27-مارس-2023
فساد في دوري الدرجة الأولى في العراق

تفاقم المشاكل في دوري الدرجة الأولى لكرة القدم (ألترا عراق)

ازدادت وتيرة مشاكل دوري الدرجة الأولى لكرة القدم في العراق،خلال الفترة الأخيرة على نحوٍ كبير، خاصةً مع إصدار قرارات - من لجنة المسابقات ولجنة الانضباط - بخسارة بعض الفرق من جانب، وعدم الإعلان، بشكل نهائي، عن آلية الصعود والهبوط في المسابقة، بحسب الأندية.

تتحدث أندية في دوري الدرجة الأولى عن تأثيرات مقصودة على مباريات وآلية الصعود والهبوط لأهداف انتخابية

المتضررون من هذه المشاكل اعتبروا ما يحصل "تقصدًا واضحًا" هدفه "إرضاء رؤساء أندية أخرى" ليكونوا بعد ذلك "داعمين" لأحد الأشخاص في المكتب التنفيذي خلال الانتخابات المركزية لاتحاد الكرة العراقي.

وحصل "ألترا عراق" على وثائق، على شكل استفسارات من بعض الأندية موجهة إلى لجنة المسابقات حول آلية الهبوط والصعود في دوري الدرجة الأولى، بالذات مع تبقي 6 جولات فقط على انتهاء المسابقة.

 

 

دوري الدرجة الأولى لكرة القدم في العراق
وثيقة حصل عليها "ألترا عراق" تظهر طلبًا من نادي سامراء حول آلية الصعود والهبوط في المسابقة
دوري الدرجة الأولى لكرة القدم في العراق
نادي ديالى أيضًا يطالب بتوضيح آلية الصعود إلى دوري الدرجة الأولى 

 

"ضبابية مفتعلة"

وحتى الساعة، ما زالت آلية الصعود إلى دوري الكرة الممتاز، والهبوط من دوري الدرجة الأولى "مجهولة" كما يؤكد رئيس نادي الشرقاط ضمير عبد الرزاق، الذي يشارك فريقه في المسابقة.

دوري الدرجة الأولى لكرة القدم في العراق
نادي الشرقاط يطالب لجنة المسابقات بإنهاء حالة الضبابية

 

وفي حديث لـ"ألترا عراق"، يتهم عبد الرزاق "لجنة المسابقات وأحد أعضاء المكتب التنفيذي" بالتعامل بـ"ضبابية مع هذه الأمور حتى يضعون المخارج مستقبلًا لتلائم مصالحهم الذاتية".

ويضرب رئيس الشرقاط مثلًا: "إلى الآن لا نعرف آلية الصعود؛ ففي كل مرة تكون هناك آلية جديدة"، مشيرًا إلى أن "الهيئة العامة وهي أعلى سلطة اتفقت في اجتماعها على أن يكون التأهل لأول فريقين من كل مجموعة، ويلعبون بنظام التقاطع"، مقابل "هبوط فريقين فقط".

بقيت 6 جولات على نهاية مسابقة دوري الدرجة الأولى وما زالت الأندية لا تعرف آلية الهبوط والصعود

رغم اتفاق الهيئة العامة، والحديث لعبد الرزاق، إلا أن "لجنة المسابقات واتحاد الكرة لم يبلغوا الأندية بشكل رسمي بهذا القرار لذلك فنحن إلى الآن لا نعلم كيف ستسير الأمور رغم بقاء 6 جولات على النهاية فقط". 

 

الشرقاط: ظلمونا لأجل "الحسين"

فتيل الأزمة لدى بعض أندية كرة القدم في الدرجة الأولى، بدأ بعد القرار الذي صدر باعتبار نادي الشرقاط خاسرًا أمام نادي الحسين الذي يرأسه كامل زغير، عضو اتحاد كرة القدم الأسبق، وقد تسببت عقوبة نادي الشرقاط بأزمة بين لجنتي المسابقات والاستئناف في الاتحاد.

وبعيدًا عن آلية الصعود والهبوط في دوري الدرجة الأولى، فأن الشرقاط مازال يريد "استعادة حقه" بحسب رئيس النادي، الذي يقول إن ناديه "تعرض إلى الظلم بعد اعتباره خاسرًا أمام نادي الحسين الذي أعطيت وعود الفوز له ضد الشرقاط"، على حد تعبيره.

سبب اعتبار الخسارة "ظلمًا" بحسب عبد الرزاق، هو "تزويد لجنة الانضباط عبر لجنة المسابقات بكتاب يفيد بأن الشرقاط ارتكب مخالفة، تخص تسجيل أحد اللاعبين ولكن  بعد إصدار القرار والضغط الإعلامي الذي حصل برروا ذلك، حيث ذكرت المسابقات أنها تستغرب خسارتنا؛ ولكن هذا تم فقط عبر وسائل الإعلام لأنني بعد مدة زرت لجنة الانضباط وأكدوا أن لجنة المسابقات لم ترسل لهم كتابًا برفض هذه العقوبة".

