18-نوفمبر-2019

كشف تقرير أمني عن نوع أحد الصواريخ التي سقطت قرب المنطقة الخضراء (Getty)

الترا عراق - فريق التحرير

دخلت التظاهرات، مرحلة جديدة من التصعيد بات الإضراب العام جزءًا من ملامحها، في ظل تفاعل آلاف الكسبة وطلبة الجامعات والمدارس، في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب، على وقع موجة من الأمطار وسط انتشار أمني مكثف، ودوي صواريخ في العاصمة. 

بغداد تتشح بقمصان الطلبة..

شهدت العاصمة بغداد منذ ساعات الأولى، من يوم الأحد 17 تشرين الثاني/نوفمبر، توافد المئات من طلبة الجامعات والمدارس إلى ساحة التحرير تطبيقًا للإضراب عن الدوام، والوقوف جنبًا إلى جنب مع المعتصمين منذ ما يقارب الشهرين، موعد انطلاق التظاهرات.

دخلت التظاهرات مرحلة جديدة من التصعيد يبرز بات الإضراب العام جزء من ملامحها في ظل تفاعل آلاف الكسبة وطلبة الجامعات والمدارس

وشهدت ساحات الطيران والخلاني والفردوس، توافد مئات المحتجين من مناطق العاصمة المختلفة، تكثفت بالقرب من جسر السنك والخلاني بعد سيطرة المتظاهرين عليهما عقب أسبوع دامٍ خلف العشرات من القتلى والجرحى.

وبحسب مراسل "الترا عراق" شهد شارع الرشيد مناوشات ومحاولات لتفريق المحتجين الذي تدفقوا منذ ساعات الصباح الأولى دون أن تفلح بإبعادهم، خاصة مع ازدياد أعداد المتظاهرين التي وصلت إلى الضعف بعد المشاركين في الإضراب.

اقرأ/ي أيضًا: رعب "السيارة السوداء".. من يختطف الناشطين المتظاهرين ويغيبهم؟!

في قضاء الحسينية شمالي بغداد، قام طلاب المدارس بقطع الجسر الذي يربط القضاء بمركز العاصمة، معبرين عن تظامنهم مع محتجي ساحة التحرير، في مشهد تكرر كثيرًا خلال الاحتجاجات الجارية.

مساءً الأحد، شهدت العاصمة بغداد سقوط عدة صواريخ في محيط المنطقة الخضراء، التي أغلقتها الحكومة منذ اندلاع الاحتجاجات مجددًا في الخامس والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر، ودوت فيها صافرات الإنذار.

ذكر تقرير أمني، أن "أحد الصواريخ سقط ضمن منطقة الكرادة محلة 909، وبالتحديد على مبنى يضم شركة دقة الرؤيا للإنتاج الفني والإعلامي والتي تبث لقنوات فضائية عدة منها التلفزيون العربي، مبينًا أن "الصاروخ من نوع كاتويشا وقد أطلق من منطقة كمب سارة محلة 910 المحاذي لسريع محمد القاسم، حيث عُثر على منصة الإطلاق مع بطارية صغيرة الحجم وجهاز توقيت".

شهدت العاصمة سقوط عدة صواريخ قرب المنطقة الخضراء وتجدد حملات عنف محدودة ضد المتظاهرين

كما أشار التقرير، إلى أن "الحادث أدى إلى مقتل شخص يسكن منطقة الكرادة، وإصابة آخر، وحدوث أضرار مادية".

احتجاجات تحت الأمطار..

لم يمنع تأثر محافظة ذي قار بمنخفض جوي وانخفاض درجات الحرارة بشكل ملحوظ وهطول الأمطار، تدفق مئات الطلبة والموظفين المضربين عن الدوام لساحة الاعتصام في الحبوبي بمدينة الناصرية.

واستمر المئات بمدن المحافظة المختلفة في الاعتصام الذي تعزز بالإضراب، بينها قضاء الغراف، الذي شهد أسبوعًا حافلًا بسلسلة حرائق طالت بيوت مسؤولين، وسقوط عشرات الضحايا بين قتيل وجريح، قبل أن تصل تعزيزات عسكرية وتعلن حظرًا للتجوال، كسره المحتجون والأهالي غير ممتثلين له.

