الترا عراق - فريق التحرير
أثارت رواية أدلى بها أحد ضباط الأمن في زمن النظام السابق، حول أموال طائلة عثر عليها في منزل المرجع الديني محمد باقر الصدر بعد إعدامه، جدلاً واستياءً، في أوساط شعبية ودينية وسياسية.
وقال الضابط صباح الحمداني المنسوب سابقًا إلى مديرية الأمن العامة في محافظة النجف، في حوار لقناة تلفزيونية، إن "أمولاً ومصوغات ذهبية تقدر بـ 50 مليون دولار، عثر عليها هو ورفاقه في خزنة كبيرة داخل منزل المرجع الديني محمد باقر الصدر، وفي غرفته الشخصية"، مبينًا أن "تلك الأموال هي حقوق شرعية يدفعها المقلدون من الشيعة من مختلف أنحاء العالم".
قال الضابط إن الأموال التي عثر عليها آنذاك تقدر بنحو 50 مليون دولار وهو حقوق شرعية "خمس"
وبيّن الحمداني، أن الأموال سلمت إلى مديرية الأمن العامة في الشعبة الخامسة، مع ما عثر عليه في المنزل من مخطوطات وكتب ووثائق".
وعُدت الرواية، "إساءة" إلى مقام الصدر الأول، في أوساط شعبية ودينية وأخرى سياسية، وطعنًا في سمعة الرجل المؤسس لحزب الدعوة والذي عرف عنه التقشف والزهد، بحسب مريديه، ولم تطله سابقًا اتهامات أو شبهات تتعلق بأموال ما يعرف بالحقوق الشرعية "الخمس" لدى الشيعة الإثني عشرية، كما هو الحال مع رجال دين كبار تصدوا للمرجعية الدينية.
ونظم عدد من الأشخاص، وصفوا أنفسهم بـ"مجموعة من مختلف أطياف الشعب العراقي"، وقفة استنكارية أمام مقر القناة التلفزيونية التي بثت الحوار في بغداد، مستنكرين ماوصفوه بـ"التطاول" على مقام الصدر الأول.
فيما رأى متفاعلون مع القصة، أن "من الطبيعي أن يضم منزل المرجع الديني أموالاً يدفعها المقلدون، لكنه مؤتمن عليه ويشرف على إيصالها إلى مستحقيها من الفقراء، وفقًا للشريعة الإسلامية، وهو ما لا يخدش بسمعة الصدر"، على حد تعبيرهم.
أثارت الرواية تفاعلاً كبيرًا واستياءً في أوساط دينية وشعبية وسياسية
وعلى مستوى رجال الدين، رد المرجع الديني البارز كاظم الحائري، على ماوصفه "المزاعم الباطلة" ضد الصدر. وقال في بيان إن "من الطبيعي صدور مثل هذه الافتراءات والأكاذيب والخزعبلات على شخص أستاذنا الشهيد الصدر رضوان الله تعالى عليه من قبل بقايا حزب البعث المجرم القائمين بقتل مثل هذه الشخصية العظيمة، وليس ذلك بأعظم مما ارتكبوه من جريمة قتله، فماذا تنتظر من مثل هؤلاء السفلة الذين قاموا بجريمتهم التاريخية العظمى التي سودت وجوههم إلى أبد الآبدين".
وأضاف: "إني أرى من السهل إطلاق مثل هذا الافتراء المفضوح بحق من يشهد التاريخ ويشهد جميع الأبرار والأخيار بنزاهته وبراءته وتقواه في سيرته الذاتية وعيشه البسيط وترفعه عن مثل ما نسبه إليه هذا الدنيء الساقط، وكيف يمكن وجود القاصة المزعومة في داره رحمه الله ولم يطلع عليها أحد مثلي ومثل سماحة الشيخ النعماني من تلامذته الملتصقين به".
ونفى المرجع الحائري، الرواية جملة وتفصيلاً، عادًا إطلاقها "محاولة من السفلة لا تقلل شيئًا من شأن هذه الشخصية العظيمة، ولا تحقق شيئًا من أغراضهم الخبيثة، وسينمو هذا النجم الثاقب بإذن الله تعالى ويتألق في أفق المعرفة والكمال بأجلى وأرفع من الشمس في رابعة النهار".
من جانبه، حاول الشيخ محمد رضا النعماني "تفنيد" ومناقشة ما أورده ضابط الأمن صباح الحمداني، مشككًا بروايته، فيما هاجم مقدم البرنامج متهمًا إياه بـ"تقصد الإساءة".
واتهم النعماني في بيان، مقدم الحوار بـ"تعمد الإساءة" للمرجع الصدر، وساق ملاحظات حول الرواية تتلخص في عدم إمكانية وضع خزنة بالحجم المشار إليه في اللقاء في منزل متهالك، وهو عبارة عن مقبرة تعود إلى آل المامقاني، على حد تعبيره، داعيًا نجل جعفر الصدر نجل المرجع الصدر الأول، بإستعادة الأموال التي تحدث عنها الضابط منه شخصيًا ومن "رواتب منتسبي أجهزة الأمن والمخابرات في النظام السابق".
كما دعا، من وصفهم بـ"عشاق الشهيد الصدر"، إلى متابعة مقدم الحوار قضائيًا.
فيما أصدر حزب الدعوة بيانًا، استنكر فيه ما جاء في الرواية، ودعا إلى "ملاحقة ومحاسبة بقايا البعثيين من قبل الحكومة، وتفعيل قوانين تجريمهم، وعدم السماح لهم بالتطاول على شهيد العراق الأكبر الإمام الشهيد الصدر والحوزة العلمية وزعيمها آية الله العظمى ابو القاسم الخوئي".
بدورها، اضطرت القناة التلفزيونية، إلى إصدار بيان أشارت فيه، إلى أن "ماطرح هو شهادات تخص من شهد الحادثة ولا تميل القناة إلى تبني الرأي"، مبينة أن الضابط "أدلى بشهادة بصفته شهادًا على أحداث عاشها بنفسه، ولم تصدر منه أي إساءة للشهيد محمد باقر الصدر الذي نكن له ولمسيرته أعلى درجات التقدير والاحترام".
طالب رجال دين وأطراف سياسية منها حزب الدعوة بملاحقة قضائية تمشل "البعثيين"
وأضاف البيان، "للمتابعين الذين أُثيرت حفيظتهم معلومة (القاصة)، إلى ضرورة التدقيق بكلام الشاهد بقوله إن (تلك المبالغ هي حقوق شرعية وصلت إلى السيد الشهيد ولم يتصرف بها بعد)".
اقرأ/ي أيضًا:
"فتنة" الصفحات المقربة.. الصدر يلمح إلى محاولة لـ "اغتياله" على يد العصائب!
"عهد الدم" في وجه "قبعات الحنانة".. محتجو تشرين "يتحدون" مقتدى الصدر