 

المسابقات تتهم المكتب التنفيذي

مقابل 

الأسئلة والاستفسارات التي طرحتها أندية الدرجة الأولى حول آلية البطولة، وكيف ستؤول الأمور فيها، أخلت لجنة المسابقات مسؤوليتها من ذلك، واتهمت المكتب التنفيذي لاتحاد كرة القدم بالتقصير.

رمت لجنة المسابقات كرة التقصير في ملعب المكتب التنفيذي 

رئيس لجنة المسابقات حيدر عوفي أكد أن آلية الهبوط والصعود في المسابقة "مرت بمراحل كثيرة، حيث المقترح الأول كان هبوط 4 ربع فرق من كل مجموعة وتأهل الأول فقط للدوري الممتاز؛ لكن بعد اجتماع تشاوري مع رئيس اتحاد الكرة عدنان درجال فأن الآلية صيغت بطريقة جديدة وهو هبوط 3 فرق  وتأهل أول كل مجموعة مع ثاني كل مجموعة ويلعبون بنظام التقاطع"

ويستدرك عوفي في حديثه لـ"ألترا عراق"، قائلًا إن "اجتماع الهيئة العامة لأندية الدرجة الاولى الذي عقد قبل بطلولة خليجي 25، اتفق على آلية جديدة وهي هبوط فريقين فقط مع اللعب بنظام التقاطع لأول وثاني كل مجموعة"، مؤكدًا أن "قرار الهيئة العامة هو الذي يجب أن يسير كونها السلطة الأولى".

ويشير عوفي إلى أن "اتحاد الكرة وبعد اجتماع الهيئة العامة وأخذ مقررات الاجتماع لم ينشر الأمر الاداري الخاص بآلية الصعود والهبوط إلى الآن، لذا فأن لجنة المسابقات لا دخل لها بالمطلق رغم سعينا المستمر ومن خلال كتب رسمية توجه إلى المكتب التنفيذي للاتحاد لمعرفة الآلية المتبعة إلا أن الأمر الإداري في ما يخص ذلك لم ينشر إلى الآن".

 

اتهامات لـ"علي جبار"

الصحفي عباس الياسري كان من أوائل الصحفيين الذين دعوا إلى ضرورة متابعة دوري الدرجة الأولى وما يحدث من "خروقات" في المسابقة، وانتهى الأمر إلى منعه من دخول اتحاد الكرة في شباط/فبراير 2023، بقرار من رئيس الاتحاد عدنان درجال، بسبب ما ينشره على صفحته في فيسبوك.

دوري الدرجة الأولى لكرة القدم في العراق

 

يقول الياسري في حديثه لـ"الترا عراق" إن "كل ما يحدث في دوري الدرجة الأولى بسبب النائب الثاني لرئيس اتحاد كرة القدم علي جبار، ولأغراض انتخابية، حيث أن مباراة عفك والناصرية لم يحسم أمرها إلى الآن بعد إيقافها رغم مرور 4 أشهر على القضية".

يتهم أحد الصحفيين النائب الثاني لرئيس اتحاد الكرة بالتسبب في قرارات غير عادلة

يفسّر الياسري ربطه الانتخابات بعدم حسم مباراة عفك والناصرية بالقول، "حصة الجنوب في الهيئة العامة من دوري الدرجة الأولى 4 فرق فقط، منها 3 ضمنت تقريبًا 

التواجد في الهيئة العامة والمشاركة في الانتخابات بسبب ترتيبهم المتقدم وهم: الميناء، البحري والمصافي".

على هذا الأساس، يستكمل الياسري تحليله، "بقي الصراع بين ميسان الذي يرأسه (علي جبار) ونادي الناصرية، لذلك لم تحسم مباراة الناصرية لأنهم يريدون معرفة ما يخدم ميسان: هل خسارة الناصرية أم جعل المباراة تُلعب في حال لم تؤثر نتيجتها على ترتيب نادي ميسان؟".

 

الجولان يشتكي للمحكمة الدولية

الياسري يحمّل علي جبار أيضًا مسؤولية التأثير على لجنة المسابقات والانضباط والاستئناف، ما يجعل القرارات الصادرة من هذه اللجان "غير عادلة".

ويذكر الصحفي حالة عمّا يدعيه، ويقول إن "نادي السماوة لديهم لاعب وقع عقدين مع ناديين مختلفين. عاقبوا اللاعب ونتيجة المباراة بقيت نفسها مع الجولان، بينما المصافي لديهم لاعب وقع  عقدين أيضًا لكنهم عاقبوا اللاعب وكذلك اعتبروا المصافي خاسرًا".

اعتبر الاتحاد نادي الجولان خاسرًا لكنه لم يفعل ذلك مع نادي الجولان رغم تشابه العقوبتين

ويضيف: "نادي الجولان قدم شكوى لدى محكمة (كاس) العالمية وهو أمر منطقي بعد أن أصدرت لجنة الاستنئاف حكمين مختلفين لقضيتين متشابهتين وهو ما يعتبر تلاعبًا بحسب القوانين الرياضية".

و"كاس" أو محكمة التحكيم الرياضية، هي هيئة قضائية دولية مقرها في سويسرا، مختصة بتسوية النزاعات الرياضية.