ألترا عراق ـ فريق التحرير

مع نهاية العام 2019، الذي كان مكتظًا بالأحداث السياسية والأمنية في العراق، إلا أن ملامح الاحتفال برأس السنة لعام 2020، باتت تختلف عن الأعوام التي سبقتها، إذ حظيت شجرة الميلاد بمكانة مختلفة وسط خيام المعتصمين في بغداد والمحافظات الأخرى التي تشهد احتجاجات مستمرة منذ 25 تشرين الأول/أكتوبر، والتي أجبرت رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي على تقديم استقالته، فيما حملت أشجار الاحتفال بصور وأسماء الضحايا الذين سقطوا خلال الاحتجاجات.

حملت أشجار الميلاد في ساحات الاحتجاج صور وأسماء الضحايا الذين سقطوا خلال الاحتجاجات 

ومع توديع العام 2019، والاستعداد لاستقبال العام 2020، يتطلع العراقيون في ساحات التظاهر لـ"تحقيق مطالبهم في إصلاح النظام السياسي، وحل مجلس النواب، وتشكيل "حكومة مؤقتة" قادرة على تهيئة الأجواء لإجراء انتخابات مبكرة، بالإضافة إلى محاكمة الذين تسبّبوا بقتل المتظاهرين"، بحسب أحد المتظاهرين في ساحة التحرير وسط بغداد. 

اقرأ/ي أيضًا: صور| "شهداء التظاهرات" أجراسٌ للميلاد.. "كريسماس" احتجاجي في بغداد

متظاهرو ساحة التحرير وسط بغداد، نصبوا شجرة ميلاد ضخمة زينوها بأعلام العراق وصور ضحايا الاحتجاج تزامنًا مع حلول أعياد الميلاد ورأس السنة، كما هو الحال في محافظة ذي قار.

وفي البصرة، صنع المحتجون شجرة الأعياد، من الإطارات بالتزامن مع استمرار عمليات قطع الطرق بالإطارات المحترقة، للضغط على السلطات العراقية لتحقيق مطالب المتظاهرين.

ومن المؤمل أن تشهد ساحات التظاهر توافد مئات الآلاف من العراقيين للمشاركة في المسيرات الاحتجاجية التي من المزمع انطلاقها عشية ليلة رأس السنة، حيث أطلق متظاهرون دعوة للاحتفال في ساحات الاحتجاج.

وعن استعداد المتظاهرين في ساحات الاحتجاج، لاستقبال العام الجديد، يقول عصام مجيد، "إكرامًا للدم العراقي الذي سال دفاعًا عن الديمقراطية والتصدي للفساد الذي نخر ثروات البلاد، سنقدم أحر التعازي لعوائل شهداء انتفاضة تشرين، ونخطط لزيارتهم".

مجيد، الذي يعمل مدرسًا في محافظة ذي قار، ترك عائلته ليعتصم في ساحة التحرير وسط بغداد منذ 25 تشرين الأول/أكتوبر، أضاف لـ"ألترا عراق"، إنه "عملنا على نصب ثلاث أشجار زينت بالأعلام العراقية وصور الشهداء، إكرامًا لإخواننا الشهداء الذين سقطوا في ساحة التحرير وساحات الاحتجاج الأخرى"، مشيرًا إلى أن "المحتجين سيعملون أيضًا على إطلاق ما يقارب 1000 بالون في سماء بغداد تحمل أسماء شهداء وجرحى الاحتجاجات".

"متربصون بالانتفاضة"، هكذا أعرب، حسين علي، عن خشيته من زعزعة الأمن والاستقرار في ساحات التظاهر من قبل ما وصفهم بـ"الميليشيات".

ويقول علي (33 عامًا)، وهو محامي معتصم في ساحة الحبوبي وسط محافظة ذي قار، لـ"ألترا عراق"، "اتفقنا على أن يكون الاحتفال برأس السنة، على شكل مسيرات ليلية تجوب شوارع المدينة مطالبة بالكشف عن مرتكبي مجزرة الناصرية التي راح ضحيتها أكثر من 40 شهيدًا".

أشار إلى أن "هناك عروض مسرحية ستجسد بطولات الشباب المحتجين، والواقع السياسي المرير الذي يشهده البلاد، فضلا عن أمسيات شعرية لرثاء الشهداء الذين سقطوا في كافة ساحات الاحتجاج".

معتصم من ذي قار: هناك عروض مسرحية في ليلة رأس السنة ستجسد بطولات الشباب المحتج والواقع السياسي المرير الذي يشهده البلاد 

وفي السياق، لاحظ مراسل "ألترا عراق"، تكدس مستلزمات أعياد رأس السنة، أمام أبواب أصحاب المحلات وسط العاصمة بغداد، نظرًا لضعف الإقبال عليها، في وقت ألغى عدد من الفنانين العراقيين مشاركاتهم في إحياء احتفالات رأس السنة من بينهم الفنان ستّار سعد، وهيثم يوسف.

اقرأ/ي أيضًا: 

بطريركية الكلدان تلغي قداديس ليلة الميلاد: نصلي من أجل العراق

البابا فرنسيس يوجه رسالة للحكومة العراقية: أصغوا إلى صرخة الشعب!