كما شهد قضاء الشطرة تظاهرات غاضبة حملت "هتافات ثورية" ضد أحزاب السلطة والنفوذ الإيراني، مطالبة قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني بالكف عن التدخل في الشأن العراقي، فيما هددت بالتصعيد، بحسب ما أظهرت مقاطع مصورة.

إلى أقصى الجنوب، استمرت الاحتجاجات والاعتصامات قرب مبنى المحافظة في مدينة البصرة، وردد المتظاهرون هتافات حماسية تطالب بتغيير جذري للأوضاع القائمة في البلاد.

حمام في بابل.. وكربلاء تضرب

لم يتأخر أصحاب "سوق السلام" في مدينة الحلة عن غلق محلاتهم منذ الصباح والتجمع في السوق والتوجه إلى ساحة الاحتجاج وسط المدينة، التي وصلت الأعداد فيها إلى الآلاف، بعد انضمام فرع نقابة المعلمين إلى المتظاهرين قرب "مجسر الثورة".

هتفت ذي قار ضد النفوذ الإيراني تحت الأمطار وعاشت البصرة ليلة ساخنة بالاحتجاجات فيما دخلت محافظتي بابل وكربلاء الإضراب العام 

وطالب الكسبة الذين انضموا للمعتصمين بإسقاط النظام الحالي، فيما رفعوا لافتة تمثلهم كتب عليها "أغلقنا أبواب رزقنا لكي نفتح أبواب الوطن".

وأعلن المحتجون في الحلة مركز محافظة بابل عن مبادرة "حمامة أكتوبر" للتعبير عن سلمية الاحتجاج، حيث أطلقوا 1000 حمامة بيضاء في سماء المحافظة، مع استمرار الاعتصام.

اقرأ/ي أيضًا: السيستاني يهدد والصدر يتحرك.. ليلة احتجاجية أولى دون قتلى بعد أسابيع دموية

في كربلاء، أغلق أصحاب المحلات التجارية في منطقة "باب الخان" محالهم وانضموا إلى المعتصمين في فلكة التربية، وسط المحافظة، كما انضم فرع نقابة المعلمين، وسط انتشار أمني مكثف لمختلف صنوف القوات في المحافظة.

الديوانية "مغلقة".. وديالى ساخنة

كانت الديوانية وما زالت من بين المحافظات الأسخن احتجاجًا والأشد تعرضًا للقمع، وشهدت إحراق وغلق مبنيي المحافظة ومجلسها مرات عديدة، رافقها عشرات القتلى ومئات الجرحى أثناء محاولات تفريق المتظاهرين في الأسابيع الأولى للتظاهرات.

منذ الصباح علق سائقو كراج مدينة "كفك" شرق الديوانية، لافتة توضح انضمامهم للمضربين عن العمل والدوام، في وقت تجمع آلاف الطلبة والمتظاهرين وسط المحافظة معلنين الإضراب.

وبعد ساعات من بدء الإضراب، حاصر المتظاهرون مبنى المحافظة بعد أنباء تفيد بتواجد المحافظ داخل مكتبه، ليقوموا بإغلاقه فيما بعد "بأمر الشعب"، وفق لافتة علقت على بوابة المبنى.

أما في ديالى بوابة العراق إلى المحافظات الشمالية، لم تمنع عشرات حالات الخطف والاعتقال، طلبة المدارس من التوافد بالمئات وسط المحافظة.

عاد متظاهرو الديوانية إلى محاصرة مبنى المحافظة كما دخلت ديالى على خط الاحتجاجات بتمزيق صورة العامري

ووثق "الترا عراق" تمزيق صورة رئيس منظمة بدر، وتحالف الفتح في البرلمان، هادي العامري، مستعينين براية سوداء، وهي الرمز الشائع في العراق للعزاء الحسيني.

 

اقرأ/ي أيضًا:

حقوق الإنسان تعلن حصيلة "الاعتقالات العشوائية" للمتظاهرين خلال يومين

معتصمو التحرير يردون على القنابل الصوتية: سنؤمّن ساحات التظاهر!