05-يونيو-2019

مجسم أريد من خلاله لفت النظر لأهمية عمال النظافة (كمال الزغيدي/ تونس)

"صباح الورد"

هكذا بدأت يومي، وأنا مطلّة من باب المنزل

وبلا موعد مع تصفيف شعري

بثغر باسم، يقرأُ

تسابيحَ الله المكتوبة على وجه عامل النظافة

هو الآخرُ يقرأُ استغرابه بوجهي

مجيبًا

ليتَ كلَّ الصباحات صباحُك.

بيدٍ بيضاء مترعة بالدمّ والأوكسجين.

ناولته كيس النفايات.

بيدٍ سمراء غائرة بالهمّ والأمونيا.

تلقّفَ كيس النفايات.

كانت يدي أنظف.

يدهُ كانت

أنقى، لكنها ارتعشت.

اغلقتُ البابَ:

في طريقه إلى بيت الجيران

سمعتُه يدندنُ

" إلهي ليس للعشاق ذنبٌ..."

وشم الهوية

"الحج إلى الوطن أحبّ إلينا من الحجّ إلى الخبز"

هذا ما وشمْنَه على تضاريس أجسادهن

نعم فالمومسات أشد بغضًا للمنافي .

حتى وإن بات الوطن

ميدانًا لحجارةِ الرجم.

نافذة الكوكا كولا

في زاويٍة من زوايا الجحيم

امرأة تُلملم قدرها من البؤس

تبحث عن طريق للحياة

عن علبة أصباغ

ترسم بها طعامًا للصارخين

ونهٍر لماٍء بلا شوائب

حلٌم ليس له ممر إلا عبر نافذة

القناني الفارغة

المتناثرة على أرصفة النفايات.. 

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

حين صحوت

حجم النقاء

دلالات: