03-أبريل-2022

نحو 4 ملايين برميل لم يعطها العراق للسوق خلال آذار (فيسبوك) 

ألترا عراق - فريق التحرير

لأول مرة منذ تأميم النفط العراقي وانتزاع الدولة العراقية لإنتاجها النفطي والاستحواذ على إيراداته بالكامل بعد أن كانت ملكًا لشركات النفط الأجنبية التي تعطي للدولة العراقية نسبة ضئيلة من الإيرادات، حقق العراق أكثر من 11 مليار دولار من تصدير النفط، وهو رقم ساهم ارتفاع أسعار النفط وارتفاع الإنتاج النفطي نسبيًا بتحقيقه.

 احتفاء وزارة النفط كان منقوصًا وغطى على حقيقة تتمثل بتراجع إنتاج العراق النفطي وتلكؤه

 

ولم يحقق العراق إيرادات شهرية كهذه بالرغم من تسجيل أسعار النفط أرقامًا قياسية في عامي 2008 حين تجاوزت 146 دولارًا للبرميل، وفي 2011 حين تجاوزت 126 دولارًا للبرميل.

ويرجع سبب ذلك لأن رفع إنتاج العراق كان قد بدأ تدريجيًا منذ عام 2003 على يد الشركات الأجنبية ليصل في 2008 إلى 2.3 مليون برميل يوميًا فقط؛ أما في 2011 فقد بلغ 2.65 مليون برميل يوميًا فقط، وهي أرقام تمنع تحقق مبيعات كبيرة وبالتالي إيرادات كبيرة، قياسًا بإنتاج العراق الحالي الذي يفوق 4 ملايين برميل يوميًا، يصدر منها العراق قرابة 3.3 مليون برميل يوميًا. 

واحتفت وزارة النفط بتحقيق أعلى الإيرادات منذ عام 1972 وهو تأريخ تأميم النفط العراقي، مبينة في بيان تلقى "ألترا عراق" نسخة منه، أن "مجموع كمية الصادرات من النفط الخام خلال آذار بلغ (100) مليونًا (563) ألفًا و(999) برميلًا، بإيرادات بلغت (11,07) مليار دولار، ويعد أعلى إيراد مالي تحقق منذ عام 1972".

طول آذار مقارنة بشباط غطّى تراجع الإنتاج 

هذا الاحتفاء كان "منقوصًا" بحسب خبراء ومراقبين، وغطى على حقيقة تمثل بتراجع إنتاج العراق النفطي وتلكؤه، وفي الحقيقة كان من الممكن أن تكون إيرادات العراق خلال آذار /مارس أكثر من هذا الرقم. 

كمية الصادرات التي بلغت أكثر من 100 مليون برميل خلال آذار/مارس الماضي، فيما إذا ما قورنت بشهر شباط/فبراير التي بلغت الصادرات فيها قرابة 93 مليون برميل، تعطي تصورًا أوليًا على أن الأمور تسير على ما يرام، وأن العراق رفع صادراته بواقع أكثر من 7 ملايين خلال شهر، تماشيًا مع ارتفاع إنتاجه وفق حصته المحددة من أوبك+، بواقع 44 ألف برميل يوميًا، أو قرابة 1.5 مليون برميل خلال شهر آذار/مارس مقارنة بشهر شباط/فبراير. 

وفي الحسابات الدقيقة، فأن صادرات العراق اليومية من النفط الخام خلال آذار/مارس كانت أقل من شباط/فبراير، حيث بلغ معدل التصدير اليومي في آذار/مارس 3.244 مليون برميل يوميًا، فيما كان العراق قد صدر خلال شهر شباط/فبراير 3.314 مليون برميل يوميًا.

خسر العراق 70 ألف برميل يوميًا عن صادراته في شباط/فبراير

 

ويعني ذلك،  أن صادرات العراق تراجعت بواقع 70 ألف برميل يوميًا عن الشهر الماضي، إلا أن "السر" الذي أظهر صادرات آذار/مارس أكبر من صادرات شباط/فبراير، يعود إلى الأيام الثلاثة الأخيرة من شهر آذار/مارس الذي يبلغ 31 يومًا، مقارنة بشهر شباط/فبراير الذي يبلغ 28 يومًا.

أضافت صادرات العراق البالغة 3.244 يوميًا خلال الأيام الثلاثة الأخيرة من آذار/مارس، كمية تعادل 9.7 مليون برميل، لتصل الصادرات الكلية إلى أكثر من 100 مليون برميل مقارنة بـ 93 مليون برميل في شباط/فبراير. 

العراق خسر 388 مليون دولار في آذار

وفقًا لذلك، خسر العراق 70 ألف برميل يوميًا عن صادراته في شباط/فبراير، وهو ما يشير  إلى أن العراق لم يضف إنتاجه الإضافي المحدد من أوبك+ أيضًا والبالغ 44 ألف برميل يوميًا، ما يعني أن العراق خسر 114 ألف برميل يوميًا لم يتمكن من تصديرها خلال آذار/مارس.

باحتساب معدل سعر البرميل 110 دولارًا للبرميل بحسب بيان النفط لإحصائيات الشهر الماضي، فأن العراق خسر 12.5 مليون دولار يوميًا أو 388 مليون دولار خلال آذار/مارس، كان من الممكن أن ترفع ايرادات العراق خلال إلى 11.5 مليار دولار.

وبحساب آخر، تبلغ حصة العراق الإنتاجية في آذار/مارس بحسب محددات أوبك+، 4.370 مليون برميل يوميًا، وبينما يستهلك العراق أكثر من مليون برميل يوميًا، فمن المفترض أن تكون صادرات العراق 3.370 مليون برميل يوميًا خلال آذار، إلا أن صادراته بلغت 3.244 مليون برميل يوميًا، ما يعني أن العراق فقد من صادراته 126 ألف برميل يوميًا، وهو رقم مقارب إلى 114 ألف برميل يوميًا وفق الحسابات الماضية التي تم استخراجها مقارنة بصادرات شهر شباط/فبراير.

من مسببات تلكؤ إنتاج العراق أيضًا، انخفاض الضغط في الحقول والآبار التي وصلت لمرحلة الشيخوخة

 

ويرجع تلكؤ الإنتاج في العراق إلى العديد من العوامل، منها خروج عدد من الشركات الأجنبية وإغلاق الحقول، تارة بسبب المتظاهرين المطالبين بالتعيين كما حصل في محافظة ذي قار الشهر الماضي، وتارة إغلاق الحقول لغرض الصيانة كما حصل في حقل غرب القرنة الشهر الماضي أيضًا. 

ومن مسببات تلكؤ إنتاج العراق أيضًا، انخفاض الضغط في الحقول والآبار التي وصلت لمرحلة "الشيخوخة"، والتي تحتاج الى حقنها بالمياه لرفع الضغط واستخراج النفط، إلا أن قدرة العراق على إنتاج المياه المطلوبة لحقن الآبار مازالت متواضعة وغير كافية، وتبلغ قرابة 4 مليون برميل ماء يوميًا، وهو رقم غير كافٍ بحسب الوزارة.