30-مايو-2020

سيروان باران

من هذه النبضة أخرج

استنهض العنقاء للرحلة، أقف، وأطير

أسمع صداها واتبعها، وهذا سبيلي

من هذه الكلمة، أنسج المعنى

أكتب قصة العالم، عن الوحوش والصيد

عن الألوان والألفة والوحدة

عن الشمس والحرارة والسكون

عن الريح القوية والخفيفة

عن الله القريب والحقيقي والمزيف

وعني

من هذه الصورة أولد

ترسمني على شكلها الأيام

ترتبني الدقائق

وتأخذني إلى الحياة راحة وشقاءً.

من اسمك تبدأ الاشياء، من حرفه الأول

قميصك يستر القبح في الشارع، كان مفتوحة أزراره، ولم يكن خلف قماشه العالم. رأيتك ممتدة تقودين الطريق إلى البيت، تسقط على تفصدك حمرة الغروب، وترقص على تفاصيلك أرجل مسرعة..

يدك على الأشجار، تورق مثلما الأشجار

وتنساب الأصابع من بين الخرائب في البعيد، تنساب الأصابع في السراب، تجر وسادة من الغيم إلى رأسي، وتخط في سقف السماء مطلع القصيدة، يدك تكتب لي القصيدة، وأنا أكرر يدك شعرًا على نفسي وأمنح الناس ما شاءوا من اللغة..

عينك تحرق الآفاق، عينك كما ترى تمنح الرؤيا

وأعيد للأنفاس إيقاعها الغائب، أعيد الثقل والبطء والإنصات، أعيد التمعن.. تلك زجاجة متروكة أسقطها سكير قتلته القيادة ها هنا. تلك حقيبة قديمة مرمية منذ دهر، منحها محتل لفتاة لم تدرك بعد ما معنى الوطن، لكنها وفي الطريق إلى بيتها، رمتها لأن شيئًا ما لم يكن صائبًا، وأصل إلى البيت.

في البيت أنت

صوت وتفاصيل وذكرى

فراش يحفظ جسدك جيدًا

سجادة وطأتِها بخفة

وقبلة ذابت في الزمن وترسبت في قلبي.

في البيت ذراعان منبسطان ولحظة مستعرة

في البيت عنق تميل عند دورته النسمات، يغشى على العطر في سطحه، ويتموج مثل ثورة جاذبية.

في البيت آهة تخرج ولا تخرج، تنفلت ثم تعود، تقفز من محل سكناها فتضربني وتهرب

في البيت رعشة، ما زالت رغم ثبات كل شيء، تهز في بدني

في البيت أنت.

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

موت بصفة غير قطعية

أمنيةٌ في التصعلك

دلالات: