19-يونيو-2021

حكومة ثورية "خالصة" (فيسبوك)

ألترا عراق ـ فريق التحرير

مرحلة جديدة قد تكون دخلت بها المنطقة بعد أن أصبحت الرئاسة الإيرانية بحوزة التيار المحافظ المتشدد على حساب التيار الاعتدالي الإصلاحي، حيث أعلنت لجنة الانتخابات الإيرانية فوز إبراهيم رئيسي بالانتخابات الرئاسية بحصوله على 62% من أصوات الناخبين، بواقع 17 مليونًا و800 ألف صوت من أصل 28 مليونًا شاركوا في التصويت، بحسب النتائج الأولية. 

ستصبح الرئاسة الإيرانية بيد التيار المحافظ المتشدد متمثلًا برئيسي، وهو أحد المسؤولين الكبار الذين تشملهم العقوبات الأمريكية وهو رئيس السلطة القضائية في البلاد

وبهذا، يستعد الرئيس الإيراني من التيار الاعتدالي حسن روحاني، لمغادرة منصبه لصالح رئيسي والذي قاد الجمهورية الإيرانية بأوقات صعبة أمام العقوبات الأمريكية وشهود سياسة حكمه ظروفًا متوترة بين الجانب الأمريكي من جهة، وسياسة الولي الفقيه والحرس الثوري الإيراني التصعيدية والتي لا تتماشى مع السياسة الإصلاحية لروحاني وتياره.

اقرأ/ي أيضًا: مسجدي يعلّق على مشاركة الإيرانيين في العراق بالانتخابات

وستصبح الرئاسة الإيرانية بيد التيار المحافظ المتشدد متمثلًا برئيسي، وهو أحد المسؤولين الكبار الذين تشملهم العقوبات الأمريكية وهو رئيس السلطة القضائية في البلاد، ويحظى بدعم الحرس الثوري الإيراني ومقرب من خامنئي، الأمر الذي يعزز إمساك التيار المحافظ بمفاصل هيئات الحكم بالجمهورية. 

ورئيسي من مواليد 1960 في مدينة مشهد، وهو رجل دين وسياسي محافظ وشغل عدة مناصب آخرها رئيسًا للقضاء في عام 2019 بعد أن عينه المرشد الأعلى علي خامنئي في هذا المنصب، وكان قد خاض الانتخابات عام 2017 لكنه جاء ثانيًا ليخسر أمام حسن روحاني.

وكان رئيسي قد زار العراق في شهر شباط/فبراير الماضي وحصد على ترحيب حار من قبل الجهات المقربة من الفصائل المسلحة الموالية لإيران، فيما كان الترحيب بفوزه أخيرًا، واضحًا أيضًا من ذات الجهات، حتى اعتبر أحد الصحفيين المقربين من الفصائل بأن فوز رئيسي يمثل "تهيئة رسمية لأخذ ثأر سليماني والمهندس ومنطلقًا لتصحيح الوضع فيما يخص تنصيب رؤوس السلطة في العراق".

ورحبت تغريدات كثيرة بفوز رئيسي حتى تصدر وسم "الجمهورية الاسلامية فخرنا" قائمة الترند في العراق، احتفاء بما وصفوه بأن الحكومة الإيرانية أصبحت "ثورية خالصة" الآن.

وقدم العراق التهنئة الرسمية بفوز رئيسي، عبر رسالة من قبل رئيس الجمهورية برهم صالح، والذي طغى عليها "الأمنيات" بتحكيم لغة الحوار والحكمة فيما يخص المنطقة والعراق.

وجاء في كلمة صالح بعد تهنئة رئيسي بالفوز في منصب رئاسة الجمهورية الإيرانية، تطلعات لـ"تعزيز العلاقات الراسخة مع إيران الجارة وشعبها"، فيما أشار إلى أن "المنطقة بأمّس الحاجة إلى الحكمة والحُكماء وتغليب لغة الحوار والتواصل، والنظر بجدية إلى مصالح شعوبنا المترابطة وتعزيزها عبر إرساء الأمن والاستقرار والسلام واحترام السيادة".

