14-يوليو-2020

سجل العراق ارتفاعًا مفاجئًا في مؤشر حالات الشفاء خلال 3 أيام (Getty)

على نحو مفاجئ بدأ العراق يسجل ارتفاعًا متسارعًا في معدل حالات الشفاء، دون أن تعلن وزارة الصحة تغييرًا في بروتوكول العلاج، أو تحدد أسباب التطور الإيجابي.

سجل العراق ارتفاعًا مطردًا لمؤشر حالات الشفاء ليسجل فارق 10% من مجموع الإصابات خلال 3 أيام فقط

الوزارة اتبعت استراتيجية جديدة كما يبدو بالتركيز على حالات الشفاء، عبر حملة تصريحات للمسؤولين فيها، فضلاً عن تغيير آلية إعلان الموقف الوبائي، بدءًا بتقديم مؤشر حالات الشفاء على أعداد الإصابات الجديدة، ثم استباق إعلان الموقف الوبائي بنشر معدل حالات الشفاء خلال 24 ساعة.

وأعلن وزير الصحة والبيئة حسن التميمي، الثلاثاء 14 تموز/يوليو، تحقيق أعلى نسبة شفاء في العراق للمصابين بفيروس كورونا.

وقال التميمي في تصريح للوكالة الرسمية، إن "العراق يحقق اليوم أعلى نسبة شفاء وهي 67% من مجموع المصابين الكلي"، في حين لم تتجاوز النسبة 57% قبل 3 أيام فقط.

وشدد الوزير، على ضرورة "التزام المواطنين ومساعدتهم للجهات الحكومية من الناحية الوقائية للحد من انتشار وباء كورونا"، دون أن يتحدث عن أسباب الارتفاع المفجئ.

وتُقرأ خطوات وزارة الصحة، التي واجهت انتقادات حادة مؤخرًا، إثر ارتفاع حصيلة الضحايا وتسجيل حالات وفاة بين شخصيات شهيرة من فنانين ورياضيين وسياسيين، في مسارين ربما، أحدهما لفت النظر إلى حالات الشفاء المتصاعدة قبل الإعلان عن العلاج المستخدم مؤخرًا، أو التركيز على إحصائيات الشفاء لتخفيف الضغط عنها والتغطية على عجز النظام الصحي عن استعياب موجة الجائحة الفتاكة، والفشل في قطع سلسلة تفشي الفيروس القاتل.

وسجل العراق على مدى 3 أيام متتالية، ارتفاعًا مُطَّرِدًا بفارق وصل إلى أكثر من ألف حالة يوميًا، حيث استهلت الوزارة موقفها الوبائي ليوم الأحد 12 تموز/يوليو، على غير عادتها، بعدد حالات الشفاء التي بلغت 1645 حالة في 16 محافظة، وتصدرتها الكرخ بتسجيل 213 شخصًا تماثلوا للشفاء.

بعد 24 ساعة أعلنت الوزارة، تسجيل أعلى نسبة شفاء في دائرة صحة الرصافة ليوم واحد منذ بدء ظهور الوباء، بتسجيل 518 حالة، وجاء هذا الإعلان قبل الكشف عن الموقف، الذي تضمن أعلى نسبة شفاء في العراق منذ ظهور الوباء وبرقم قياسي بلغ  2274 معظمها في الرصافة.

اقرأ/ي أيضًا: معلومات "خطيرة" تطال البروتوكولات العلاجية المتبعة في العراق

وأعلنت وزارة الصحة، الثلاثاء، تحطيم رقم قياسي جديد بعدد حالات الشفاء، حيث سجلت 3784 حالة شفاء، أي بفارق يفوق 1500 حالة، وهو ما يعزز فرضية تشير إلى أن الارتفاع ليس محض صدفة، وأن هناك استراتيجية وبروتوكول جديد يقف وراءه.

وبالعودة إلى تصريحات الأخيرة من وزارة الصحة وعدد من المسؤولين، حول آخر المستجدات بشأن البروتوكولات العلاجية المتبعة، فإن الأنظار تتجه نحو العلاج الروسي "أفيفافير" والأمريكي "ريمديسيفير"

وقال مدير الصحة العامة في وزارة الصحة رياض الحلفي في تصريح سابق، إن "وزارة الصحة تستخدم بروتوكولات علاجية، ولوائح معتمدة من منظمة الصحة العالمية، منها علاج بلازما النقاهة الفعال"، مبينًا أن "أهم جانب يتم التركيز عليه، هو الحالة النفسية للمصاب، إذ تتحكم بالمناعة بشكل طردي".

يشير توجه وزارة الصحة ربما إلى محاولة لحرف الأنظار عن الفشل في السيطرة على الجائحة وعجز النظام الصحي

وأوضح، أن "العلاج الذي اعتمدت عليه أغلب الدول هو الروسي والمسمى (أفيفافير) الذي استخدم كعلاج وساهم في تسريع شفاء مرضاهم وحقق نجاحًا كبيرًا، إذ تمكن خبراء الصحة من تصنيعه في إحدى الشركات الخاصة واستخدامه في البروتوكولات العلاجية للمرضى، كما تمت إضافة العلاج الأمريكي (ريمديسيفير) تجريبيًا ريثما يتم اكتشاف علاج خاص بالفيروس".

وفي وقت سابق، وتحديدًا يوم الأحد 12 تموز/يوليو، توقع عضو لجنة الصحة والبيئة في البرلمان العراقي، غايب العميري، انخفاض عدد الوفيات بفيروس كورونا، وارتفاع حالات الشفاء من المصابين بالفيروس.

وقال العميري في تصريح رصده "ألترا عراق"، إن "التفاؤل يعزى إلى استخدام علاجي أفيفافير ريمديسيفير، اللذان أدخلتهما وزارة الصحة لبروتوكولها العلاجي".

لكنه أشار بالمقابل، إلى عدم إمكانية توجه مؤشر الجائحة في البلاد، لعدم وجود ثوابت راسخة تتعلق بطبيعة الفيروس، مؤكدًا أن "السيطرة على الأزمة مرهون بوعي المواطنين"، مايعزز فرضية توجه العراق نحو صب الاهتمام على رفع حالات الشفاء وسط العجز عن إيقاف أو تقليل الإصابات.

ولم يتسن لـ"ألترا عراق" الحصول على تعليق من وزارة الصحة بهذا الشأن، وما إذا كان البروتوكول المعلن والذي يشترك فيه العلاجان "الروسي والأمريكي" وراء ارتفاع حالات الشفاء بشكل كبير.

وانتقد صحافيون "تحّين" أي انخفاض طارئ وآني في عداد الإصابات أو ارتفاع حالات الشفاء لـ "الاحتفال" بإعلان الإنتصار على كورونا، مشيرين إلى أن "الحقيقة غير القابلة للتأويل هي أن الميل العام لبيانات الإصابة المكتشفة والوفيات يتجه نحو تصاعد مخيف.

 

اقرأ/ي أيضًا: