18-نوفمبر-2020

خلف الهجوم ستة ضحايا من المدنيين بينهم طفلة

الترا عراق - فريق التحرير

أسرع من المتوقع، وقع الاشتباك في سماء العاصمة بغداد بين صواريخ الفصائل المسلحة الموالية لطهران ومنظومة حماية السفارة الأمريكية، ليكسر صمت الهدنة القصيرة ويخلف ستة ضحايا من المدنيين بينهم طفلة.

قتلت طفلة وأصيب 5 مدنيين بسبعة صواريخ أطلقت على مناطق وسط العاصمة بغداد 

فبينما كان رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي يهاجم "الجيوش الإلكترونية" في كلمة للصحافيين في القصر الحكومي، مساء الثلاثاء 17 تشرين الثاني/نوفمبر، اصطفت مركبة في شارع مظلم شرقي العاصمة ورفعت منصة إطلاق تحمل صواريخ من نوع "غراد" وأطلقتها في رشقات "عشوائية" نحو وسط العاصمة، وفق ضابط تحدث لـ "الترا عراق" بعد مشاركته في عملية ضبط المركبة.

صورة لمنصة الصواريخ نشرتها خلية الإعلام الأمني

 

ويقول الضابط مشترطًا عدم كشف هويته، إنً "الهجوم نفذ من أحد شوارع منطقة حي الأمين الثانية، شرقي العاصمة"، مبينًا أن "منفذي الهجوم انسحبوا بعد إحراق المركبة التي حملت منصة الإطلاق".

فيما قالت خلية الإعلام الأمني في بيان لها، إنّ "أربعة من الصواريخ سقطت في المنطقة الخضراء، وثلاثة أخرى سقطت خارجها"، مشيرة إلى أن "أحد الصواريخ سقط قرب مدينة الطب وآخر عند باب حديقة الزوراء والثالث انفجر في الجو".

اقرأ/ي أيضًا: الفصائل وآخر قرارات ترامب.. قلق أمريكي وتمهيد لاشتباك في بغداد

وأكد البيان الخلية، أنّ الصواريخ أطلقت من "شارع الضغط في حي الأمين الثانية، وقد أسفرت عن استشهاد طفلة وإصابة 5 أشخاص، جميعهم مِن المدنيين".

الهجوم الذي تبنته حركة "أهل الكهف"، أحد "فصائل الظل" التي شكلت بعد اغتيال أبو مهدي المهندس وقاسم سليماني، جاء ردًا على اعتقال ثلاثة من عناصرها في الفلوجة بعملية عراقية – أمريكية مشتركة، بحسب منصات إعلامية تابعة للميليشيات.

 

ونشرت المنصات ذاتها، مقاطع مصورة تظهر عملية إطلاق بعض الصواريخ ولحظات دويها في العاصمة، متوعدة باستمرار الهجمات ثأرًا للمهندس وسليماني، فيما قالت إن الصواريخ أصابت مبنى السفارة وتحديدًا "قاعدة التوحيد" التي تضم قوات أمريكية.

لكن الناطق باسم عملية العزم الصلب التابعة للتحالف الدولي، واين ماروتو، نفى وقوع خسائر في صفوف القوات الأمريكية، مؤكدًا في بيان مقتضب نشره عبر حسابه الرسمي في ساعة مبكرة من فجر الأربعاء 18 تشرين الثاني/نوفمبر، أنّ القصف الصاروخي الذي شهدته العاصمة بغداد "استهدف قاعدة عراقية، ولم يسفر عن أي خسائر ضمن صفوف قوات التحالف". 

احتفت منصات تابعة للفصائل المسلحة بالعملية لكنها تراجعت ثم تبرات منها بعد إعلان سقوط ضحايا

ومع إعلان سقوط ضحايا من المدنيين، خففت ذات المنصات من وتيرة احتفالاتها بالعملية، وادعت أن شظايا ذخيرة منظومة "سي - رام" المضادة للصواريخ والتي تستخدم لحماية مبنى السفارة منذ بضعة أشهر، كانت وراء الإصابات في عدد من أحياء بغداد، قبل أن تتبرأ من الهجوم برمته.

