22-فبراير-2021

لم يصدر نفي للمعلومات المتداولة من قبل الجهات السياسية المذكورة (Getty)

ألترا عراق ـ فريق التحرير 

قبل أيام، أثار حديث عن تطعيم سياسيين عراقيين للقاح الصيني ضد فيروس كورونا جدلًا كبيرًا، وبحسب الرواية المتداولة، فإن زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم تلقى عشرة آلاف جرعة كهدية من رئيس الأمن القومي الإماراتي طحنون بن زايد، وبالرغم من عدم صدور أي موقف رسمي حول المعلومات، إلا أن محافظ النجف لؤي الياسري أكد الحادثة بشكل غير مباشر، قائلًا في لقاء تلفزيوني "قبل أيام اتصل أحد الأخوة من بغداد، وأخبرني بوجود لقاح صيني"، وهو ما يؤكد وجود لقاحات في العراق فعلًا.

قال محافظ النجف إن أحد الأخوة في بغداد أخبرني بوجود لقاح صيني

ومن جهة أخرى، تحدثت مصادر عن رفض زعيم ائتلاف النصر حيدر العبادي تلقي جرعة من اللقاح ضد فيروس كورونا، وهو ما أكدته المتحدث باسم ائتلاف النصر أيضًا، إذ قالت آيات المظفر لـ"ألترا عراق"، "نعتقد أن تطبيق العدالة والمساواة هي واجب أخلاقي وشرعي وقانوني، لذا علينا أن نقدم الخدمة وهي واجبنا للمواطن قبل أن نفكر بأنفسنا، وإن كانت هنالك بعض الحالات استثناء فيجب أن توضح أسبابها ودوافعها، وإلا سيكون استغلالًا المنصب".

اقرأ/ي أيضًا: المتحدث باسم الصحة يرفض التعليق.. تفاعل مع تسريبات عن تطعيم مسؤولين في العراق

وكان عضو لجنة الصحة والبيئة النيابية عن تيار الحكمة حسن خلاطي، أعلن وصول 1.6 مليون جرعة من لقاح (فايزر ـ بيونتيك) المضاد لفيروس كورونا، نهاية شباط/فبراير الجاري.

وأضاف خلاطي في حديث صحفي، "ستكون هذه الكمية الدفعة الأولى من لقاحات كورونا التي تصل العراق، إذ اتفقت وزارة الصحة والبيئة مبدئيًا على استيراد 8 ملايين جرعة أخرى من اللقاح البريطاني (أسترازينيكا) عبر منصة (كوفاكس) وستصل على مراحل بدءًا من نيسان/أبريل المقبل".

أول من تحدث عن القضية، الكاتب نبراس الكاظمي، إذ قال إن "مستشار الأمن القومي الإماراتي طحنون بن زايد أهدى عشرة آلاف جرعة من اللقاح الصيني لعمار الحكيم، فيما أرسل إلى الإمارات أربعة أطباء من بينهم الطبيب الخاص برئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لتدريبهم على كيفية حفظ وإدارة اللقاحات".

وأضاف الكاظمي في تغريدة اطلع عليها "ألترا عراق"، "يتمّ تداول الحقنات بين الخواص وهذا يتضمن قادة في الحشد الشعبي والتشرينيين"، لافتًا إلى أن "القصة حصلت قبل أشهر، وأن يصل الخبر خير من أن لا يصل".

واعتبر الكاظمي التصرف "فضيحة هائلة"، متسائلًا عن دور"الصحافة، والفضائيات، والمراسلين الأجانب، ودعاة الإصلاح".

من جهة أخرى، كشف مصدر سياسي مطلع عن تفاصيل الحكاية، قائلًا إن "طحنون بن زايد أرسل 10 آلاف لقاح كورونا الصيني كهدية خاصة لزعيم تيار الحكمة عمار الحكيم، ليوزعها بمعرفته على الحالات الطارئة، خاصة الكوادر الصحية العراقية، فيما أرسل الحكيم إلى أبو ظبي أربعة أطباء بما فيهم طبيبه الخاص للتدرب على اللقاح والتعامل معه وتخزينه، وبدأ مكتب الحكيم بمنح اللقاح وبصورة خاصة وسرية لشخصيات حكومية رفيعة، وسياسيين ومتنفذين حصرًا، كما تم إعطاء اللقاح لبعض المراجع وعائلاتهم وحواشيهم وبعض رجال الدين في مدينة النجف".

وأضاف المصدر الذي رفض الكشف اسمه لحساسية منصبه لـ"ألترا عراق"، أن "المرجع الديني علي السيستاني رفض أخذ اللقاح ومنع عائلته من أخذه لأنه اعتبره مفسدة ما دام الشعب العراقي لم يبدأ التلقيح بعد، بالإضافة إلى شخصيات سياسية أخرى رفضت اخذ اللقاح وفضلوا الانتظار لحين توفره عن طريق الحكومة لكافة أفراد الشعب ومن أبرز هذه الشخصيات زعيم عصائب أهل الحق قيس الخزعلي، وزعيم تحالف النصر حيدر العبادي، وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر".

