21-أبريل-2020

محمد الحلبوسي (فيسبوك)

ألترا عراق ـ فريق التحرير

يبدو أن ظهور رئيس البرلمان محمد الحلبوسي زعيمًا وممثلًا للبيت السني من خلال ترأسه تحالف القوى العراقية الذي يضم معظم نواب المكون لن يستمر طويلًا، إذ ظهرت على السطح الخلافات بشكل واضح بعد أن كان الحديث لا يتجاوز الأروقة الخاصة، حيث كان أولها تحالف وطن الذي يتزعمه النائب مثنى السامرائي، والذي جاء وقتها على خلفية خلاف على آلية دعم رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي بشأن الاستحقاق الوزاري للقوى السنية.

 الحديث عن تعاظم التمرد على الحلبوسي أخذ يتفاعل داخل الكتل السنية، حتى أعلنت النائب هدى جار الله تشكيل ائتلاف نواب المدن المحررة

بالرغم من تقديم علاوي اعتذاره عن إكمال مهمة تشكيل الحكومة، لكن الحديث عن تعاظم التمرد على الزعيم الشاب أخذ يتفاعل داخل الكتل السنية، حتى أعلنت النائب هدى جار الله تشكيل ائتلاف نواب المدن المحررة والذي يضم بحسب جار الله 25 نائبًا برئاسة زعيم المشروع العربي خميس الخنجر.

اقرأ/ي أيضًا: من خارج دائرة "الأقطاب".. الكاظمي يراقب تصادمات الكتل بينما ينجز أوراقه

لا يوجد عدد نهائي للنواب الملتحقين بالائتلاف الجديد، بحسب مصدر، والذي يقول إن "التحالف سببه الرئيسي الحصول على حصة المكون في كابينة رئيس الوزراء المكلف مصطفى الكاظمي، بعد شعور عدد من النواب بوجود تهاون من رئيس البرلمان محمد الحلبوسي بشأن الحصول على الاستحقاق كسائر الكتل السياسية، فيما يجد فريق آخر منهم تسلط من الحلبوسي والمقربين منه في المفاوضات وحصر الوزارات والمناصب الأخرى بينهم".

ورجح المصدر وهو مطلع على أجواء البيت السني خلال حديث لـ"ألترا عراق"، رافضًا الكشف عن اسمه لأسباب سياسية، أن "يتضاعف عدد المنضمين للائتلاف بظل اسمه وهدفه الرئيسي، والذي يحافظ على شعبيتهم بوصفهم مطالبين بحصة المكون"، لافتًا إلى أن "الشرخ بين الحلبوسي والخنجر وصل حد القطيعة والخصومة بعد فشل الأخير بالحصول على وزارة التربية، فيما يحمل المشروع العربي رئيس البرلمان مسؤولية ذلك".

من جهته، يرى القيادي في جبهة الإنقاذ والتنمية أثيل النجيفي، أنه "لا جديد في هذا الائتلاف وهو نتاج رغبة من بعض النواب والكتل السياسية بالحصول على حصص في الحكومة المقبلة، في محاولة لمنع الحلبوسي من الاستيلاء على الاستحقاقات لوحده، فظهرت لتتقاسم معه الغنائم".

أكد النجيفي خلال حديثه لـ"ألترا عراق"، أن "الجبهة لن تقف مع أي من الائتلافين"، معللًا ذلك بـ"إيمان الجبهة بعمل السياسي طويل الأمد وليس الاكتفاء بالمناصب، خاصة وأن المرحلة المقبلة هي مؤقتة، والعمل الجاد يتم من خلال الانتخابات المبكرة والتي قد تنهار البلاد بحالة عدم إجراءها"، لافتًا إلى أن "الجبهة تضغط باتجاه أن تكون الحكومة المقبلة مستقلة بعيدًا عن مفاوضات الحصص، ما يجعلها بعيدة عن أجواء الائتلافين".

  في الأثناء، يعتقد المحلل السياسي هشام الهاشمي، أن "انبثاق الائتلاف محاولة لتحالف برلماني من أجل التنافس على الحقائب الوزارية ينتهي بعد نيل الحكومة للثقة وهكذا تحالفات غالبًا تولد ميتة، لأنها تكرر نفس الزعامات ضمن إدارة الطاولة المستديرة دون مراعاة الأوزان التنظيمية والشعبية وهذا محفز رئيسي على الانسحاب والانشقاق بعد الاختلاف على تقسيم الحقائب الحكومية"، مبينًا أن "كل قوة من قوى التحالف السني كانت لها مصالحها الحزبية والمناطقية والعشائرية الخاصة ومصالح أخرى، ورغم انشغال البيت السياسي الشيعي بترميم خلافاته وصراعاته الداخلية، كانت مشاغل أطراف البيت السياسي السني في وادي آخر، وادي تعديل موقف قيادات المكون السني ولو بتكرار تحالف العراقية".

أضاف الهاشمي خلال حديثه لـ"ألترا عراق"، أن "الخصم المشترك (التهميش) كان على الدوام يجمع القوى السنية للتفاهم مع البيت السياسي الشيعي الذي يرغب بالاستحواذ على حصص المكون السني في السلطة والثروة تحت مبررات قانونية وغير قانونية مختلفة، مستدركًا "لكن بناء هذه التفاهمات لم يكن ممكنًا على أساس مغادرة التهميش بالتقاسم العادل"، لافتًا إلى أن "هذه الثغرات يسعى تحالف القوى بقيادة الحلبوسي عدم تكرارها وفق رؤية تحالفات عشائرية ومناطقية رصينة وتحالفات مع أحزاب قومية وليبرالية عدا المحظور منها دستوريًا، وتقوية الثقة بين قيادات التحالف عبر تبني مشاريع اقتصادية وتعليمية وخدمية حقيقة بعيدة عن الفساد، وتبني توحيد الصف السني".

هشام الهاشمي: انبثاق الائتلاف محاولة لتحالف برلماني من أجل التنافس على الحقائب الوزارية ينتهي بعد نيل الحكومة للثقة

ورجح الهاشمي أن "تكون رؤية زعيم المشروع العربي خميس الخنجر عودة التحالف السني أولًا مع النجيفي وثانيًا تحالف الطاولة المستديرة مع الحلبوسي وعلاوي، من منطلق العصبية العشائرية والقومية العربية، ومن جهة أخرى تقوية التحالف الاستراتيجي مع كردستان بقيادة بارزاني، وانتظام التفاهمات مع الأحزاب الشيعية ضمن حدود صناعة الاستقرار.

 

 

اقرأ/ي أيضًا:

ساحات الاعتصام تستعد لجولة جديدة.. ترقبوا "عاصفة" احتجاجات ضد الكاظمي

الشابندر يحذر "شيعة السلطة" من زيارة خاطفة لـ"عزرائيل"