خاص| اغتيال المرشح صفاء المشهداني.. تحذيرات من "الفوضى" وأضرار على "مصداقية الانتخابات"

مع اغتيال المرشح للانتخابات النيابية المقبلة، عن تحالف "السيادة"، صفاء المشهداني، في شمال بغداد، تطرح العديد من الأسئلة حول خطورة الأمر وآثاره المستقبلية على شكل المنافسة السياسية، خاصة وأنه الأول من نوعه في السباق الانتخابي الحالي الذي من المقرر أن يجرى في 11 تشرين الثاني/نوفمبر. 

ووقع الاغتيال بعد منتصف ليل الأربعاء 15 تشرين الأول/أكتوبر 2025 في منطقة حي الضباط ضمن قضاء الطارمية، الواقع على بعد 40 كيلومترًا شمال العاصمة بغداد، حين انفجرت عبوة لاصقة كانت موضوعة أسفل سيارة المشهداني من نوع "تاهو" أثناء عودته من جولة انتخابية في المنطقة.​

واعتبر عضو مجلس محافظة بغداد عن ائتلاف دولة القانون، حيدر موحان، اغتيال عضو المجلس صفاء المشهداني في قضاء الطارمية "محاولة جادة لإثارة الفوضى وإعادة الإرهاب من جديد".

وقال موحان لـ"ألترا عراق"، إن "عضو المجلس صفاء المشهداني قد اغتالته أيادي الإرهاب والغدر وهي تمثل وجهًا جديدًا للإجرام من أجل إشاعة الفوضى في العاصمة بغداد"، مضيفًا أن "المشهداني ينحدر من قضاء الطارمية ومعروف بأنه من الشخصيات الخدمية التي تقدم كل ما يخدم مناطقها ومشهود له بالنزاهة والكفاءة".

ولفت إلى أنّ "الطارمية ومنذ سنوات ما تزال فيها جيوب وخلايا نائمة للإرهاب ويجب ملاحقتهم من أجل تطهير تلك المنطقة الحيوية والمهمة في حزام بغداد"، مؤكدًا أن "عملية الاغتيال تشكلت بشأنها لجنة تحقيق من أعلى المستويات وستقدم تقريرها المفصل قريبًا".

ودعا عضو المجلس إلى "ضرورة إعلان النتائج بشأن حادثة اغتيال المشهداني في أسرع وقت من أجل محاسبة الجناة وفقًا للقانون".

وأدى الانفجار إلى مقتل المشهداني على الفور واحتراق سيارته بالكامل، كما أسفر عن إصابة أربعة أشخاص آخرين كانوا برفقته داخل السيارة بجروح متفاوتة الخطورة، بحسب ما أظهر مقطع مصور تابعه "الترا عراق".

"لا توجد أطراف متهمة"

وصفاء المشهداني هو عضو مجلس محافظة بغداد الحالي ورئيس لجنة النفط والغاز، وكان مرشحًا بارزًا عن تحالف السيادة الوطني، برئاسة خميس الخنجر. 

وعلّق الخبير في الشأن الأمني، فاضل أبو رغيف، على حادثة اغتيال عضو مجلس محافظة بغداد صفاء المشهداني في قضاء الطارمية شمالي بغداد.

وقال أبو رغيف لـ"ألترا عراق"، إن "قضاء الطارمية يعتبر من البيئات التي تساعد على تنامي الإرهاب وزرع أفكاره بسرعة ويجب القيام بعمليات أمنية لتطهير تلك المناطق بشكل مستمر"، مبينًا أنه "في هذا الوقت يجب أن يكون التنافس الانتخابي شريفًا وبلا عنف أو تسقيط".

ولفت إلى أنّ "هناك لجنة تحقيقية عليا باشرت مهامًا لكشف ملابسات اغتيال عضو مجلس بغداد صفاء المشهداني وستتوصل إلى الفاعلين في أقرب وقت وإعلان النتائج"، معتبرًا أنه "الآن من المبكر اتهام أطراف معينة في حادثة الاغتيال لعضو في مجلس محافظة بغداد وهو ممن يمثلون تحالف السيادة".

"الحادثة نوعية"

وأعلنت قيادة عمليات بغداد في بيان رسمي تفاصيل الحادث، مؤكدة "تشكيل فريق عمل جنائي فني مشترك ولجنة تحقيقية عليا بإشراف مباشر من قائد عمليات بغداد لمعرفة ملابسات الحادث".

وأفاد مصدر أمني مطلع في قيادة عمليات بغداد، بوصول اللجنة التحقيقية العليا إلى الطارمية للوقوف على ملابسات اغتيال عضو مجلس المحافظة صفاء المشهداني.

وقال المصدر، وهو ضابط برتبة عميد لـ"ألترا عراق"، إن "القائد العام وجه بتشكيل لجنة تحقيقية عاجلة وعلى مستوى عالي بإشراف مباشر من الفريق الركن وليد التميمي قائد عمليات بغداد لإجراء التحقيق الفني الميداني في حادثة الاغتيال".

وبيّن أنّ "الحادثة تعتبر نوعية، لأنها أول حادثة من هذا النوع في هذا العام تحديدًا، كما وتعيد أسلوب استخدام العبوات اللاصقة الذي كان يقع منذ سنوات".

ولفت إلى أنّ "اللجنة التحقيقية تضم جهات أمنية أخرى من جهاز الأمن الوطني ووكالة الاستخبارات ومكافحة المتفجرات وجهات أخرى"، مضيفًا أن "اللجنة سترفع تقريرًا مفصلًا بكل حيثيات الحادثة فور إكمال أعمالها خلال الساعات المقبلة".

يضر بـ"الديمقراطية"

وفي الأثناء، أدانت قوى سياسية، ما وصفتها بـ"الجريمة الغادرة"، بحق المرشّح وعضو مجلس محافظة بغداد صفاء المشهداني.

وقال ائتلاف النصر برئاسة حيدر العبادي، تعليقًا على الحادثة، إن "الاستقرار الأمني والسياسي شرطان مهمان لإجراء انتخابات سليمة، والإخلال بالنظام والسلامة للعملية الإنتخابية وللمرشحين معًا، يقود لضرب مصداقية الانتخابات والتأسيس عليها".

وأضاف: "نساند إجراءات الحكومة بهذا الصدد، وندعو جميع القوى السياسية إلى التضامن للحفاظ على الأمن والاستقرار  السياسي والمجتمعي".

دوليًا، قال السفير البريطاني لدى العراق عرفان صديق، إن "العنف ضد المرشحين السياسيين يضرّ بالديمقراطية العراقية"، مضيفًا: "يجب محاسبة مرتكبي جريمة اغتيال صفاء المشهداني على وجه السرعة".

وأشار إلى أنّ "ما يحتاجه العراق الان هو الاستقرار والتقدم السلمي نحو الانتخابات"، كما قدم "التعازي الصادقة إلى عائلة صفاء".