28-ديسمبر-2024
العراق

وسط المنطقة الملتهبة، عاش العراق عامًا مزدحمًا بالأحداث السياسية والأمنية، مع استمرار الأزمات والتحديات الأساسية على المستوى الداخلي، ومن بينها الوجود العسكري الأميركي وسلوك الفصائل المسلحة والخلافات بين الحكومة الاتحادية وسلطات كردستان، وقضايا الفساد والبطالة وحقوق الإنسان، فضلاً عن تلك الراهنة المرتبطة بموقف بغداد من التغيرات والتطورات المتسارعة في المنطقة، وقدرتها على إدارة العلاقات الخارجية بشكل جديد، في ظل تصاعد الحديث عن ضرورة استجابة النظام السياسي العراقي لمتطلبات هذه المرحلة التي ينكفئ فيها الدور الإيراني.

شهد العراق عامًا مزدحمًا بالأحداث السياسية والأمنية وسط تطورات متسارعة في المنطقة انعكست بشكل مباشر على الأوضاع العامة في البلاد

وبنظرة عامة، برزت خلال هذا العام جملة من القضايا وأخذت حيزًا واسعًا على المستوى السياسي، مثل قضية "شبكة التجسس"، وقضية التسريبات الصوتية التي فتحت باب الاتهامات على حكومة رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، فيما تزايدت التوترات مع الولايات المتحدة وحلفائها بسبب الهجمات على القوات الأجنبية في العراق، والتي ارتبطت بالحرب في غزة ولبنان.

وفي هذا التقرير يوجز "الترا عراق"، أبرز الأحداث التي شهدها العراق على المستوى السياسي والأمني، ويسلط الضوء على جانب من تفاصليها التي انعكست بشكل مباشر على الأوضاع العامة في البلاد:


  • كانون الثاني/يناير:

شهد شهر كانون الأول/يناير 2024، على المستوى السياسي، تداعيات شغور منصب رئيس مجلس النواب إثر قرار المحكمة الاتحادية بطرد محمد الحلبوسي، وفي 13 كانون الثاني/ يناير، عقدت جلسة انتخابية لمجلس النواب، دون أن يتمكن أي من المرشحين من الحصول على الأغلبية المطلوبة، مما أدى إلى رفع الجلسة دون استكمال عملية الانتخاب.

في 27 كانون الثاني/يناير 2024، عُقدت جلسة أخرى لانتخاب رئيس المجلس، لكنها انتهت بالفشل أيضًا، إثر خلافات واسعة بين القوى السياسية السنية، واعتراضات من القوى الشيعية الكبرى تتعلق بالمرشحين، لتستمر الأزمة إلى نهاية العام.

أمنيًا، استهدفت طائرة مسيّرة أميركية في 4 كانون الثاني/يناير 2024، مقرًا تابعًا للحشد الشعبي في بغداد، مما أدى إلى مقتل عدد من مقاتلي حركة حزب الله النجباء، بينهم القيادي البارز مشتاق طالب السعيدي.

وفي 5 كانون الثاني/يناير، أعلن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بدء الحكومة العراقية عملية إنهاء وجود التحالف العسكري الدولي بقيادة الولايات المتحدة في البلاد، وذلك عقب الضربة الجوية الأميركية، مع استمرار التصعيد كما يلي:

