًا عن الغد، الغد الفارغ الذي ينتظره الأحياء، ونرفض فراغه بالامتناع عن مواجهته. أو ليكن خاتمًا يخلو من قوى السحرة، لكن فص الخاتم الأزرقَ وطغراءه الأعجمية تحفظ سر العجز المختبئ وراء الفرادة والغرابة، فنمنح الخاتم الوهم، ونمنح الخاتم المعجزة، وندعك الخاتم مرة فتغنين، وندعكه مرة أخرى فأطرُب.

وبقوة السِرِّيَن تعالي، عبر نافذة مضاءةً، أو عتمة تفتح الاحتمالات فيها ما تشائين من الأبواب، سأكون أمام النافذة وسأكون على عتبة الباب في العتمة، أرتدي الخاتم الذي ترتدين أقرأ القصيدة التي تقرأين وأطرب لسر الأغنية، أغنيتك التي تغنينها الآن..

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

المأساة في أن تصغي

نصوص قَلِقَة

دلالات: