20-ديسمبر-2019

قد تكون العملية ورقة ضغط تهدف لتحقيق مكاسب لواشنطن تتعلق بشكل الحكومة الجديدة (Getty)

الترا عراق - فريق التحرير

سلسلة من الهجمات المتزامنة طالت، خلال الأيام القليلة الماضية، قواعد عسكرية في العراق تضم قوات أمريكية، من بينها أهم وأكبر موقع لتلك القوات في البلاد، وهو ما أثار غضب البيت الأبيض ودفعه إلى التهديد بالتصعيد العسكري.

اعتقلت قوة أمريكية قياديًا في الحشد الشعبي "على صلة" بالهجوم على عين الأسد بعملية خاطفة في الأنبار

وتتهم الولايات المتحدة الأمريكية، إيران بالمسؤولية عن تلك الهجمات التي قالت إنها تنفذ عبر أطراف "ثالثة" تدعمها طهران، فيما دعت الحكومة العراقية إلى مواصلة توفير المساعدة لتفادي أي هجمات تطال القوات الأمريكية أو القوات التابعة للتحالف الدولي، أو أي مركز أو قاعدة تشغلها هذه القوات داخل الأراضي العراقية.

اقرأ/ي أيضًا: رسائل إيرانية جديدة إلى واشنطن عبر أجواء العراق.. من قصف "عين الأسد"؟

لكن الولايات المتحدة ربما قررت الاعتماد على نفسها في مواجهة تلك الهجمات، بعد أن شنت عملية عسكرية مفاجئة أطاحت بقيادي في "الحشد الشعبي" على صلة بالهجوم على قاعدة "عين الأسد" في الأنبار، غربي العراق.

حول تفاصيل العملية، يقول مصدر أمني في حديث لـ "الترا عراق"، إن "قوة أمريكية ترافقها قوة من جهاز مكافحة الإرهاب، نفذت، في ساعات الفجر الأولى من يوم الخميس 19 كانون الأول/ديسمبر، إنزالًا في ناحية البغدادي، واعتقلت قياديًا في الحشد يدعى نصير العبيدي".

وبين المصدر، أن "اعتقال العبيدي جاء على خلفية معلومات أشارت إلى صلته بالهجوم الذي استهدف قاعدة عين الأسد قبل أيام".

لا يستبعد مختصون تنفيذ عمليات أمريكية أخرى في ضوء اعترافات العبيدي قد تقود إلى اعتقال شخصيات أخرى في الحشد

فيما ذكر تقرير صحافي أمريكي، أن المعتقل كان يعمل مقاولًا في قاعدة عين الأسد الواقعة غرب مدينة الرمادي في الأنبار، مؤكدًا أنه "لا ينتمي إلى الحشد العشائري بل إلى حشد آخر".

دفاع عن النفس.. أم ورقة ضغط؟

تعليقًا على ذلك يقول الخبير الأمني، مؤيد الجحيشي، إن "المعتقل ينتمي إلى الحشد الشعبي، لكننا لم نتحقق بعد من ارتباطه بأي فصيل في الحشد تحديدًا"، مشيرًا في حديث لـ "الترا عراق" إلى أن "عملية الاعتقال وقعت بعد تحديد موقع إطلاق الصواريخ على قاعدة عين الأسد ومسار العجلات التي شاركت في الهجوم، فتبين وجود شبكة يقودها العبيدي".

يضيف الجحيشي، أن "العملية كانت مشتركة بوجود قوة من جهاز مكافحة الإرهاب"، مبينًا أن "التحقيق مع العبيدي قد يقود إلى كشف الأطراف المسؤولة عن الهجمات ضد المواقع الأمريكية واعتقالها، وقد يقود إلى الكشف عن الطرف الثالث المسؤول عن الهجمات التي طالت المتظاهرين، وهو ما عبر عنه التصريح الأخير لمساعد وزير الخارجية الأمريكي ديفيد هيل، حين أكد أن إيران ووكلاءها يقفون خلف تلك العمليات".

ولم يستبعد الخبير الأمني، تنفيذ الولايات المتحدة الأمريكية عمليات أخرى ضد أطراف أو أشخاص على صلة بالهجمات ضد القواعد العسكرية، لكنه رأى في ذات الوقت، أن "العملية قد تكون ورقة ضغط على الأطراف السياسية المقربة من إيران وقيادات الحشد الشعبي لتحصيل مكاسب تتعلق بالنظام السياسي الجديد والحكومة المقبلة".

اقرأ/ي أيضًا: قوات أمريكية جديدة في الأنبار.. ما حقيقة دولارات واشنطن في البرلمان؟

ويؤكد الجحيشي، أن "الولايات المتحدة الأمريكية تمتلك معلومات كاملة وموثقة ومقاطع مصورة لعمليات الطرف الثالث ضد المتظاهرين والقواعد العسكرية، وهو ما قد يدفع قيادات الحشد الشعبي والأحزاب المقربة من طهران إلى تقديم تنازلات للجانب الأمريكي، مقابل عدم الكشف عن تلك الفيديوهات والمعلومات التي وثقتها الأقمار الصناعية".

يقول خبير أمني إن العملية الأمريكية قد تكون ورقة ضغط لدفع الأطراف الموالية لإيران إلى تقديم تنازلات حول الحكومة الجديدة مقابل عدم "فضحها"

كما عد العملية، "رسالة تهديد" واضحة من قبل واشنطن إلى الأطراف الموالية لإيران، تتعلق بالوضع الراهن في العراق، في ظل أزمة اختيار رئيس وزراء جديد للبلاد، مفادها أن "القوات الأمريكية قادرة على تحديد الأطراف التي تهاجمها أو ترتكب عمليات قتل، وقادرة أيضًا على اعتقاله وفضحه".

وكان مساعد وزير الخارجية الأمريكي، ديفيد هيل، قد أجرى أمس، سلسلة اجتماعات مع الرئاسات الثلاث في العاصمة بغداد، تتعلق بتطورات الأحداث والمشهد السياسي والأمني في البلاد، وفق بيانات رسمية، كما أشار إلى أن البيت الأبيض يبحث عن "حكومة جديدة بقرار وطني".

 

اقرأ/ي أيضًا:

السيستاني يرد على ترامب ويطلب من عبد المهدي نزع سلاح المليشيات

ترامب "يفتح النار" على قواته في العراق مجددًا