21-ديسمبر-2019

ألغى المسيحيون احتفالاتهم تضامنًا من ضحايا الاحتجاجات وتعبيرًا عن مساندتهم لمطالبها (Getty)

الترا عراق - فريق التحرير

تتزين بغداد في هذا الوقت من كل عام، تنتظر أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية وآلاف الشبان والأسر الذين يحتشدون في الشوارع متطلعين إلى أيام جديدة أقل بؤسًا.

احتشد البغداديون مبكرًا هذا العام لتحقيق "حلمهم" باستعادة الوطن لتشهد ساحة التحرير احتفالات مختلفة بالميلاد 

لكن البغداديين قرروا هذا العام أن يحتشدوا مبكرًا لتحقيق حلمهم و"استعادة وطنهم"، فبادروا إلى ساحة التحرير منذ مطلع تشرين الأول/أكتوبر، مطالبين بإصلاحات جذرية للنظام السياسي، وهو ما ردت عليه السلطات بالعنف ليسقط آلاف القتلى والجرحى، في ليال وأيام دامية كان آخرها حادثة السنك.

على وقع تلك التضحيات قرر المسيحيون إلغاء احتفالاتهم هذا العام، ومشاركة أهم مناسباتهم مع الشبان المحتجين في ساحة التحرير وغيرها.

اقرأ/ي أيضًا: بطريركية الكلدان تلغي قداديس ليلة الميلاد: نصلي من أجل العراق

تحت نصب الحرية وبين خيم الاعتصام المستمر، نصبت أشجار أعياد ميلاد مزينة، بدلًا من الأجراس المعتادة، بصور شبان من بين نحو 500 متظاهرًا قُتلوا على يد قوات الأمن أو مسلحين مجهولين في العاصمة ومحافظات وسط وجنوب العراق.

ألغى المسيحيون احتفالاتهم تضامنًا مع ضحايا الاحتجاجات وتعبيرًا عن مساندتهم لمطالبها 

على واحدة من تلك الأشجار، علُقِت بقايا مظروفات لقنابل غاز ورصاصات أطلقت على المتظاهرين سابقًا، فقتلت منهم شبانًا وأطفالاً، لا تزال خوذهم وقبعاتهم في ساحات التظاهر حتى الآن.

فضلًا عن ذلك، أقام أصحاب هذه المبادرة، مجسمًا لمقبرة صغيرة يغطيها العلم العراقي بين تمثالين يجسدان السيدة مريم العذراء والسيد المسيح، كما نثروا متعلقاتٍ لمتظاهرين سقطوا في ساحة التحرير، مع صور لبعضهم تتوسطها بقايا قنابل الغاز المسيّلة للدموع، والتي أودت بحياة الكثير من المتظاهرين بعد أن اخترقت جماجمهم جراء إطلاقها بشكل مباشر صوب الروؤس.

اقرأ/ي أيضًا: البابا فرنسيس يوجه رسالة للحكومة العراقية: أصغوا إلى صرخة الشعب!

وبدل الأشجار الملونة والهدايا التي تزين ساحات بغداد في كل عام، عُلقت لافتة سوداء في ساحة التحرير تعلن أن "مسيحيي العراق لن يحتفلوا بعيد الميلاد هذه السنة، بعد أن تخضبت أرضنا بالدماء الطاهرة كما سال دم المسيح من أجل خلاص البشرية".

ولقيت المبادرة تفاعلًاواسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أعرب العشرات عن أملهم بـ "استعادة وطنهم" ليتمكن المسيحيون والعراقيون جميعًا من الاحتفال مجددًا بحلول العام القادم، وأبدى آخرون سعادتهم لما حققته "انتفاضة تشرين" من تضامن اجتماعي تغلب على الانقسامات الطائفية والدينية والقومية.

تزينت أشجار الميلاد في ساحة التحرير بصور "شهداء التظاهرات" تحيطها الشموع وبقايا الذخيرة التي أطلقت نحو رؤس الشبان

خارج ساحة التحرير، لم تظهر في أسواق بغداد ومناطقها التجارية، بشكل واضح حتى الآن، ما اعتادته هذه الأماكن من مستلزمات الاحتفال بأعياد الميلاد وليلة رأس السنة الميلادية التي يشارك في إحيائها بشوارع العاصمة حتى ساعات الفجر، آلاف من المواطنين، تختلف أديانهم ومذاهبهم، رغم المخاطر الأمنية وما يبديه بعض رجال الدين من مواقف متشددة ومعارضة، لكن المتظاهرين يؤكدون أن الاحتفال هذا العام سيكون في الساحة نفسها.

 

https://web.facebook.com/684350558319029/posts/2720575498029848?d=n&sfns=mo&_rdc=1&_rdr

 

 

اقرأ/ي أيضًا:

نيويورك تايمز تحتفي بـ "ابن ثنوة".. هل هذا أنت يا صفاء؟

إضعاف "ثورة القمصان البيض".. حملات لإطلاق رصاصة الرحمة على الاحتجاج