21-فبراير-2020

أظهرت الدراسة نتائج غير سارة للشخصيات السياسية البارزة (Getty)

الترا عراق - فريق التحرير

أظهرت دراسة استطلاعية دولية، تأييدًا شعبيًا واسعًا للاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ أشهر، كما كشفت عن مساندة كبيرة تحظى بها التظاهرات في إقليم كردستان والمناطق المحررة.

أكدت الدراسة أن 85% من العراقيين يؤيدون التظاهرات بشكل مطلق مقابل أقل من 10% يرون فيها مؤامرة خارجية

ونشر مدير الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مؤسسة "گالوب" للأبحاث الدولية، الدكتور منقذ داغر، نتائج الدراسة الاستطلاعية التي نفذتها المجموعة المستقلة للأبحاث الممثلة للمؤسسة، والتي شملت أكثر من ألفي عينة من العراقيين أُختيرت بشكلٍ عشوائي.

 وجاء في الملخص التنفيذي  للدراسة عن التظاهرات التي اندلعت في تشرين أول/أكتوبر من عام 2019 وما زالت مستمرة الى الآن، أن "البحث الذي أجري مع عراقيين يمثلون كل محافظات العراق وبمختلف الشرائح الاجتماعية والديمغرافية والاقتصادية والتعليمية والجنسية اعتمد على أكثر من 2000 مقابلة أجريت وجهًا لوجه وباستخدام الكمبيوتر من قبل باحثي المجموعة ووفقًا لأحدث تكنولوجيا مستخدمة في هذا المجال".

اقرأ/ي أيضًا: مسارات محاسبة "قتلة المتظاهرين".. هل يستطيع محمد علاوي محاكمة عبدالمهدي؟

وأجري الاستطلاع خلال شهر شباط/فبراير الجاري، حيث تم استخدام أسلوب العينة العشوائية الاحتمالية متعددة المراحل (PPS)".

وتشير أهم النتائج، أن هناك تأييدًا مطلقًا يصل إلى أكثر من 85% للتظاهرات وفي مختلف المناطق، بما في ذلك أكثر من 80% من التأييد بين الكرد، في حين وصلت النسبة الى أكثر من ذلك بكثير في بقية مناطق البلاد.

وأظهرت كذلك، مستوى متقارب من التأييد الكبير في مختلف المحافظات الجنوبية وبغداد، فقد سجلت محافظات ديالى وكركوك والموصل أعلى مستويات التأييد مقارنة بباقي المحافظات التي كانت محتلة (أو أجزاء منها) من قبل تنظيم داعش.

بين الاستطلاع أن أعلى مطلبين تأييدًا من العراقين هما محاسبة المسؤولين عن قتل وقمع المتظاهرين ثم انتخابات مبكرة

كما بينت الدراسة، أن "نسبة العراقيين الذين يؤيدون مطالب المظاهرات ويعدونها مشروعة تجاوزت 90%، وفي حين لم تتجاوز نسبة من يقولون أنها غير شرعية 5%، يعتقد 10% أن الاحتجاجات "مؤامرة خارجية".

وأشارت الدراسة، إلى أن أعلى مطلبين تأييدًا من العراقين هما محاسبة المسؤولين عن قتل وقمع المتظاهرين ثم انتخابات مبكرة.

 وعلى صعيد المشاركة في الاحتجاجات، أفاد حوالي 50% من الشيعة وأكثر من 15% من السنة أنهم شخصيًا اشتركوا في هذه المظاهرات بطرق مختلفة ولمرة واحدة على الأقل، في حين أظهر مواطنو الموصل وتكريت "أعلى رغبة في المشاركة في المظاهرات فيما لو اندلعت في محافظاتهم مقارنة ببقية المحافظات التي لم تندلع فيها التظاهرات"، وفق الدراسة.

وأظهرت الدراسة نتائج غير سارة للشخصيات السياسية البارزة، حيث أكدت أن "العراقيين لم يستثوا أحدًا من القادة السياسيين الكبار من السخط على أدائهم السياسي، ولم يستطع أي من القادة السياسيين (عدا الكرد) بلوغ حاجز 20% من الثقة في أدائهم".

وخلصت الدراسة، إلى أن النتائج المذكورة تظهر "خطأ" فرضية أن التظاهرات لا تمثل أغلبية العراقيين، فمنذ الاستطلاع الذي أجري السنة الماضية ارتفع التأييد للتظاهرات وبمعدل كبير جدًا وفي كل مناطق العراق، فضلًا عن فرضية أن التظاهرات تقف خلفها مؤامرة خارجية حيث لم يؤيد هذه الفرضية سوى أقل من 10%.

ومن "الفرضيات الخاطئة" التي أشارت إليها الدراسة هي فرضية "عدم وجود مشاركة عالية في التظاهرات"، مبينة أن "50% من سكان بغداد والمحافظات الجنوبية أفادوا أنهم ساهموا فعلاً وبطريقة أو بأخرى وعلى الأقل مرة واحدة خلال الأشهر الخمسة الماضية بهذه المظاهرات، كما ظهرت نسبة لا بأس بها من الشباب السنة الذي شاركوا بها أيضًا"، مشيرة إلى أن "الأمور تبدو مرشحة للتصاعد في المحافظات التي حُررت من داعش".

قالت الدراسة إن النتائج أظهرت تراجعًا كبيرًا وغير مسبوق في شعبية كل القيادات السياسية المهمة

وختمت الدراسة بالإشارة إلى "وجود تأييد لبعض القيادات السياسية، مقابل تراجع كبير وغير مسبوق في شعبية كل القيادات السياسية المهمة ودونما استثناء".

 

اقرأ/ي أيضًا:

غضب عارم و14 تعهدًا.. من هو محمد توفيق علاوي وكيف علقت واشنطن على تكليفه؟

على طريقة الزيارة الأربعينية.. الناصرية ترد على القمع بخطة تصعيد جديدة