07-مايو-2020

(لوحة جوني سمعان)

غريق

أنا الغريقُ الوحيد

الذي خَرج من قاعِ البحر حيًّا

يجرُ جثّتَهُ خلفهُ!

لم تَكُن جُثّتي في البحر،

لقد كان البحر داخل جُثّتي!

 لهذا كُلّما:

يدورُ بيَّ الدَّوار،

أو أسمعُ كلمةَ (ماء) من فم

 النَّهر

 تقفزُ من خاصرتي للأرض سمّكةٌ يابسة.

2- شجرة تنبح

المرأةُ التي قَطَف ثمارَها

 الصيّادون

 تحوّلت إلى شجرةٍ تنبح!

قبل أن تُفكّر في فمِ المسدس

أخذت تهزُ نفسَها كإلهٍ

 مُحترق

وتَركضُ نحوَ المجهول

 بقدَمين مبتورَتَين

 كمحاولة أخيرة..

لإسكات العصافير الميَّتة برأسِها!

3- طفلة داخل غيمة

جُثَّة تأكُل في لحمِ الفجيعة

 طوالَ اللَّيل،

الذي يَئنُّ من مرضِ النَّهار

 جُثَّةُ ميّتة

آكلُ في لحمي المُرّ

ومن فرطِ وحشتي،

أجرَحُ السكاكينَ بأطراف

أصابعي!

الريحُ لا تفتَحُ

في يدِ الغيبِ شبَّاكًا للخَلاص

الماءُ تَيبَّس!

والوردةُ تسمَّمت في الإناء

في عَينيّ صورٌ ميّتة

وفي رأسي،

تَغتَسلُ الشّظايا من براءةِ

القتلى!

من قدمي،

تنحتُ الغربانُ طريقًا للمَقبرة

وفي نهاية الشارع

صحيفةٌ فارغةٌ

وتحتَها قطٌ أعمى،

يَلعقُ في دم فجيعتي اليابس!

 

 

اقرأ/ي أيضًا:

قمر الزمرد

هكذا الوحيد

دلالات: