14-أبريل-2020

رافع الناصري

إلى صديقي الدكتور الشاعر سراج محمد

يركضُ الأسودُ نحوَ خيطِ المدينة المذبوح

يقارعُ الشمسَ خلسةً

ينعى صوتَ الشجرةِ المهجورة

في الينابيع الخرساء

يفتحُ حنجرةَ الجدارِ بكأسِ ماءٍ مسموم

لأن يشفى

القطنُ الأبيض من إبرةٍ وحل السلطان

يلتبسُ وجهُ العدمية

 من أطرافِ أصابع الرياح 

فـ يركضُ مسرعًا إلى مقبرةِ الطحالب المثلجة

بالحصى والحديد 

ليبكي مقتنعًا

أن قطعانَ النعاجِ تسيرُ باتجاه القصور

وحجرات الدرابين

لا تمُرروا أضواء عظامِ الجسورِ المتآكلة

ومجرى الأنهار تعشقُ

 أنبياءَ البرتقال

يقفُ حائرًا بينَ الغرق والزوال

يفتشُ رحمَ الطين

يصنعُ طاووسًا آخر بالمضاد والميكروكروم

من هناك

وسورة الأنفال

تلوّنُ شفاهَ الأرصفة

ويدُ المدينةِ

مشلولةٌ تنذرُ الصبرَ أغنيةَ البلادِ

خائفٌ

يُغطي رأسَ حافةِ السرير بالأسئلةِ

والأجوبة

تتهربُ كالخفافيشِ الدينية

من سرابٍ إلى فاتورةِ الذئاب السود

لا موعدَ قديم

تحضنهُ عورةَ القتال

ولا كذبةَ في عناقِ  رفات الخبز الليلي

استهلاك النهر

ينقصُ الملحُ سيمفونية

نام عارض السفن

10

000

ينزفُ من جدارية

 (وإذْ قالَ رَبُكَ للمَلائِكَةِ إنّي جاعِلٌ في الأرْضِ خَليفةْ)

إيقاعات التَكّ

تصور آلية المناية المجوفة

بإطار رئة العالم تتسع لسيجارة واحدة'!

تكفيَ

أن نحرقَ كلَ النهايات

ونشعلُ أسمائنا المستعارةَ بدلٍ ضائع

ساحلٌ مزدحمٌ بالخفافيشِ والضفادع في الفتحة الأولى

أيامنا انفصلت

تمامًا عن أجسادنا

أصبحنا معدلاتٍ ضربًا وقسمة بطعم شراعُ الشك

في السطوح الملساء يا مولانا!

فتجويف الكفنِ البيولوجي قربان

إلى السلم الموسيقي

إذن

لا يعلو على الباسوورد الأسود شيءٍ

(وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا)

سديم البحر الطويل

أقنعة فيزيائية

الانتماءُ إلى لغةِ الليل في الحانات

أكسري رمحهم

أيتها البدوية ملونة بأحمر العاصفة

افتحي نشيد الغابة

وانصتي إلى الأخبار صحيفة "لويدز لِست"

فتارةً تكذبُ أسطورة النهر

أرمي حذاء الطبيعة على وجهِ المذيعِ

وأخرجي خارجَ التقويم النباتي

افتحِ آزار قميصكِ المطرازِ بالجغرافيا والأسرى الميتون بالمعنى!

دعِ الأسود إلى خيمة الفتوى

كي يمحوَ وحلَ الشهوات

ويرفعُ انتحارَ للهزيمة بيدٍ واحدة

منذ الظهيرة

وأنا انظر إلى جسدكِ شهلاء بالوشم والجحيم

سريرُك ذريعةُ المرايا

ثاكلة الظلام

خيطُ النجاة منكِ

أعجوبةٍ في سراب الماء

وأنا فتى صغير بين نهديك

 جارتي (أم علي)

زعفران الله في وجهكِ وحزن المعادن في يدي

تطاردني نظارتكِ الصدأ

"الفلزات الذاتية

المصابة بالمزاج العاطفي

تعشقُ خلخال قدميكِ البرونزي"

أنتِ تمثال الحرية

لا (مانهاتن) أمام تجويف انفكِ الطازج بالأغاني

الأشياء التي تخرج من بنطالكِ

تكفي أن نمرَ كل الخلايا والأزمات بسيقان

عابرات للسبيل

ونحنُ ننظرُ من ثقب الباب

 تمويه جسدكِ بـدرابين (خمسة ميل)

نتابعُ خطواتنا

نجلسُ في مقهى (شناشيل)

ندخنُ الحكمةَ والحذر

فأبجديةُ الوافدين لغةُ ما وراء الحداثة

نغسلُ  الميكروبات بماء تشرين

للقرى الضاجعة من الانقلابات المرتزقة

الثيران توقعُ المعاملات العقارية المبطنة بالجماجم

أن موتَ سكة القطار

لا يهدد مفاتيح دور سينما من المشاهدة

وأبقى

 حالمًا بالقبلات الصعاليك و...

وخرافات الطباخين

لا شيءَ في رأس "مايكل فاراداي"

قطع فولاذية

حشرات مسلوخة في الغرفة الثامنة

بعض "الماريجوانا"

من هنا تبكي الأفران والغازات المسيلة والأوبئة

"المدن الكبيرة

صغيرة في الكورستول

 لا تصنع منتجات التقبيل!"







اقرأ/ي أيضًا:

خارج أسوار العتمة

وصية موتي

دلالات: