02-يونيو-2021

جميع التفاصيل لدى الأجهزة الأمنية والقضاء (فيسبوك)

عادت قضية الناشط المغيب سجاد العراقي إلى الواجهة بعد 254 يومًا من اختطافه، و"فشل" الجهات الأمنية بالكشف عن مصيره، بالرغم من "متابعة القضية من قبل رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي"، ودخول جهاز مكافحة الإرهاب على الخط، إلا أن مصير العراقي بقيّ مجهولًا. وطوال هذه المدة، لم يترك أصدقاء العراقي وعائلته بابًا لم يطرقوه، بحسب مقربين من العائلة.

وجهت المطالبات صوب رئيس لجنة الأمر الديواني رقم 29 أحمد أبو رغيف بالتدخل للكشف عن مصير العراقي

ما يميّز حكاية العراقي ويسهل حسمها، هو وجود متهمين اثنين بالمشاركة باختطاف العراقي، إذ صدرت بحقهما مذكرة قبض، بعد أن تمّ التعرف على الأول من قبل أصدقاء العراقي الذين كانوا برفقته أثناء عملية الاختطاف، وهو منتمي لأحد الفصائل المسلحة، أما الثاني، فكان برفقة العراقي وأصدقائه، عندما كانوا متوجهين لزيارة ناشط أصيب في وقت سابق بتفجير "خيمة أكتوبر" في ساحة الحبوبي، واختفى بعد عملية الاختطاف بطريقة غامضة، ما جعله بدائرة الاتهام، فيما كان بين المتهم الأول والثاني صلة قرابة.

صحفيون ونشطاء دشنوا حملة إعلامية للمطالبة بالكشف عن مصير سجاد العراقي، والتي بدأت من خلال وسم "#سجاد_وين_يابورغيف"، الذي تصدر منصة التغريد العالمي "تويتر"، بالنسبة إلى العراق، بالتزامن مع حوار مباشر أجراه ناشطون مع شقيق سجاد العراقي ومرافقي العراقي لحظة الاختطاف عبر منصة "كلوب هاوس"، وتوجهت المطالبات صوب رئيس لجنة الأمر الديواني رقم 29 أحمد أبو رغيف بالتدخل للكشف عن مصير العراقي، خاصة بوجود أسماء متهمين معروفة وأوامر إلقاء قبض صادرة بحقهم.

المختطف عبء.. "تماهل حكومي"

يطرح المقربون من العراقي فرضية تقول إن رئيس الوزراء والأجهزة الأمنية تماهلت في التعامل مع القضية بعد مرور أيام عليها نتيجة الاقتناع بقاعدة أمنية تقول، أنه "كلّما زاد الضغط والتضييق على الخاطف يتحول المختطف إلى عبء فيتخلّص منه".

اقرأ/ي أيضًا: لجنة تقصي الحقائق "الصامتة" أمام التساؤلات.. هل يقع "الحدث المنتظر" في تشرين؟

وما يعضّد هذه الفرضية عند أصدقاء العراقي، هو تكرار نفس الجواب من جميع الشخصيات والقيادات السياسية الذين تحرّكوا عليهم للتدخل، وآخرهم رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، الذي تحدّث قبل أيام إلى شقيق العراقي الأصغر، عباس، وأخبره أنه يتابع القضية باهتمام بالغ، ويعمل على حسمها بأقرب وقت، ويضيف عباس خلال مداخلته عبر منصة "كلوب هاوس"، أن "هذا الحديث سمعته من رئيس الوزراء وقيادة أمنية منذ بداية اختطاف شقيقي، ولا أجد به ما يلبي حاجتي"، لافتًا إلى أن "الغموض يكتنف القضية وهذا ما يعزّز فرضية التماهل، هو إعلان قائد شرطة ذي قار حازم الوائلي خلال الأيام الأولى بعد الاختطاف دخوله بمفاوضات مع الخاطفين وسيطلق سراحه".

ويلفت أصدقاء العراقي إلى أن "التحقيق لم يتناول هذه الجزئية، ولم يسأل قائد الشرطة عن الجهة أو الأشخاص الذين فاوضوه".

"أريد معرفة سجاد.. حيًا كان أم ميتًا"

من جهتها، ناشدت والدة العراقي أجهزة الدولة باستئناف التحقيق مع المتهمين في قضية اختطاف ولدها، كون الشبهات تدور حول أشخاص معروفين لدى السلطات والرأي العام. 

ويبدو أن منسوب آمال الأم بعودة ولدها حيًا قد انخفضت، إذ قالت "أريد معرفة مصير سجاد.. حيًا كان أم ميتًا"، مؤكدة أنها "تطلب أي شيء خارج القانون، تطالب فقط بإكمال إجراءات التحقيق بهدف التوصل إلى الحقيقة".   

وذكرت والدة العراقي، في حوار تلفزيوني، تابعه "ألترا عراق"، أن "الجهة التي خطفت سجاد معروفة وجميع التفاصيل لدى الأجهزة الأمنية والقضاء، حيث تمّ التعرف على أحد الخاطفين من قبل أصدقاءه الذين كانوا برفقته"، موضحة أنها "أبلغت الأجهزة الأمنية والحكومة المحلية والمركزية بتفاصيل الحادث والجهة المتورطة بخطف سجاد ومن أي عشيرة". 

ودعت الخاطفين إلى "الإفراج عن ولدها مقابل التنازل قانونيًا"، مؤكدة أن "ولدها مظلوم ولم يفعل شيئًا سوى المطالبة بالحقوق والمشاركة بالتظاهرات". 

وردًا على سؤال حول إحساسها بأن يكون ولدها حيًا أم ميتًا، ردت والدة سجاد بالقول: "أملي بالله كبير وأدعو الخاطفين إلى إطلاق سراحه لأنه مريض وضعيف ولا يستحق هذا العذاب، وإذا كان ميتًا، فليعلنوا عن مكان دفنه لنعرف بموته".

ووجهت رسالة إلى الحكومة العراقية، داعية إلى "التعاون معها في الكشف عن مصير سجاد العراقي، وإعادة تفعيل اللجان التحقيقية، لأن الأجهزة الأمنية في المحافظة منذ 9 أشهر لم تتحرك تجاه القضية". 

تقول والدة سجاد العراقي إن الجهة التي خطفت سجاد معروفة وجميع التفاصيل لدى الأجهزة الأمنية والقضاء

ووفقاً للشهادة، فقد أوقف مسلحون، يستقلون سيارتي (بيك آب) يحمل أحدهم مسدسًا كاتم الصوت، سيارة تقل سجاد العراقي، في العشرين من أيلول/سبتمبر 2020، وقامت باقتياده إلى جهة مجهولة. 

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

احتجاجات 25 آيار: قوات الأمن تفتح النار على متظاهري ساحة التحرير

احتجاجات 25 آيار تهدر في بغداد: "محاسبة القتلة.. وإقالة الحكومة"