30-سبتمبر-2019

أطراف سياسية سبقت عبد المهدي بالقول إن القصف هو إسرائيلي (فيسبوك)

ألترا عراق ـ فريق التحرير 

بعد جدل دام لأشهر بخصوص استهداف "إسرائيل" للحشد الشعبي، وبعد أن قال رئيس الوزراء عادل عبد المهدي قبل أشهر، إن الحديث عن قصف إسرائيلي غير دقيق، عاد وأكد اليوم، 30 أيلول/سبتمبر، أن التحقيقات تشير إلى أن "إسرائيل" هي من قامت باستهداف مواقع الحشد الشعبي، فيما لفت إلى أن "إسرائيل" هي فقط من تريد الحرب بالمنطقة.

عبد المهدي: التحقيقات في استهداف بعض مواقع الحشد الشعبي تشير إلى أن "إسرائيل" هي من قامت بذلك

قال عبد المهدي لقناة "الجزيرة"، وتابع حديثه "ألترا عراق"، إنه "يجب إبعاد شبح الحرب عن المنطقة والجميع يتحدث عن قبوله بالمفاوضات لحل الأزمة"، موضحًا أن "الكثير من المؤشرات تدل على ألا أحد يريد حربًا في المنطقة باستثناء إسرائيل".

اقرأ/ي أيضًا: انقسام وسخط داخل الحشد الشعبي مصدره "إسرائيل"!

أشار إلى أن "الذهاب إلى الحرب قد يحصل في أي لحظة وبقرار منفرد لكن الخروج منها سيكون صعبًا وقاسيًا"، مؤكدًا أن "دولًا عدة في المنطقة يمكن أن تكون ساحة للحل والمفاوضات، وبغداد واحدة منها".

أوضح عبد المهدي "أعتقد أن السعودية تبحث عن السلام وحل أزمة اليمن قد يشكل مفتاحًا لحل أزمة الخليج"، مشيرًا إلى أن "الدول المعنية بأزمة الخليج تتحدث عن مفاوضات والسعودية وإيران مستعدتان للتفاوض".

اعتبر رئيس الوزراء أن "الحديث الآن عن كيفية صياغة نهايات لحل أزمة الخليج سيضعنا أمام طريق مسدود"، موضحًا "نحن مع أي تحالف لتأمين الخليج شرط أن يضم جميع الدول الخليجية".

وعن استهداف الحشد الشعبي بالطائرات المسيرة، قال عبد المهدي إن "التحقيقات في استهداف بعض مواقع الحشد تشير إلى أن إسرائيل هي من قامت بذلك".

عبد المهدي: الذهاب إلى الحرب قد يحصل في أي لحظة وبقرار منفرد لكن الخروج منها سيكون صعبًا وقاسيًا

كان نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس، اتهم الأمريكان في 22 آب/أغسطس بـ"إدخال" أربع طائرات إسرائيلية مسيرة لاستهداف مقرّات عسكرية عراقية، وفيما حمل القوات الأميركية مسؤولية ما يحدث من استهداف لمقرّات الحشد الشعبي، هدّد بالدفاع عن تلك المقرات بالأسلحة الموجودة وأسلحة "أكثر تطورًا"، فيما أصدر رئيس هيئة الحشد الشعبي، فالح الفياض، بيانًا تضمن ردًا على بيان المهندس، قائلًا إن "ما نسب الي المهندس - بغض النظر عن صحة صدوره عنه - لا يمثل الموقف الرسمي للحشد الشعبي وأن القائد العام للقوات المسلحة أو من يخوله هو المعبر عن الموقف الرسمي للحكومة العراقية وقواتها المسلحة". 

اقرأ/ي أيضًا: ليلة البيانات "النارية".. "انشقاق" داخل الحشد الشعبي عشية التهديد بـ "الحرب"!

كان عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، عبد الخالق العزاوي، أعلن عن إنهاء اللجان الحكومية أعمال التحقيق في موضوع انفجارات مستودعات سلاح الحشد الشعبي التي حدثت في عدة مناطق، قائلًا ببيان صدر في 10 أيلول/سبتمبر، وتلقى "ألترا عراق"، نسخة منه، إن "الجانب الأمريكي المسؤول عن حماية ومراقبة الأجواء العراقية أبلغ الجانب العراقي أن الضربات وجهت من طائرات إسرائيلية مسيرة". 

أشار إلى أن "عدد الضربات التي وجهت لقوات الحشد أو الأجهزة الأمنية وصلت إلى 12 ضربة بعضها تم الإعلان عنها والأخريات تم التكتُّم بشأنها"، كما طالب العزاوي رئيس مجلس الوزراء بـ"ضرورة إطلاع البرلمان والشعب العراقي على الاتفاقية العراقية الأمريكية المتضمنة النقاط المتعلقة بحماية الأجواء العراقية". 

لكن رئيس وزراء عادل عبدالمهدي، الذي اعترف اليوم بقصف "إسرائيل" للحشد الشعبي، كان قال في 22 تموز/يوليو على خلفية التقارير التي اتهمت "إسرائيل" بالمسؤولية عن حادثة معسكر الحشد الشعبي في محافظة صلاح الدين، قائلًا إن "التقارير التي حملت إسرائيل مسؤولية الهجوم على مقر الحشد الشعبي في آمرلي ليست دقيقة، وإن تلك الحادثة بسيطة ولا يوجد فيها ضحايا"، مبينًا أن "الهجوم لم يكن بطائرة مسيرة أو صاروخ، وفقًا لتقرير القوة الجوية". 

وفي 21 تموز/يوليو، أعلنت لجنة التحقيق المركزية المرسلة من هيئة الحشد الشعبي، نتائج التحقيق بحادثة قصف معسكر الشهداء التابع للهيئة الذي يقع قرب مدينة آمرلي في محافظة صلاح الدين، قائلة إن "التحقيقات التي أجريت قد أثبتت أن الانفجار لم يكن استهدافًا عسكريًا نتيجة طائرة مسيرة أو صاروخ موجه، إنما كان مجرد حريق لوقود صلب نتيجة خلل داخلي"، مشيرة إلى أن "الحادث لم يسفر عن وقوع قتلى في صفوف قوات الحشد الشعبي". 

كان مصدر مطلع في الحشد الشعبي أبلغ "ألترا عراق"، مطلع شهر آب/أغسطس الجاري، أن "الحشد الشعبي أصبح يعاني تشتتًا كبيرًا، مبينًا أن "بعض جهاته تحاول أن تتجه إلى الطابع الرسمي والدبلوماسي لكسب الشرعية الداخلية والإقليمية والعالمية، فيما تتجه الجهات الأخرى إلى الإبقاء على صبغة المقاومة للمحافظة على المقبولية لدى جماهيرها من جهة، وعلى علاقاتها الإقليمية مع إيران وحزب الله اللبناني من جهة أخرى".

عبدالمهدي، الذي اعترف اليوم بقصف "إسرائيل"، كان قد قال في تموز الماضي إن "التقارير التي حملت إسرائيل مسؤولية الهجوم على مقر الحشد الشعبي في آمرلي ليست دقيقة"

أضاف المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، أن "الفصائل من أمثال كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق وسرايا الخراساني، وجزء من منظمة بدر وغيرهم، ساخطون جدًا من موقف هيئة الحشد الشعبي التي تهربت من اتهام "إسرائيل" بقصف المواقع العراقية"، مشيرًا إلى أن "هذا الانشقاق ليس بجديد، ولكن في كل مرة يتم تدراك الموقف بغية عدم ظهور تلك المشاكل الداخلية للعامة"، وهو الأمر الذي أكده ‏‎قيس الخزعلي في مقابلة متلفزة بقوله "يجب التفريق بين الحشد الشعبي كمؤسسة رسمية وفصائل المقاومة الإسلامية". 

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

حروب إسرائيل.. ضرب العراق لا يتعلّق بـ"الحشد" فقط!

بعد اعترافه بالقصف الإسرائيلي.. ما قدرة الحشد للرد؟