13-أغسطس-2021

40 برجًا خلال أسبوعين (فيسبوك)

بكثافة تذكّر بعمليات استهداف الأبراج خلال حزيران/يونيو الماضي، عادت خطوط نقل الطاقة الكهربائية في العراق خلال الأيام الماضية تتعرّض لعمليات استهداف تقول وزارة الكهرباء إنها "حرب معلنة ضدها".

تقول وزارة الكهرباء إن عمليات الاستهداف لخطوط النقل والأبراج مستمرة بالرغم من انطلاق العمليات العسكرية لحماية خطوط الطاقة

وبالرغم من تحوّل هذه الاستهدافات لعمليات روتينية مشهودة بشكل متكرّر، إلا أن ما يثير الانتباه هو حدوث هذه العمليات بهذا المستوى المتصاعد بالرغم من وجود غرفة عمليات عسكرية تشرف عليها قيادة العمليات المشتركة مهمتها حماية الأبراج وبعمليات انطلقت منذ مطلع تموز/يوليو الماضي.

تضرّر 4 أبراج و7 محولات خلال أقل من 24 ساعة

وخلال الساعات القليلة الماضية، سجلت وزارة الكهرباء 3 عمليات استهداف في مناطق عديدة، حيث استهدف "عمل تخريبي" قطاع التوزيع في المنطقة الشمالية أدى لتضرّر 7 محوّلات في محافظة كركوك، فيما شهد خط نقل الطاقة الكهربائية (سامراء - جنوب تكريت) جهد 132 ك.ف إلى عمل تخريبي بعبوات ناسفة أدّت لسقوط برجين، فيما تعرّض الخط الناقل (مسيب-شمال كربلاء) و(مسيب-شرق كربلاء) لتفجير أدى لسقوط برجين وخروج خطوط النقل عن الخدمة فجر يوم أمس.

اقرأ/ي أيضًا: خطوط نقل الطاقة في كربلاء تتعرض إلى هجمة بـ"عبوات ناسفة"

ويعد الانتقال بعمليات تفجير خطوط الطاقة في محيط محافظة كربلاء، تطورًا لافتًا، ويطرح تساؤلات عن الأسباب التي أدت لحدوث هذه الاختراقات والعبور من حلقة العمليات العسكرية والاستخبارية للعمليات المشتركة.

الخزين الاستراتيجي من الحديد يوشك على النفاد

يقول المتحدث باسم وزارة الكهرباء أحمد العبادي في حديث لـ"ألترا عراق"، إن "عمليات الاستهداف لخطوط النقل والأبراج مستمرة وفي تصاعد مستمر بالرغم من انطلاق العمليات العسكرية لحماية خطوط الطاقة".

وأوضح العبادي أنه "بالرغم من توجيهات رئيس الوزراء بتسيير دوريات طوارئ ونصب كاميرات حرارية، إلا أن عمليات الاستهداف بتزايد مستمر ووصل عدد الاستهدافات حتى الآن 71، وبدأت العمليات بمستوى جديد وهو انتقال الاستهدافات إلى داخل المدن بعد أن كانت تحدث خارج المدن، وفي الصحراء والأماكن البعيدة".

وأوضح العبادي أن "عمليات الصيانة تتم عبر ملاكاتنا الهندسية والفنية"، معتبرًا أن "التحليلات التي تشير إلى أن الاستهدافات هي أعمال تخدم مقاولات الصيانة حديث غير دقيق لأن  الصيانة تتم عبر ملاكات الوزارة وباستخدام الخزين الاستراتيجي من الحديد".

وأكد العبادي أن "المخزون الاستراتيجي لوزارة الكهرباء من الحديد المستخدم في صيانة الأبراج يوشك على النفاد، وهو أمر بالغ الخطورة وسط استمرار عمليات الاستهداف وبشكل متصاعد".

ما دور العمليات العسكرية وسط استمرار الاستهداف؟

من جانبه، يقول المتحدث باسم العمليات المشتركة اللواء تحسين الخفاجي إن "العمليات العسكرية والاستخبارية تمكّنت من تقليل عدد الاستهدافات للأبراج وخطوط النقل، بالرغم من استمرار حدوث بعض الخروق".

ويبيّن الخفاجي خلال حديث لـ"ألترا عراق"، أن "القوات الأمنية قامت بعمليات وخطط لحماية الأبراج في مناطق كثيرة، وهناك مناطق صعبة الوصول كالصحاري والمناطق الوعرة وتمكّنا من معالجتها بطرق بديلة عبر نصب كاميرات حرارية واستخدام الطائرات المسيّرة"، مشيرًا إلى أن "المناطق الأخرى المأهولة بالسكان تم الاعتماد فيها على الأهالي لمساعدة القوات الأمنية بالتبليغ عن العمليات والتحركات الغريبة قرب خطوط نقل الطاقة".

وأشار الخفاجي إلى أن "صحيح عمليات الاستهداف موجودة ولكنها قلّت عن المستوى السابق، وساهمت عملياتنا بتقليل الاستهدافات".

وحول عملية التفجير التي طالت خطوط نقل للطاقة في كربلاء، يقول الخفاجي إن "الإرهابيين يتواجدون في كل مكان والخروق الأمنية تحدث أحيانًا، وما حدث في كربلاء هو محاولة للمجاميع الإرهابية لإيصال رسالة، خصوصًا وأن الحادثة في كربلاء تزامنت مع إحياء مراسيم عاشوراء".

ويشير الخفاجي إلى "تمكن العمليات المشتركة من إحباط 20 عملية استهداف خلال الأسبوعين الماضيين، وعشرات العمليات منذ انطلاق العمليات العسكرية لإحباط استهداف الأبراج".

59% للعمليات المشتركة و41% للاستهداف

وتعقيبًا على تأكيد العمليات المشتركة إحباط 20 عملية استهداف خلال الأسبوعين الماضيين، قام "ألترا عراق" بمراجعة عمليات الاستهداف منذ نحو اسبوعين وتحديدًا منذ 31 تموز/يوليو الماضي وحتى اليوم، حيث بلغت عمليات الاستهداف المعلنة من قبل وزارة الكهرباء 14 عملية طالت خطوط النقل في مناطق مختلفة وأسفرت عن تضرر 40 برجًا.

ومنذ فجر يوم الخميس 12 آب/أغسطس، شهدت خطوط نقل الطاقة 3 عمليات استهداف في تكريت، وكربلاء، وكركوك أدت لتضرر 4 أبراج و7 محولات، وفي 10 آب/أغسطس، طالت عمليتا استهداف خطوط نقل الطاقة في كركوك أدّت لتضرّر 9 أبراج، وفي 9 آب/أغسطس، تم استهداف خط قيارة-موصل وأدى لتضرّر 3 أبراج، وفي 8 آب/أغسطس تسبّبت عملية استهداف في الموصل إلى تدمير برج، وفي 5 آب/أغسطس، تعرّض خط حديثة-قائم لتفجير 3 أبراج، فيما أعلنت وزارة الكهرباء في 5 آب/أغسطس عن نتائج عمليات الاستهداف خلال 48 ساعة والتي شهدت 3 عمليات استهداف في نينوى وكركوك وصلاح الدين أدى لتضرّر 13 برجًا.

وفي 2 و1 آب/أغسطس، تعرض خط  ديالى- ميرساد لعمليتي استهداف فيما بلغ عدد الأبراج المتضررة جراء العمليتين تضرر 6 أبراج، وفي 31 تموز/يوليو طالت عملية استهداف خط خانقين-كلار أدت لسقوط أحد أبراج الطاقة.

 41% من عمليات استهداف الأبراج تمت كما مخطط لها، مقابل 59% عملية تم إحباطها من قبل العمليات المشتركة

ويتضح انه خلال الأسبوعين الماضيين كان من المفترض أن تشهد خطوط نقل الطاقة 34 عملية استهداف، تمكنت العمليات المشتركة من إحباط 20 عملية بحسبما يقول المتحدث باسم العمليات اللواء تحسين الخفاجي، مقابل حدوث 14 عملية استهداف فعلية، ما يعني أن 41% من عمليات الاستهداف تمت كما مخطط لها، مقابل 59% عملية تم إحباطها من قبل العمليات المشتركة.

اقرأ/ي أيضًا: لماذا يستهلك العراقيون ما يفوق ضعف حاجة المصريين من الكهرباء؟

ومن جانب آخر، هناك اتهامات بفاعل سياسي في "حرب الأبراج"، حيث اتهم عضو مجلس النواب السابق رحيم الدراجي جهات سياسية باستهداف أبراج نقل الطاقة الكهربائية، قائلًا إن "عمليات تفجير الأبراج مقصودة، وأن مسؤولين سياسيين ومقاولين يتبنون تلك العميات لمكاسب شخصية"، كما كتب الصحفي العراقي، فاضل النشمي، على صفحته في "فيسبوك"، نقلًا عن مسؤول رفيع في وزارة الكهرباء لم يسمه، أن "حرب الأبراج الكهربائية تنفذها وتقودها وترتكبها فصائل وميليشيات". 

ويأتي ذلك، مع إعلان وزارة الكهرباء أن إيران خفضت تصدير الغاز الخاص بتشغيل محطات الكهرباء في العراق، حيث يقول المتحدث باسم الوزارة أحمد موسى إن "هذا التخفيض أثر على معدلات إنتاج الكهرباء، وأدى إلى فقدان نحو 2600 ميغاوات".

 

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

هجوم جديد.. الكهرباء تقدم إحصائية بعدد الأبراج الكهربائية المفجرة

العمليات المشتركة تتحدث عن أسلوب جديد لحماية أبراج الكهرباء: سنمنع الوصول لها