 

ونشرت منصة "صابرين" بيانًا نسبته إلى كتائب حزب الله، أشد الفصائل الموالية لإيران تطرفًا، اعتبر الهجوم "محاولة للتغطية على خسارة ترمب للانتخابات من خلال تصدير أزماته الداخلية ومحاولة جعله جنرال حرب للتغطية على فشله".

وقال البيان، إن "عملية القصف على سفارة الشر لا تخلو من أمرين أما الجهل والغباء حد الثمالة أو العمالة لترامب وفريقه".

والهجوم هو الثاني الذي تتبرأ منه الفصائل المسلحة، إثر سقوط ضحايا من المدنيين، بعد واقعة الرضوانية التي راح ضحيتها أطفال ونساء، حين ضلت صواريخ كاتيوشا طرقها نحو مطار بغداد وسقطت على منزل أسرة فقيرة.

منظومة "سي - رام" تصد أحد الصواريخ 

 

ويعتقد ناشطون ومراقبون، أن الفصائل المسلحة الكبرى هي المسؤولة عن الهجمات الصاروخية التي تتبناها ميليشيات الكاتيوشا أو مجاميع الظل، مقابل عجز تام عن مواجهتها من قبل الحكومة وأجهزتها الأمنية.

ويقول الكاتب حسين علي، إنّ "الفصائل المسلحة تتفاخر بالصواريخ التي تطلقها وتسميها صواريخ المقاومة، ثم تبدل خطابها بإعلان البراءة واستنكار العملية بعد أن تودي بحياة المدنيين".

ويضيف علي، عبر صفحته الشخصية، "تابعوا كيف سيتبدل خطابهم  وسيعدون إلى نغمة: أمريكا قصفت نفسها لاتهام المقاومة".

 

أما قيادة العمليات المشتركة فقد وصفت منفذي الهجوم، بـ "القوى الخارجة على القانون وعلى الإجماع الوطني وعلى رؤية المرجعية الدينية"، متوعدة بملاحقتها.

وذكرت القيادة في بيان لها، أنّ تلك القوى "تصر على إعاقة مسار تحقيق المنجزات السيادية، وتؤكد من جديد رهانها على خلط الأوراق ومحاربة الاستقرار، خدمة لمصالحها وأهدافها الضيقة البعيدة كل البعد عن المصلحة الوطنية، على الرغم من استمرار الحكومة العراقية بتحقيق المكتسبات السيادية، ورفع مستوى مهنية وكفاءة قواتنا الأمنية وجاهزيتها لمجابهة التهديدات الإرهابية، وهو ما تكلل بالإعلان عن سحب المئات من القوات الأجنبية من العراق".

توعدت قيادة العمليات المشتركة بملاحقة منفذي الهجوم 

وشدد البيان، أنّ "ما شهدته العاصمة بغداد مساء اليوم الثلاثاء، من سقوط عدد من المقذوفات والذي أدى إلى استشهاد طفلة وإصابة خمسة من المدنيين، لن يمر دون ملاحقة وحساب، وإن أجهزتنا الأمنية والاستخبارية قد شرعت بإجراءات تشخيص الجناة لينالوا جزاءهم العادل".

وتزامن الهجوم مع إعلان وزير الدفاع الأمريكي بالوكالة كريستوفر ميللر، خفض عدد القوات الأمريكية في العراق إلى 2500 جندي، بناءً على توجيهات من الرئيس الأمريكي ترامب.

 

اقرأ/ي أيضًا:

العراق بعيون بايدن.. صديق الكرد والراغب بـ"الفيدرالية": هل سيحقق "الأحلام"؟

حفلات حلفاء طهران وكابوس الميليشيات.. كيف تفاعل العراقيون مع فوز بايدن؟