  1. 20 كانون الثاني/يناير 2024: أعلنت القيادة المركزية الأميركية عن إصابة عدد من الجنود الأميركيين وجندي عراقي واحد في هجوم بصواريخ باليستية شنته فصائل مدعومة من إيران على قاعدة عين الأسد الجوية في محافظة الأنبار.
  2. 24 كانون الثاني/يناير 2024: شنت القوات الأميركية ضربات جوية على مواقع في العراق تستخدمها كتائب حزب الله وفصائل مدعومة من إيران، ردًا على الهجوم الذي استهدف قاعدة عين الأسد في 20 يناير.
  3. 31 كانون الثاني/يناير 2024: أعلنت كتائب حزب الله تعليق عملياتها ضد القوات الأميركية في العراق، بهدف "تجنب إحراج الحكومة العراقية".
  • شباط/فبراير:
  1. 2 شباط/فبراير 2024: شنت الولايات المتحدة ضربات جوية انتقامية استهدفت فصائل مدعومة من إيران في العراق وسوريا، ردًا على هجوم أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أميركيين في الأردن.
  2. 7 شباط/فبراير 2024: استُهدفت سيارة في بغداد بضربة جوية أميركية، مما أدى إلى مقتل اثنين من قادة كتائب حزب الله.
  3. 21 شباط/فبراير 2024: اندلعت اشتباكات بين أفراد من أنصار التيار الصدري وجماعات مسلحة في بغداد والبصرة ومحافظات أخرى، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.
  • آذار/مارس:
  1. 10 آذار/مارس 2024: أعلن الجيش العراقي عن مقتل 10 من عناصر تنظيم "داعش" في عملية عسكرية شمال غرب بغداد.
  2. 14 آذار/مارس 2024: قرر مجلس الأمن الوطني العراقي حظر نشاط حزب العمال الكردستاني (PKK) في البلاد، وذلك عقب اجتماع رفيع المستوى بين مسؤولين عراقيين وأتراك في بغداد.
  • نيسان/أبريل:
  1. في 22 نيسان/أبريل 2024، قام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بزيارة رسمية إلى العراق، هي الأولى له منذ 13 عامًا. وخلال هذه الزيارة، التقى برئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني في بغداد، كما زار أربيل والتقى بمسؤولي إقليم كردستان.
  2. وشهدت الزيارة توقيع اتفاقية إطار عمل استراتيجي للتعاون المشترك بين البلدين، شملت 24 مذكرة تفاهم في مجالات متعددة، منها الطاقة، التجارة، النقل، الاستثمار، البنية التحتية، العلوم والتكنولوجيا، الزراعة، وإدارة الموارد المائية، كما تم الاتفاق على تنفيذ مشاريع مشتركة، بما في ذلك تحديث أنظمة الري العراقية، على مدى 10 سنوات.
  3. أواخر نيسان/أبريل 2024: وقع انفجار وحريق في معسكر "كالسو" شمال بابل، مما أسفر عن سقوط منتسب في الحشد الشعبي وإصابة 8 آخرين. 
  • آيار/مايو
  1. في 18 أيار/مايو 2024، عقدت جلسة انتخابية ثانية لرئيس مجلس النواب، حيث حصل النائب سالم العيساوي على 158 صوتًا، والنائب محمود المشهداني على 137 صوتًا، والنائب عامر عبد الجبار على 3 أصوات، بينما كانت هناك 13 ورقة باطلة. ونظرًا لعدم حصول أي من المرشحين على الأغلبية المطلوبة، تقرر عقد جولة ثالثة من التصويت، قبل أن تفشل الجلسة إثر مشادات كلامية وتوتر.
  2. في 19 أيار/مايو 2024، عُقدت جلسة ثالثة لانتخاب رئيس البرلمان، لكنها انتهت برفع الجلسة دون التوصل إلى انتخاب رئيس جديد، واستمر هذا الجمود حتى 31 أكتوبر 2024، حيث تم انتخاب محمود المشهداني رئيسًا لمجلس النواب العراقي، لينهي بذلك فترة الشغور الطويلة في المنصب.
  3. إنهاء مهمة بعثة الأمم المتحدة في العراق: في 31 أيار/مايو 2024، قرر مجلس الأمن الدولي إنهاء عمل بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) أواخر العام 2025، استجابةً لطلب الحكومة العراقية. أكدت الحكومة العراقية أن هذا القرار يعكس استقرار الوضع السياسي والأمني في البلاد. 

 

  • حزيران/يونيو:
  1.  إقرار الموازنة الثلاثية: في 3 حزيران/يونيو 2024، أقر مجلس النواب العراقي الموازنة الثلاثية للأعوام 2023-2025، وهي الأكبر في تاريخ العراق، إذ تقول الحكومة إنها تهدف إلى معالجة التحديات الاقتصادية، لكنها أثارت جدلاً حول توزيع الموارد بين الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان.
  2. انشقاق نواب عن كتلة "تقدم": شهد البرلمان العراقي انشقاق 11 نائبًا عن كتلة "تقدم" التي يرأسها محمد الحلبوسي، رئيس البرلمان السابق. وأعلن النواب المنشقون تشكيل جبهة سياسية جديدة باسم "كتلة المبادرة"، في أزمة مرتبطة بقضية رئاسة مجلس النواب.
  3. تصاعد التوترات مع الولايات المتحدة: في أواخر حزيران/يونيو 2024، أصدرت فصائل "تنسيقية المقاومة العراقية" بيانًا شديد اللهجة أكّدت فيه مواصلة الهجمات على القوات الأميركية في العراق وسوريا، ردًا على استهدافات سابقة من قبل الولايات المتحدة ضد مصالح الفصائل المسلحة في المنطقة.
  • تموز/يوليو

في 22 و23 يوليو 2024، عقد وفد عراقي رفيع المستوى محادثات مع مسؤولين أميركيين في واشنطن، وحينها ترأس وزير الدفاع العراقي، ثابت العباسي، الوفد العراقي، بينما ترأس وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، الوفد الإدارة الأميركية، وكانت من أبرز النتائج تحديد آليات إنهاء مهمة التحالف الدولي ضد داعش في العراق، ومناقشة الانتقال إلى شراكة أمنية ثنائية دائمة.

