22-يناير-2020

برهم صالح (Getty)

ألترا عراق ـ فريق التحرير

لم تكد تنقضي 30 يومًا على تراجع مستوى التصعيد من قبل الفصائل المقربة من إيران بشخوصها السياسية والعسكرية، ضد رئيس الجمهورية برهم صالح، والذي كاد أن يتسبب بأزمة سياسية، حتى عادت الفصائل مجددًا إلى تصعيد الأزمة من جديد على خلفية مؤتمر دافوس الاقتصادي، فيما تنذر بعض المؤشرات إلى عودة التصدع من جديد بينها وبين زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، بعد فترة قليلة من "ازدهارها".

هدّدت كتائب حزب الله الرئيس برهم صالح بإخراجه من بغداد في حال التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فيما حذرت النجباء من مصافحته

وتصاعدت حدة الأزمة بين برهم صالح والفصائل المسلحة على خلفية رفض الأخير تكليف مرشح تحالف البناء أسعد العيداني، في 26 كانون الأول/ديسمبر الماضي ملوحًا بتقديم استقالته، مما فتح على صالح جبهة من التصريحات والتهديدات من قبل شخصيات مرتبطة بفصائل مسلحة، حيث هاجم النائب عن العصائب عدي عواد الرئيس صالح في مقابلة تلفزيونية مطلقًا عليه سيلًا من الشتائم، فيما أصدرت كتائب حزب الله في حينها بيانًا شديد اللهجة، متهمة صالح بـ"الخضوع" إلى الرغبة الأمريكية في رفض مرشح "الكتلة الأكبر".

اقرأ/ي أيضًا: قاطع حديث ترامب عن العقوبات.. برهم صالح "يصافح" الرئيس الأمريكي

وبعد أيام، هدأت التصريحات التصعيدية، وتحدثت تقارير عن تدخل زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم، بإجراء الصلح بين الأطراف، وقرب الوصول إلى توافق بشأن تكليف رئيس وزراء يحظى بمقبولية الجميع، إلا أن هذا الأمر لم يفضِ إلى تسمية رئيس وزراء جديد حتى اللحظة، وسط انسداد سياسي تزامن مع تصاعد حدة الخلافات والمواجهات العسكرية بين إيران وأمريكا داخل العراق، تضمنت مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس.

ولم ينقضِ سوى 25 يومًا على "تناسي الخلافات"، حتى عادت كتائب حزب الله بتهديد لبرهم صالح، وذلك عندما وضع المتحدث باسم الكتائب أبو علي العسكري، الرئيس صالح بين خيارين، في "تغريدة" نشرها في 21 كانون الثاني/يناير، دعا من خلالها الرئيس صالح إلى عدم الاجتماع بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال مؤتمر دافوس الذي عقد في 23 كانون الثاني/يناير في سويسرا، وإلا سيواجه "الطرد من بغداد"، فيما واجه صالح تهديدًا مشابهًا من حركة النجباء في حال "صافح ترامب".

وماهي إلا ساعات مضت على هذه التهديدات، حتى التقى رئيس الجمهورية برهم صالح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على هامش اجتماعات مؤتمر دافوس الاقتصادي، تحدث صالح خلال الاجتماع على ضرورة "استمرار الشراكة العسكرية بين العراق والولايات المتحدة".

وعلى خلفية اللقاء، قال المتحدث باسم كتلة صادقون نعيم العبودي في تغريدة رصدها "ألترا عراق"، إن "رجل الدولة يجب أن لا يكون سببًا في انتهاك الدستور وسيادة بلده وأن لا يعمل على استفزاز مشاعر الملايين من الشعب".

من جانبه، قال المتحدث الرسمي باسم كتائب حزب الله محمد محيي في تصريحات صحفية اطلع عليها "الترا عراق"، إنه "إذا التقى برهم صالح بالرئيس الأمريكي فهو لا يمثل الشعب العراقي، ولم يحترم دوره كحامي للدستور"، معتبرًا أن "برهم صالح قد تجاوز دوره ولم يعد له مكان في بغداد كرئيس للجمهورية".

واتهم محيي برهم صالح بأنه "ضغط إلى جانب ما يسميهم بـ"المحتجين" لإسقاط رئيس الوزراء عادل عبد المهدي واستبداله"، مشيرًا إلى أنه "نحن مع كل الإجراءات التي تذهب إليها القوى السياسية لعزل برهم صالح".

