01-نوفمبر-2022
محمد شياع السوداني والوزراء

الشعب العراقي لا يقوى على تحمل المزيد من الصراعات (Getty)

توالت الحكومات على العراق، لكن لم يشهد الشعب العراقي حكومة عراقية، فكل حكومة كانت تتسنم زمام الأمور نراها تمثل فئة معينة فقط، تنحاز لها وتنصرها على حساب غيرها، بالمقابل نراها تهمش الفئات الأخرى وتقصي من يختلف معها في وجهات النظر أو طريقة التفكير، وهذهِ الطريقة في إدارة الدولة تعد سببًا رئيسيًا في كل ما حصل سابقًا وسيحصل مستقبلًا في العراق وللعراقيين من صراعات واقتتالات واحتجاجات وتأخر في تقدم عجلة الإعمار والإسكان والاقتصاد.

 هل أدركت الطبقة السياسية العراقية ضرورة النظر بعين الاعتبار للتنوع الثقافي والسياسي والعقائدي والقومي للمجتمع؟

الصراعات السياسية والاختلافات في وجهات النظر والمناهج الحزبية أمر وارد وطبيعي جدًا بين الأحزاب، حتى في أكثر البلدان التي نرى فيها ممارسة سياسية تكاد تكون مثالية، لكن عندما يكون منطلق الخلاف والصراع هو الخوف من الإقصاء والتهميش، فالأمر هنا يتخطى نقطة الاختلاف على من يتبنى الإدارة، وبأي طريقة تتم الإدارة، ويتجه إلى صراع بقاء حزبي، القرار هنا يحدد استمرار عمل الحزب أو فشله، وبناءً على ذلك؛ الكتل السياسية لا تقدم تنازلاتها للاكثر كفاءة، والأجدر عندما يتم مناقشة من يدير وكيفية الإدارة خوفًا من الإقصاء والتهميش، وعدم تقديم التنازلات هنا يعقد الأمور ويسبب الامتناع عن الحوار، وإذ بنا نتجه لوسائل ضغط لا أخلاقية وليست قانونية بغية تحقيق المكاسب السياسية يكون المتضرر الوحيد منها أفراد الشعب وعامته.

الخوف من الإقصاء والتهميش جعل الحزب يضع مصلحة حزبه في أول أولوياته ويصب اهتمامه على كيفية استمرارية حزبه وتعزيز وسائل الضغط لديه، متناسيًا مهمته الحقيقية، والتي تتمثل بإعطاء الأولوية للعراق أرضًا وشعبًا وصب الاهتمام في رسم سياسات تساهم في تطوير البلد والارتقاء به.. نعم لا بأس بأن يفكر الحزب بالاستمرار، لكن يجب أن لا يكون ذلك على حساب الشعب. الآن وبعد أن تولى السيد السوداني منصب رئاسة الوزراء للحكومة العراقية، وبدعم من قوى الإطار التنسيقي الشيعي، هل سنراه يتعامل بطريقة أبوية مع بقية فئات المجتمع الأخرى المختلفة معه أم سيتعمد إقصائهم وتهميشهم كما فعل روؤساء الوزراء السابقون، فيزداد الوضوع سوءًا وتعقيدًا؟

هل أدركت الطبقة السياسية العراقية ضرورة النظر بعين الاعتبار للتنوع الثقافي والسياسي والعقائدي والقومي للمجتمع، أم ستستمر بممارساتها وسياساتها الإقصائية السابقة التي لطالما نظرت للأمور من زاوية واحدة واتخذت قراراتها بناءً على ذلك فقط لترضي غرورها؟

 الشعب العراقي لا يقوى على تحمل المزيد من الصراعات وعلى الأحزاب السياسية إدراك الأمر والابتعاد عن الصراع لأجل الإقصاء والاتجاه لصراع الأفكار الإيجابية والبناءة والتي بدورها تساهم في الارتقاء بالعراق أرضًا وشعبًا.