كما تضمنت النتائج الاتفاق على إنشاء لجنة عسكرية عليا ثنائية لتحليل التهديدات، المتطلبات التشغيلية، ومستويات قدرة قوات الأمن العراقية، بهدف تحديد مستقبل التحالف العسكري الدولي في العراق، وتوافق الجانبان على ضرورة التشاور المستمر لضمان الهزيمة الدائمة لتنظيم داعش، مع التأكيد على أهمية الشراكة المستمرة بين العراق والولايات المتحدة في هذا المجال.

  • آب/أغسطس

في 19 آب/أغسطس 2024، أعلن عضو مجلس النواب مصطفى سند اعتقال "شبكة تنصت وتزوير تابعة لمكتب رئيس الوزراء"، تضم موظفين وضباطًا. وقال في وقتها إنّ من بين المعتقلين "محمد جوحي"، الذي يعمل موظفًا في مكتب السوداني.

وتُتهم الشبكة بالتجسس على مسؤولين كبار وسياسيين، بما في ذلك التنصت على هواتفهم، فيما نفى مستشار سياسي لرئيس الوزراء هذه الاتهامات، واعتبرها "كذبة مضخمة"، وأشار إلى أن الموظف المعتقل كان قد انتحل صفة شخص آخر للتواصل مع نواب وسياسيين، دون أن يكون هناك تجسس أو تنصت.

وفتحت القضية الباب لاتهامات واسعة بلغت رئيس الحكومة شخصيًا، وأثارت هذه توترات داخل الأوساط السياسية العراقية، خاصةً بين القوى الشيعية، حين أثيرت تساؤلات حول علاقة محمد جوحي برئيس الوزراء السوداني.

وفي 20 أغسطس 2024، أصدر رئيس الحكومة محمد شياع السوداني أمرًا بتشكيل لجنة تحقيقية بحق جوحي، بعد أن تم إيقافه عن العمل، وأكدت الحكومة "على ضرورة التحقيق الشفاف في هذه القضية لضمان نزاهة المؤسسات الحكومية". 

  • أيلول/سبتمبر

في 11 سبتمبر 2024، قام الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بزيارة رسمية إلى العراق، وهي أول زيارة خارجية له منذ انتخابه في تموز/يوليو 2024 خلفًا لإبراهيم رئيسي الذي قضى في حادثة تحطم طائرة مروحية. واستمرت الزيارة ثلاثة أيام، حيث التقى خلالها كبار المسؤولين العراقيين، بما في ذلك رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، ورئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد، ورئيس مجلس النواب نيابة، ورئيس السلطة القضائية، كما زار بزشكيان ست محافظات عراقية: بغداد، أربيل، السليمانية، كربلاء، النجف، والبصرة.

وخلال الزيارة، تم توقيع 14 مذكرة تفاهم في مجالات متعددة، منها التعاون التدريبي، والشباب والرياضة، والتبادل الثقافي والفني، والآثاري، والتربية، والإعلام، والاتصالات، وتفويج المجاميع السياحية الدينية، والمناطق الحرة، والزراعة، والموارد الطبيعية.

بعدها، أكد رئيس الوزراء أن العراق لم يعد بحاجة إلى وجود القوات الأميركية، وتم الاتفاق على خطة انسحاب تدريجية بحلول سبتمبر 2025، مع استمرار النقاش حول تأثير هذا الانسحاب على الأمن والاستقرار. 

وخيمت حادثة  اغتيال حسن نصر الله في 28 سبتمبر 2024، على العراق بشكل كبير وأثارت مواقف استنكار رسمية وسياسية وشعبية ودينية، من أبرزها بيان مكتب المرجع الأعلى علي السيستاني الذي وصف نصر الله بأنه "أنموذج قيادي قلّ نظيره في العقود الأخيرة"، معربًا عن حزنه العميق لهذه الخسارة الكبيرة. 

عقب ذلك، كثفت الفصائل المسلحة العراقية هجماتها على مواقع للاحتلال الإسرائيلي لتخفيف الضغط عن حزب الله، من خلال ضربات صاروخية وطائرات مسيرة.

وفي 30 أيلول/سبتمبر 2024، أصدرت منظمة العفو الدولية تقريرًا بمناسبة مرور 5 سنوات على تظاهرات تشرين، مشيرة إلى استمرار الإفلات من العقاب في العراق فيما يتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان المرتبطة بتلك التظاهرات.

