15-يونيو-2019

تحدث ناشطون عن نشاط علني للمخدرات تتغاضى عنه الحكومة المحلية (فيسبوك)

جدل جديد بطله المخدرات والإجراءات الحكومية، أثاره هذه المرة محافظ واسط، محمد جميل المياحي، حين أعلن اكتشاف مزرعة للمخدرات وسط مدينة الكوت، وأحال مدير مكتب مكافحة المخدرات للتحقيق، وسط تشكيك بالحادثة، في وقت ارتفعت نسبة التعاطي والإتجار بالمخدرات بنسبة 60% عن العام الماضي في المحافظة، وفق مصادر حكومية.

أثار محافظ واسط جدلًا واسعًا بإعلانه ضبط مزرعة للمخدرات في مدينة الكوت مركز محافظة واسط

مزرعة للمخدرات ليست النهاية!

وتشهد محافظة واسط تفشي ظاهر تجارة وتعاطي المخدرات بشكل كبير، حيث تعلن قوات مكافحة المخدرات في المحافظة وهيئة المنافذ الحدودية من وقت لآخر، القبض على مهربين قادمين من إيران عبر منفذ زرباطية، وآخرين متعاطين للمواد المخدرة ومتاجرين بها داخل حدود المحافظة الحدودية مع إيران، وهو ما أكده المحافظ حين إعلان اكتشاف مزرعة صغيرة في مركز قضاء الكوت يشتبه بكونها مخصصة لزراعة المخدرات في 11 حزيران/يونيو.

اقرأ/ي أيضًا: المخدرات من الأرجنتين!.. ماذا عن "ساهون" إيران؟: عبد المهدي يثير سخرية عارمة

أشار المياحي الذي نشر صورًا من المزرعة على حسابه الرسمي عبر فيسبوك إلى "إحالة نموذج منها للفحص المختبري، ومدير مكتب مكافحة المخدرات للتحقيق، وفق قانون المحافظات الذي أعطى صلاحية للمحافظة بالتفتيش والتحقيق على الأجهزة الأمنية"، داعيًا رئيس الوزراء عادل عبد المهدي إلى "تشكيل خلية أزمة وطنية تجاه هذا الإرهاب الإنساني الذي يهدد الشباب وعوائلهم".

الخطر الأكبر!

يقول مدير المكتب الإعلامي لمحافظ واسط رياض العكيلي، إن "الخطر الأكبر من اكتشاف المزرعة، هو ارتفاع نسبة تجارة وتعاطي المخدرات بنسبة 60% عن العام الماضي"، مضيفًا في حديث لـ "الترا عراق"، أن "السلطات الأمنية وبعد يوم على اكتشاف المزرعة، ضبطت كمية كبيرة من المخدرات، بحوزة مسافر إيراني أراد إدخالها إلى محافظة واسط".

أعلنت إدارة واسط اعتقال مسافر إيراني بحوزته كميات كبيرة من المخدرات بعد يوم واحد من حادثة "مزرعة الخشخاش"

وحصل فريق "الترا عراق" على صور لكتاب القبض على المسافر الإيراني، والممنوعات المخدرة التي ضبطتها السلطات بحوزته.

الفحوصات المختبرية تحسم الجدل

لكن ناشطين بمواقع التواصل الاجتماعي شككوا بحقيقة اكتشاف مزرعة للمخدرات في مدينة الكوت، ورجحوا أن تكون النبتة التي عثرت عليها السلطات هي نبتة "الداتورا" السامة غير المخدرة أو الخروع، فيما تحدث آخرون عن مزارع أخرى وتفش للمخدرات في مناطق أخرى من المحافظة وبشكل علني دون أي تحرك من الحكومة المحلية أو المركزية.

اقرأ/ي أيضًا: عصابة تبيع مخدرات للتلاميذ قرب مدرسة في الحبانية!

وقال حيدر هليل، معلقًا على الحادثة: "عمي يا مزرعة حشيشة هاي نبتة اسمها (الداتورا) تنمو من تلقاء نفسها يعني من صنف النباتات الطبيعية، وأكثر مكان تنمو بيه عل ضفاف الأنهار".

بدوره أشار "شمس التبريزي"، إلى أن الحادثة مخطط لها للإطاحة بضباط مكافحة المخدرات، قائلًا: "محافظ واسط صافن ويگول لگيت مزرعة مال مخدرات.. صدك چذب محمدنا، هاي نبتة برية سامة اسمها (تادورا) مو جديدة لا تسوينا مثل المكسيك"، واتهم المحافظ بالقول: "محمدنا انت ضايج من الضابط مال مكافحة المخدرات وسويت عليه هاي الفراره".

من جانبه مدير المكتب الإعلامي لمحافظ واسط على هذه الشكوك في حديثه لـ"الترا عراق"، مؤكدًا أن "هناك تشابهًا بين النبتة المخدرة وهي الخشخاش التي تم العثور عليها في المزرعة، وبين نبتة الداتورا التي ظن الناس أنها هي"، موضحًا أن "التادورا موجودة بالفعل في بعض المناطق ويألفها الناس كثيرًا، لكن الفحوصات المختبرية والجهات التحقيقية أثبتت أن النبتة التي عثر عليها مزروعة هي الخشخاش المخدرة الممنوعة، التي يعاقب عليها القانون".

شكك ناشطون في حقيقة اكتشاف المزرعة ونوايا الحكومة المحلية لمحاربة لظاهرة المخدرات في ظل انتشارها وزراعتها "بشكل علني" في مناطق أخرى من المحافظة

ويرى مراقبون أن هناك علاقة قوية بين الفساد وانتشار المخدرات، خاصة في المحافظات الجنوبية من البلاد، فبعد أن كان العراق يمثل ممرا للمخدرات، أصبح اليوم بالإضافة إلى كونه ممرًا سوقا رائجة بسبب الفساد وعدم الرقابة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

من الترانزيت إلى الاستهلاك.. المخدّرات تتسلّل إلى حقائب طالبات العراق

طريق الكحول إلى العراق.. تجارة تحكمها ميليشيات دينية وأحزاب سياسية