وأثناء تصعيد الفصائل ضده.. مدحت صفحة مقربة من الصدر برهم صالح بعد لقاء ترامب قائلة إنه "حامي السيادة وحامي الثوار"

وبعد التقارب الذي بدت بوادره بين زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وقادة الفصائل الأخرى الذين من المفترض أن تجمعهم "المليونية المرتقبة" ضد التواجد الأمريكي، عادت التصدعات تظهر من جديد، حينما كتبت صفحة صالح محمد العراقي المقربة من الصدر في تدوينة اليوم، بأن  "الميليشيات غير المنضبطة ومن يعتدي على (ثوار تشرين) ولو بكلمة ليسوا منا ولا نريدهم في تظاهراتنا"، قبل أن يعود وينشر "تدوينة صادمة"، مدح من خلالها رئيس الجمهورية برهم صالح واصفًا إياه بـ"حامي السيادة وحامي الثوار"، بالتزامن مع "التصعيد الفصائلي" ضد صالح على خلفية لقاءه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

اقرأ/ي أيضًا: بعد اتهامات له بـ"الجبن".. هل تعرّض برهم صالح لتهديدات بالقتل؟

وفي الأثناء، اعترف برهم صالح بكلمته في مؤتمر دافوس الاقتصادي بقتل أكثر من 600 متظاهر في العراق، وهو الأمر الذي ترفضه القوى السياسية، والحكومة أيضًا، كما في حديث الناطق باسم عبد المهدي، عبد الكريم خلف.

قال صالح في كلمته التي تابعها "ألترا عراق"، إن "هناك حاجة إلى أطر إقليمية للتعاون الأمني والاقتصادي والتجاري توفر السبيل للحوار السياسي وحل النزاعات بين الخصوم، وينبغي أن نسعى لإيجاد الحلول الخاصة بنا فيما يتعلق بمشاكلنا الخاصة، وهذا ما يطالب به عشرات الآلاف من الشباب العراقي في احتجاجات سلمية في شوارع بغداد وغيرها من المدن، والتي بدأت منذ نحو أربعة أشهر".

 أضاف صالح أنه "لأمر مدمر ومؤلم من أن أعمال العنف التي يرتكبها الخارجون عن القانون أدت إلى مقتل أكثر من 600 من المتظاهرين الأبرياء السلميين - معظمهم من الشباب الذين ولدوا في التسعينيات وما بعدها – فضلًا عن العديد من أفراد الأمن. وانني أدين هذه الجرائم/ الأفعال بأشد العبارات، وسيتم التعامل مع مرتكبيها وفقًا للقانون، مشيرًا إلى أن "العدالة والأمن أساس الدولة والمجتمع – بالنسبة للبلاد، وأن الاحتجاج السلمي حق أساسي".

لفت صالح إلى أن "الشباب العراقي يحتج من أجل حياة أفضل، ووطن، ومزيد من الوظائف، وتحسين الخدمات، ووضع حد للفساد الذي أصاب بلادنا بالشلل منذ فترة طويلة. إنني أريد الشيء ذاته لهم، مضيفًا أنهم "يريدون أن تكون الوطنية العراقية شاملة، ولا تنقسم وفقًا للهوية الطائفية".

برهم صالح: المحتجون يريدون أن تكون الوطنية العراقية شاملة، ولا تنقسم وفقًا للهوية الطائفي، يريدون نظامًا سياسيًا ديمقراطيًا يعكس هويتهم الجامعة ويستعيد كرامتهم

 أوضح صالح في حديثه عن المتظاهرين أنهم "يريدون نظامًا سياسيًا ديمقراطيًا يعكس هويتهم الجامعة ويستعيد كرامتهم. إنهم يريدون انتخابات حرة ونزيهة، وهذا هو تحول الأجيال الذي يعكس التوق إلى ما هو أفضل، وإلى أكثر من ذلك".

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

لماذا "يتهرب" رئيس الجمهورية من المادة 81 ويتجاهل "عشرات المرشحين"؟

"برر" القمع وطالب بحكومة جديدة.. هكذا خاطب عبدالمهدي مهاجمي السفارة الأمريكية!