19-يوليو-2020

عدّ سياسيون زيارة ظريف مؤشرًا على تحول في العلاقات الخارجية العراقية

الترا عراق - فريق التحرير

من موقع اغتيال سليماني والمهندس، بدأ وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، جولته في بغداد، ضمن جدول مزدحم من اللقاءات بكبار المسؤولين، وسط ترحيب رسمي، لكن الأمر بدا مختلفًا في مواقع التواصل الاجتماعي.

أثارت زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى بغداد الكثير من الجدل على مواقع التواصل العراقية 

ولم تعد النشاطات الإيرانية الدبلوماسية تجاه العراق تمر مرور الكرام على الأوساط الشعبية العراقية كما غيرها من النشاطات والزيارات التي تقوم بها دول أخرى، حيث يتصاعد الاستياء الشعبي من السياسات الإيرانية، والاتهامات لطهران بالمسؤولية عن الأزمات في البلاد ودعم فصائل مقابل تقويض جهود تأسيس دولة مستقلة.

وفور الإعلان الإيراني عن زيارة وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف إلى العراق، كأول زيارة له بعد تسنم مصطفى الكاظمي رئاسة الحكومة العراقية، انشغلت مواقع التواصل الإجتماعي بالحديث عن هذه الزيارة وملفاتها، والتي يعتقد جمهور واسع "إنها لا يمكن أن تحمل خيرًا للعراق".

وارتبطت زيارة ظريف المفاجئة، بجولة لكاظمي المرتقبة إلى الرياض وطهران وواشنطن، فيما أكد مسؤولون سابقون أن الزيارة جاءت بعد فشل جهود إيرانية لتقديم طهران على المحطات الأخرى في رحلة رئيس الحكومة التي تبدأ الإثنين 20 تموز/يوليو.

وقال نائب رئيس الوزراء السابق بهاء الأعرجي في بيان، إن "زيارة وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف جاءت بعد فشل المحاولات تقديم زيارة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى إيران على محطة السعودية"، عادًا ذلك "تطورًا في السياسة الخارجية، بأن يلعب العراق دور الوسيط مع جيرانه وليس ساعي بريدٍ كما يريد البعض منهم". 

كما ارتبطت بالتطورات السريعة لملف الربط الكهربائي بين العراق والخليج، فيما عدها مدونون جهدًا جديدًا في سياق سياسة إيران الرامية إلى بقاء العراق في محورها، واحتكاره كسوق ورئة تمر عبرها مليارات الدولارات سنويًا.

فقد تصدر وسم "ظريف غير مرحب بك في العراق"، موقع التواصل تويتر، وكتبت تحته آلاف التغريدات المنددة بالسياسة الإيرانية، والتي تتهم طهران بالتورط بالدم العراقي والمساهمة بشكل كبير في ما وصلت إليه البلاد من أوضاع مزرية.

بالمقابل، رد مدونون آخرون بوسم "ظريف أهلا بك في العراق"، وكتبوا تحته تدوينات تهاجم الرافضين للزيارة وتتهمهم بـ"العمالة".

 

 

 

 

 

 

وحملت زيارة ظريف رسالة واحدة "حقيقية" موجهة إلى دول الخليج، على حد تعبير القيادي في التحالف غضنفر البطيخ، مفادها أن "التأكيد على متانة العلاقات الايرانية - العراقية وتعزيزها، وإزالة بعض الشكوك التي تثار حول ابتعاد حكومة الكاظمي عن المحور الإيراني، وأن طهران مستعدة لإيجاد التفاهمات مع السعودية".

قال تحالف الفتح إن الهدف الحقيقي من زيارة ظريف إلى بغداد هو إيصال رسالة إلى السعودية

وأنهى ظريف، مساء الأحد 19 تموز/يوليو، جولته في بغداد بعد اجتماعات عقدها مع رؤساء الحكومة والجمهورية والبرلمان والقضاء، فضلاً عن قادة كتل سياسية وشخصيات أخرى، فيما أكد أن إيران "تتطلع إلى مرحلة جديدة وإيجابية من العلاقات مع العراق، والتوجه لتفعيل الاتفاقيات بين البلدين في مختلف القطاعات".

 

اقرأ/ي أيضًا: 

الفصائل "ترحب" بوزير خارجية إيران.. هجوم صاروخي جديد ضد السفارة الأمريكية

"وساطة واستقطاب".. ما الذي يبحث عنه ظريف في بغداد قبيل جولة الكاظمي؟