  • تشرين الأول/أكتوبر

في 20 تشرين الأول/أكتوبر، أُجريت الانتخابات البرلمانية في إقليم كردستان العراق في توقيت حساس، إذ حصد الحزب الديمقراطي الكردستاني الحاكم أكبر عدد من المقاعد، وحصل على 39 مقعدًا من أصل 100، بينما حصل الاتحاد الوطني الكردستاني على 23 مقعدًا.

في 31 تشرين الأول/أكتوبر، نجح مجلس النواب في انتخاب محمود المشهداني رئيسًا لمجلس النواب العراقي لفترة ثانية غير متتالية، بعد شغور المنصب لمدة تقارب العام، ليحسم أزمة سياسية كبرى.

  • تشرين الثاني/نوفمبر

في 12 تشرين الثاني، شارك رئيس الوزراء  محمد شياع السوداني في القمة العربية الإسلامية المنعقدة في السعودية، حيث طرح مبادرة لإنشاء صندوق عربي إسلامي لإعمار غزة ولبنان، وأكد السوداني موقف العراق الثابت في دعم التهدئة ورفض التصعيد في غزة ولبنان، مشددًا على أهمية التضامن العربي والإسلامي في مواجهة التحديات. 

في 18 تشرين الثاني، أرسل وزير الخارجية سلطة الاحتلال الإسرائيلي رسالة إلى مجلس الأمن الدولي، معربًا عن قلقه إزاء تصاعد هجمات الفصائل المدعومة من إيران في العراق، وحمّل الحكومة العراقية مسؤولية هذه الهجمات. بعد هذا التحذير، توقفت الهجمات تقريبًا بشكل كامل.

في 20 و21 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، أجرى العراق التعداد العام للسكان والمساكن، وهو الأول منذ عام 1997. تم تنفيذ التعداد في جميع أنحاء العراق، بما في ذلك المناطق المتنازع عليها بين الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان.

وجاءت النتائج الأولية للتعداد كما يلي:

  • عدد السكان: بلغ عدد سكان العراق 45,407,895 نسمة، منهم 22,784,062 ذكور (بنسبة 50.1%) و22,623,833 إناث (بنسبة 49.8%).
  • عدد الأسر: بلغ عدد الأسر 7,898,588 أسرة، بمتوسط حجم أسرة 5.3 أفراد.
  • نسبة السكان دون سن العمل (أقل من 15 سنة) بلغت 36.1%، فيما بلغت نسبة السكان في سن العمل (15 إلى 64 سنة) 60.2%، ونسبة السكان فوق سن العمل (65 فأكثر) 3.7%.
  • المساكن: بلغ عدد المساكن 8,037,221 مسكن، منها 92.1% دور و6.6% شقق و0.4% دور طينية.

 

  • كانون الأول/ديسمبر

تصدرت تطورات سوريا وانعكاسها على العراق المشهد السياسي والأمني في البلاد خلال الشهر الأخير من عام 2024، إذ أكدت الحكومة العراقية على ضرورة الحفاظ على سيادة سوريا ووحدتها الترابية، داعية إلى حل سياسي شامل يضمن حقوق جميع الأطراف السورية.

كما أجرى رئيس الحكومة زيارات واتصالات مع رؤساء وقادة دول المنطقة، بما في ذلك السعودية وتركيا، فضلاً عن الولايات المتحدة لتنسيق المواقف من التطورات السورية، قبل أن يرسل وفدًا رفيع المستوى بقيادة رئيس جهاز المخابرات حميد الشطري للقاء  الإدارة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع، حيث أجرى الجانبان مباحثات أمنية مرتبطة بحماية الحدود والتعاون بشأن منع عودة داعش، وكذلك حماية السجون التي تضم أفراد التنظيم، وأخرى مرتبطة بالأقليات والمزارات الدينية في سوريا.

وخلال الشهر الأخير أيضًا، قدم الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق ورئيس بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي)  محمد الحسّان، إحاطة في الجلسة بشأن التطورات في العراق، وأشار إلى أنّ جملة من الأزمات التي ما تزال قائمة في البلاد أبرزها الفساد السائد، فيما أكّد حاجة البلاد إلى تغييرات وإصلاحات شاملة.

أما على المستوى السياسي الداخلي، فكان من أبرز الأحداث قرار محكمة جنايات الكرخ الثانية، بسجن "محمد جوحي" و"علي مطير"، في قضية شبكة التجسس المرتبطة بمكتب رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني.