16-مارس-2019

فتح أول مقبرة جماعية في سنجار (Getty)

الترا عراق - فريق التحرير

شهد قضاء سنجار، وتحديدًا منطقة كوجو التي تعرضت لأولى عمليات قتل وتشريد آلاف الإزيديين خلال اجتياح القضاء في حزيران/يونيو 2014، من قبل "داعش" بعد انسحاب مفاجئ لقوات البيشمركة، فتح أول مقبرة جماعية حفرها التنظيم، تضم رفات آلاف المواطنين الإزيديين، بعد مجزرة ارتكبها في 15 آب/أغسطس 2014.

فتحت في سنجار أول مقبرة جماعية لضحايا تنظيم داعش تضم رفات الآلاف من الإيزيديين الذين دفنهم التنظيم بعد "مجزرة" ارتكبها بحقهم

جاء فتح المقبرة، الجمعة 15 آذار/مارس، ضمن عملية من المتوقع أن تشمل 11 مقبرة جماعية في منطقة كوجو بقضاء سنجار، حيث سيتم استخراج رفات الضحايا من الإزيديين، بحضور رسمي ودولي مع تعهد حكومي بمواصلة الجهود لحل المشاكل المتراكمة التي يعاني منها الإيزيديون.

بعض عوائل الضحايا الذين حضروا مراسيم فتح المقبرة

73 مقبرة جماعية.. وتعهدات حكومية بالثأر!

حيث قال الأمين العام لمجلس الوزراء، مهدي العلاق، خلال إلقائه كلمة نيابة عن رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي، بمناسبة مراسم  فتح أول مقبرة جماعية للإزيديين، إن "جمهورية العراق ترحب بقرار مجلس الأمن رقم 2379، القاضي بإنشاء تحقيق مستقل يرأسه مستشار خاص بهدف دعم الجهود الوطنية الرامية إلى مساءلة داعش والعمل على جمع كل الأدلة على فداحة كل الجرائم التي ارتكبتها عصابة داعش الإرهابية في العراق".

اقرأ/ي أيضًا: كيف استغل بارزاني جنازة أمير الأيزيديين؟

وأضاف، "لقد أبدت المؤسسات الوطنية تعاونها الكامل مع فريق التحقيق الدولي برئاسة المبعوث الخاص للأمين العام في الأمم المتحدة، المستشار أمين خان استعدادًا لجمع الأدلة الموجودة وحفظها وتخزينها واستخدامها في الدعاوى القضائية ضد مجرمي داعش، وسيعمل الفريق بمساعدة القضاة العراقيين والخبراء الجنائيين لضمان الاحترام الكامل لسيادة العراق قضائيًا على جميع الجرائم المرتكبة على أراضيه".

جانب من مراسم فتح المقبرة الجماعية الأولى

كشف العلاق ايضًا، أن "العصابات الإرهابية خلفت مئات المقابر الجماعية خلال سنوات احتلالها، والتي قدرت بأكثر من 73 مقبرة في مشهد يماثل الجرائم التي ارتكبها نظام البعث إبان انتفاضة الشعب العراقي عام 1991"، مبينًا أن "الفريق الوطني الفني المشكل من قبل دائرة الطب العدلي ودائرة شؤون حماية المقابر، حقق تواصلًا فاعلًا أثمر عن افتتاح أول مقبرة جماعية، في ظل الحرص على تطبيق مواد القانون والمعايير الدولية من أجل حماية المقابر الجماعية من العبث، وإعادة فتحها وفقًا للأحكام الشرعية والقيم الإنسانية بهدف التعرف على هويات الضحايا، وما يتبع ذلك من آثار شرعية وقانونية وحفظ وحماية الأدلة التي يمكن الاستدلال بها تمهيدًا لتحديد هويات الجناة".

وأبدى ممثل رئيس مجلس الوزراء، شعوره بـ "القلق الكبير" حول ملف المفقودين الإزيديين وعدم معرفة مصيرهم"، مؤكدًا أن "هناك جهوداً قد انطلقت من فريق الأعلى المشترك بشأنهم، مع جهود حكومية متواصلة من أجل حل المشاكل المتراكمة التي يعاني منها المجتمع الإزيدي بشكل خاص والمجتمع السنجاري على وجه العموم"، فيما جدد التعهد بـ "تعقب الجناة الذين ارتكبوا هذه الجرائم بحق قرية كوجو وشعبنا الإزيدي، أينما كانوا ومهما امتد الزمن من أجل تقديمهم للعدالة".

مطالب الإيزيديين.. بعد المجازر والسبي

من جانبها قالت الناشطة الإيزيدية نادية مراد: "تتعمقُ جراحنا اليوم حيث سنرفع رفات الأحبة الذين قتلوا غدرًا في مقبرة جماعية بمنطقة كوجو"، مضيفة: "في هذا اليوم لا أعلم لمن أقدم الرثاء والعزاء، وأقدم العزاء لأخوتي الستة؛ واعزي الإيزيديين جميعاً؛ فلا توجد أي عائلة إيزيدية لم تذق مرارة هذه الإبادة وخاصة في هذه القرية التي ستشهد رفع رفات الضحايا".

يطالب الإيزيدون بتشكيل لجنة للبحث عن الأطفال والنساء الذين لا يزال مصيرهم مجهولًا بعد أن وقعوا في قبضة التنظيم منذ عام 2014

وتابعت مراد، إن "الحكومة فشلت في حماية أرواح هؤلاء الضحايا عندما كانوا احياء، وأتمنى أن لا يفشلوا في دفن رفاتهم بالطريقة المثلى، وبعد عمل استمر لسنوات جاء اليوم لنرفع بقايا عظام ضحايا المقبرة الجماعية في كوجو، واتمنى أن تطبق هذه الخطوات على 70 مقبرة جماعية أخرى في سنجار"، فيما حملت الحكومة مسؤولية المجزرة التي وقعت في المنطقة نتيجة تقصيرها في حماية المدنيين، فضلًا عما وصفته بـ "الغدر بحق الإيزيديين"، عادة المقابر الجماعية في سنجار ومجرزة سبايكر "شواهد على هذه الإبادة".

يطالب الإيزيديون بتشكيل لجنة للبحث عن الأطفال والنساء المختطفين

تطرقت الناشطة أيضًا، إلى "مجزرة" قطع رؤوس 50 إيزيدية مؤخرًا في الباغوز السورية، مشيرة إلى تقديم طلبات رسمية إلى الحكومة العراقية وإلى المجتمع الدولي، بتشكيل لجنة للبحث عن الأطفال والنساء في سوريا ولكن "دون جدوى"، فيما طالبت الحكومة باتخاذ الخطوات العاجلة للنظر في مآساة الإزييدين وعودة المختطفين، كما دعت شيوخ القبائل العربية في هذه المنطقة لتزويد القوات الأمنية باسماء من "تلطخت أيديهم بدماء الأيزيديين".

أكثر من 198 مقبرة جماعية في البلاد

بدورها صفت رئيسة مؤسسة الشهداء، ناجحة عبدالأمير، ما تعرض له الإيزيديون في منطقة كوجو بقضاء سنجار بـ "الإبادة الجماعية"، مشيرة إلى أنهم "قتلوا بدم بارد وهمجية ووحشية تندى لها الإنسانية"، فيما تحدثت عن وجود أكثر 198 مقبرة جماعية لضحايا تنظيم "داعش" في العراق.

ودعت ناجحة، المجتمع الدولي إلى مساعدة العراق للحصول على الاعتراف الدولي للحصول على تأييد دولي بأن ما حصل للعراق وللازيديين "إبادة جماعية"، واسناد العراق بتقديم الدعم للضحايا.

تطالب الجهات الحكومية المجتمع الدولي بمساعدة العراق لتحصيل اعتراف دولي بأن ما جرى على يد تنظيم "داعش" هو "إبادة جماعية" وتقديم الدعم للضحايا

أما وكيل وزارة الشهداء والمؤنفلين في حكومة كردستان، فقد قال، إن حكومته قد بدأت العمل على ملف المقابر الجماعية مع بداية تحرير أجزاء من منطقة سنجار، وأنها مستعدة للتعاون على المستوى الوطني والدولي بغية تحقيق العدالة لجميع الضحايا الإيزيديين.

عوائل بعض الضحايا

من جانبه قال المستشار الخاص للأمم المتحدة ورئيس فريق التحقيق الدولي بجرائم "داعش" في العراق، كريم خان، إن "قلب الإنسانية تحطم في سنجار بعد أن أرتكب داعش أكبر الجرائم هنا بحق الطائفة الإيزيدية"، مؤكدًا أن فتح المقبرة والانتقال لموقع استخراج الرفات "هو جزء بسيط لتحقيق العدالة التي عانى منها الناس بسبب داعش، ونحن جميعًا نقدم الخدمة هنا"، كما أشار إلى أن "جهات حكومية ستقوم بالمساعدة في عملية نقل رفات الضحايا".

 

اقرأ/ي أيضًا:

أرقام وأحداث مروعة.. تفاصيل جديدة عن فظائع داعش بحق الإيزيديين

"هل حدث شيء لسنجار؟" سؤال الطفولة في زمن المحاصصة!