وتابع المصدر، أن "الحكيم أقام احتفالًا حاشدًا قبل أيام في قلب العاصمة بغداد وقد حضره الآلاف من أنصاره من دون أي إجراءات وقائية تحميهم من الفيروس القاتل".

ومن الشخصيات التي تلقت اللقاح الصيني - الإماراتي بصورة سرية، بحسب المصدر:

  • زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم وعائلته وحاشيته، وأعضاء مكتبه السياسي وأغلب مسؤولي المحافظات بحزبه.
  • رئيس الجمهورية برهم صالح وعائلته وعدد كبير من أصدقائه ومستشاريه. 
  • مدير مكتب رئيس الوزراء رائد جوحي، وعدد من موظفي مكتبه المنتخبين.
  •  زعيم تحالف الفتح هادي العامري وعائلته وحاشيته ومقربين منه.
  • تم إرسال 2000 لقاح إلى رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور البرازاني، والذي أمر بإنشاء مركز تلقيح خاص بمنطقة بارزان الخاصة بالعائلات البرازانية حيث تم تلقيح العوائل وحماياتهم.
  • تم إرسال 1000 لقاح إلى الشيخ لاهور طالباني لتوزيعه على عائلة الطالباني وحماياتهم الشخصية.
  •  القيادي في الحشد الشعبي سامي المسعودي وعائلته وحاشيته. 
  • السياسي خالد العطية وعائلته وحاشيته. 
  • السياسي عزت الشابندر وعائلته. 
  • السياسية حنان الفتلاوي وعائلتها وعدد محدود من المقربين منها.
  • العشرات من الشخصيات الحكومية الرفيعة والبرلمانيين وعائلاتهم ومقربين منهم.
  • بعض قيادات الصف الأول من فصائل الحشد الشعبي وبصورة انتقائية.

ويقول المصدر "ما زالت عملية توزيع اللقاح مستمرة بصورة سرية وخاصة وحصرية بمكتب عمار الحكيم، وما زالت قائمة أسماء الذين أخذوا اللقاح مفتوحة، الفضيحة تتسع وتزداد"، على حد تعبيره.

وتواصل فريق "ألترا عراق"، مع القيادي في تيار الحكمة فادي الشمري لكنه قال إنّ "المعلومات لا تستحق التعليق"، فيما قال مستشار رئيس الوزراء عبد الرحمن الجبوري أنه "لا يعرف شيئًا عن القصة".

لم تنفي المتحدثة باسم ائتلاف النصر آيات المظفر رفض رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي التطعيم ضد فيروس كورونا

ويتفق مصدر سياسي مطلع آخر مع رواية نبراس الكاظمي والمصدر الأول، وقال لـ"ألترا عراق"، رافضًا الكشف عن اسمه لأسباب تتعلق بوظيفته، إن "معظم السياسيين اشتروا اللقاح، أو أخذوه من خارج العراق، فيما زال بعضهم ينتظر وصول اللقاح الأمريكي أو البريطاني".

اقرأ/ي أيضًا: سلالة فيروس كورونا الجديدة تدخل العراق من رئة الأطفال

والحديث عن هذا التطعيم، بدأ في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تحدّث السياسي إبراهيم الصميدعي في منشور له على "فيسبوك" قائلًا: "أقول بأسف إن العراق هو البلد الوحيد في العالم الذي تلقى قادته السياسيين اللقاح (سرًا) قبل المرضى وكبار السن والجيش الأبيض الذي يتصدى بكل شجاعة وغيرة للوباء"، فيما عاد الصميدعي لتعديل منشوره بعد دقائق من نشره وحذف الجزء المذكور أعلاه.

وفي وقت سابق، حاول "ألترا عراق" الحصول على نفي أو تأكيد للمعلومات من المتحدث الرسمي في وزارة الصحة سيف البدر، والقنوات والجهات الرسمية لوزارة الصحة عبر الاتصالات والرسائل لكن دون جدوى، إذ ترفض تلك الأطراف التعليق لارتباط المعلومات بالجانب السياسي.

لكن خلية الازمة النيابية، نفت في وقت سابق، تلقي أي مسؤول عراقي لقاح الوباء، وقال عضو اللجنة عباس عليوي في تصريحات صحفية، "لا صحة لما تداولته وسائل الإعلام بشأن وصول وجبة من اللقاح المخصص للوباء بشكل سري للبلاد وتخصيصه للطبقة السياسية فقط"، لافتًا إلى أنّ "أي سياسي عراقي لم يتلق أي لقاح حتى الآن، فضلًا عن أن اللقاح لم يصل البلاد بعد"، مبينًا أن "اللقاح سيصل نهاية الشهر الجاري بشكل رسمي للبلاد".

 

اقرأ/ي أيضًا: 

تشخيص السلالة الجديدة.. هل تبذر وزارة الصحة الوقت والأموال دون فائدة؟

جدل حول تسجيل أول إصابة بـ"السلالة الجديدة".. لماذا وزارة الصحة "مطمئنة"؟