16-مارس-2020

التوجيه والنصح بشأن ترك المناسبات الدينية كان يحتاج إلى رأي المرجعية (Getty)

ألترا عراق ـ فريق التحرير

مع أولى إشارات التحذير بخطورة فيروس كورونا، انقسم العراقيون في طريقة التعاطي معها، منهم تعامل مع الأزمة على أنها "بروبغاندا"، فيما أخذ آخرون نصائح الوقاية بجدية، لكن الانقسام بدا واضحًا بعد تسجيل وزارة الصحة لأكثر من حالة الأمر الذي أدى إلى تفاعل الأزمة في البلاد، حتى اتخذت المرجعية الدينية سلسلة إجراءات في محاولة لتحييد انتشار الفايروس من خلال تقليل الاحتكاك، حيث ألغت صلاة الجماعة والجمعة، بالإضافة إلى إلغاء مراسم دينية أخرى، فيما أكدت على ضرورة الالتزام بنصائح الجهات المعنية، بالوقت الذي اعترض فريق آخر، معتمدًا على إيمانه واعتماده على الطقوس. 

التوجيه والنصح بشأن ترك المناسبات الدينية والاجتماعية، كان يحتاج إلى رأي حاسم ومُطاع، وهذا ما توفره المرجعية الدينية بشكل أكبر

شكلت المرجعية عاملًا مؤثرًا في الحد من التجمعات في المناسبات الدينية والاجتماعية،  بحسب جمال علي، والذي يقول "التوجيه والنصح بشأن ترك المناسبات الدينية والاجتماعية، كان يحتاج إلى رأي حاسم ومُطاع، وهذا ما توفره المرجعية الدينية بشكل أكبر"، مبينًا أن "الاستجابة جيدة إلى حد ما".

اقرأ/ي أيضًا: استمرار "تعليق" صلاة الجمعة.. السيستاني "يتدارك" إحراج المؤسسة الدينية

أضاف علي وهو مؤذن في جامع مركزي خلال حديثه لـ"ألترا عراق" "لا يخلو الأمر من جدل بشأن حقيقة المرض والجدوى من الحذر بهذه الطريقة، بالإضافة إلى اختلاف الآراء داخل المؤسسة الدينية"، لافتًا إلى أن "المناسبات الاجتماعية هي الأكثر تأثيرًا من حيث عددها والحضور، لكن الكثيرين شعروا بالمسؤولية والتزموا بالتعليمات".

التدين العقلاني

موجة من السخرية والاستغراب عمت في وسائل التواصل الاجتماعي على خلفية ظهور الخطيب الحسيني علي السماوي في تسجيلات فيديوية يسخر من الوقاية من "كورونا"، معتمدًا على الإيمان بالأئمة من أهل البيت في الشفاء، حيث أعلن عن استعداده لتقبيله محب الحسين المصاب بكورونا بفمه.

يعتقد الأستاذ في الحوزة العلمية علي الحسيني، أنه "سياق طبيعي أن يكون للدين العقلاني ضد نوعي، وهو دين التغرير بالجهلة والبسطاء، سواء داخل الدين أو الطائفة الواحدة"، مبينًا أن "مصداق ذلك هو أن يدعو العقلاني إلى إلغاء صلاة الجمعة بالرغم من كونها طقسًا عباديًا مهمًا في الدين استجابة للوقاية من فيروس كورونا، انطلاقًا من القاعدة الفقهية التي تقول بدفع الضرر، فيما يقابله تدين عاطفي يستغل الجهل ليرفضه".

أضاف الحسيني خلال حديثه إلى "ألترا عراق"، أن "هذا الدجل يضرب العقيدة ويسمح بمهاجمتها، بالرغم من حسمه من قبل المرجعية الدينية والفقهاء وتوجيهاتهم بالالتزام بآراء المختصين والوقاية وفقًا للأسس العلمية"، لافتًا إلى أن "الموروث الإسلامي شهد هكذا أوبئة مثل الطاعون الذي فتك بالبشرية وقتها، وفي الفقه من مات في الطاعون يعمق له، وفي حالة انتقال العدوى بعد الموت يتيمم بالتراب أو يدفن بلا غسل، للحفاظ على حياة الأحياء".

اعتبر السماوي خلال حديث لـ"ألترا عراق" تعرضه للهجمة هو أمر طبيعي فيما أشار إلى أن النبي محمد والإمام علي تعرضا لهجمات كهذه

من جهته، اعتبر الخطيب علي السماوي ردود الفعل على خطابه طبيعية في مجتمعات الإسلام، والتاريخ حافل بحرب كل من يتصدى لأمر معين، مستشهدًا خلال حديث لـ"ألترا عراق"، بـ"تعرض النبي محمد إلى هكذا هجمات حتى قالوا ساحر مجنون، والإمام علي قالوا عنه كيف يموت في المسجد".

اقرأ/ي أيضًا: العراق يدخل "المرحلة الأخطر".. هل تأخرت إجراءات احتواء "كورونا"؟

في السياق، استجاب زعماء قبائل رئيسية في البلاد إلى التحذيرات، ودعت أفرادها إلى الالتزام بها حفاظًا للأرواح.

ووجه بيان لأمير ربيعة محمد ربيعة أطلع عليه "ألترا عراق"، أن "بالابتعاد د عن التجمعات في كل أشكالها من الفواتح والأعراس والفصول العشائرية، والالتزام بتطبيق التوصيات التي تنشرها منظمات الصحة العالمية في هذا الخصوص"، مبينًا أن "الالتزام بهذه التوصيات هو الطريق الوحيد للوصول إلى بر الأمان".

في الأثناء، ناشد محافظ واسط محمد جميل المياحي، الزائرين المتوجهين نحو العاصمة بغداد لأداء مراسم زيارة استشهاد الإمام الكاظم، بالعودة إلى مساكنهم حفاظًا على سلامتهم، وذلك بعد فرض حظر التجوال في العاصمة بغداد.

وذكر بيان للمياحي اطلع عليه "ألترا عراق" أنه "بناءً على قرار حظر التجوال الذي سيطبق يوم الثلاثاء في بغداد والتزامًا بقرار خلية الأزمة المركزية، أدعو الآلاف من أهلي من أبناء محافظات واسط وذي قار وميسان المتوجهين صوب الكاظمية المقدسة والذين هم الآن يسلكون طريق كوت_بغداد للعودة إلى مساكنهم حفاظًا على سلامتهم"، فيما تعهد المياحي بحسب البيان بـ"توفير العجلات الممكنة لتأمين عودتهم"، داعيًا "أصحاب المواكب والمحسنين إلى القيام بحملة لإعادة الزائرين على طول الطريق". 







اقرأ/ي أيضًا: 

بيان من البرلمان حول إعلان الطوارئ.. وملايين الدولارات لمواجهة "كورونا"

إصابات وحالات شفاء جديدة بـ"كورونا" في بغداد وإقليم كردستان