وأضاف صالح في تهنئته، أن "تاريخ الأمم يُكتب بالمواقف الشجاعة والساعية لما فيه خير الإنسانية، ونحن على ثقة كبيرة بحرصكم وتفانيكم في تطوير العلاقات وتمتينها بالمصالح المشتركة لشعبينا ولما فيها الخير لكل المنطقة".

ويرى رئيس مركز التفكير السياسي إحسان الشمري، في حديث لـ"ألترا عراق"، أن "وصول رئيسي من التيار المتشدد إلى الرئاسة الإيرانية، يمثل حسابات دقيقة للمرشد الإيراني علي خامنئي تجاه صورة إيران وحتى سياستها الخارجية والداخلية".

ويضيف أن "طبيعة ما تعرضت له إيران من عقوبات وعزلة تسببت بالكثير من الاختلالات في الداخل الإيراني"، معتبرًا أن "فوز رئيسي هو رسالة إلى الداخل الإيراني على مقدار تفوق والحفاظ على قوة التيار المحافظ، على حساب الإصلاحيين الذين يبدون أنهم راغبون بمزيد من التغييرات بسياسات ايران الخارجية".

 يعتقد رئيس مركز التفكير السياسي أن الوضع في العراق لن يتأثر كثيرًا حيث أن الحرس الثوري كان مسؤولًا عن الملف العراقي وسيستمر

ويشير إلى أن هناك رغبات بـ"سيطرة أكبر للحرس الثوري الإيراني الجناح العسكري للتيار المحافظ والذي تعرض نتيجة لمقتل سليماني إلى اهتزاز وخروق كبيرة على مستوى القيادة، وجميع هذه المؤشرات كانت ضاغطة باتجاه اخيتار رئيسي وإعادة هيمنة للحرس الثوري الإيراني على حساب الإصلاحيين والتوجهات الليبرالية داخل إيران".

اقرأ/ي أيضًا: بعد تشديد العقوبات الأمريكية على إيران.. ما تأثيرها على العراق؟

ويشير الشمري إلى وجود "رسالة إلى الخارج بالتحديد، بأن إيران لن تقدم تنازل باختيار شخصية من التيار الإصلاحي الذي قد يعد نوعًا من أنواع التنازل الذي تقدمه إيران إلى الولايات المتحدة الأمريكية أو وجود تغير في نهجها وسياساتها لذلك هناك إصرار في اختيار هذا الشخص".

وفيما يخص الوضع العراقي، يعتقد الشمري أن "الوضع في العراق لن يتأثر كثيرًا حيث أن الحرس الثوري كان مسؤولًا عن الملف العراقي وسيستمر، وإيران لا يمكن أن تغير نظرتها للعراق على أنه بلد تابع وضمن مجالها الحيوي".

إلا أن الشمري يستدرك أن "هناك جانبًا قد تعمد إليه طهران، لا يتعلّق بسياستها، وإنما بأدواتها داخل العراق فربما سيكون هناك تغيير لأدواتها وحلفائها بالداخل العراقي من خلال الاعتماد على المستوى الثاني والثالث من الوجوه القريبين جدًا من إيران لإدراكها بأن حلفائها الحاليين جعلوها تخسر شعبيتها أو مقبوليتها لدى العراقيين"، مؤكدًا أن "من مصلحة إيران العمل على التنصل من العمليات والجهات التي تسببت بتراجع مقبوليتها، وسيكون من مصلحتها إيجاد مساحة تأييد لها  في الخارطة السياسية القادمة داخل العراق".

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

على طريقة سليماني.. إيران تخطط لكسب 100 مليار دولار من العراق سنويًا

إيران: العراق أكثر الدول استيرادًا لبضائعنا في العالم