28-أغسطس-2019

صورة من القصف الذي تعرّض له الحشد الشعبي في القائم (فيسبوك)

يقولون ربما بدأت "إسرائيل" حربها ضد إيران من خلال ضرب الحلقة الأضعف في الصراع بعد استهداف مقرّات ومعسكرات الحشد الشعبي داخل الأراضي العراقية التي أنهكتها السياسة المتخلفة والحمقاء التي تمخضت بعد الاحتلال الأمريكي عام 2003 ولغاية الآن.

موازنات انفجارية لم تستطع توفير أبسط مقوّمات تطوير المنظومة العسكرية والدفاعية عن أجواء العراق وأرضه 

حكومات متعاقبة وموازنات انفجارية ومنظومات سياسية مُتهرئة كان كلُّ همّها السرقة واللصوصية والفساد، لم تستطع توفير أبسط مقومات تطوير المنظومة العسكرية، والتي أصبح الفساد فيها عبارة عن نهرٍ جارٍ يتدفق في جيوب الفاسدين، ومن السخرية أن يحتل الإنفاق العسكري الصدارة والأولوية في جميع موازنات العراق بعد عام 2003، والذي بلغ مجموع الإنفاق على بناء الجيش أكثر من (149) مليار دولار، كان من ضمنها التسليح للفترة ما بين (2003-2014)، حيث كان هذا الإنفاق بعيدًا عن الرقابة المالية، وبعقود فساد كبيرة تحت ذريعة أسرار الدولة العسكرية، دون أن يُعرف مصير هذه الأموال.

اقرأ/ي أيضًا: "طبول الحرب" تقرع في بغداد وبيروت.. كيف سيرد الحشد الشعبي على إسرائيل؟!

وبالرغم من هذا الإنفاق العسكري الهائل، لم تستطع الحكومات المتعاقبة من تخصيص نحو (10) مليارات دولار لشراء أسلحة الدفاع الجوي، بواقع (12) منظومة، فضلًا عن منظومة رادار مُتكاملة، و(75) طائرة للدفاع الجوي، والتجسس والمراقبة، وهو ما كان يحتاجه العراق، بحسب تصريح النائب رياض المسعودي.

ولا زالت هيئة النزاهة تحوي بين أدراجها ملفات فساد ضخمة لعقود شراء سترات واقية وخوّذ للمقاتلين تبيّن أنها "مغشوشة"، لا تصلح لصدّ الرصاص، ولا حتى التخفيف من سرعته، ولنتصور حجم الفساد الذي وصل حتى إلى مُستلزمات المقاتل، الذي يحمي الدولة. هناك بلدان لا تقارن ميزانياتها بميزانية العراق، وتعتبر صغيرة مقارنة به، لكنها تمتلك منظومة دفاع متكاملة تحمي سيادتها وأمنها، لكن عندنا في العراق اهتم الكثير من السياسيين بالسرقة، واللصوصية، والفساد، دون الاكتراث بسيادة هذا البلد.

وإذا تركنا الحديث عن الإمكانيات العسكرية للدفاع، وتحدثنا عن الدفاع السياسي، فهو أيضًا ضعيف. مثلًا أين دور السياسة الخارجية للعراق التي كانت خجولة ومُخزية مما يحدث، ولماذا لا يتم إيصال صوت العراق إلى المنابر الدولية وحتى الإسلامية؟ بالمحصلة؛ لطالما كان الكثيرون من العقلاء وأصحاب الرأي يُحذرون من وقع المحظور، ومن استمرار عمليات الفساد والسرقات التي وصلت حتى إلى مرافق التسليح والعتاد، هاهي تؤتي ثمارها بنظام سياسي هزيل غير قادر على مواجهة أبسط اعتداء يُسقط هيبة الدولة.

الآن يصحو من كان نائمًا من سباته ليطالب بشراء منظومة للدفاع الجوي، فأين كانوا طوال تلك السنوات التي مضت؟.. في تصريح مُتلفز للنائب السابق حيدر الملا يقول: "إننا ـ ويقصد السياسيين ـ جاهزون مع حقائبنا للهروب من البلد عند حدوث أي طارئ"، وهو مُحق وصادق بهذا القول، فهذا البلد لا يُدافع عنه إلا شبابه والمقاتلون الذين امتزجت دماؤهم بتراب هذه الأرض.

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

حروب إسرائيل.. ضرب العراق لا يتعلّق بـ"الحشد" فقط!

بعد اعترافه بالقصف الإسرائيلي..ما قدرة الحشد للرد؟