19-أبريل-2021

تحركات قانونية منذ 2017 دون جدوى (فيسبوك)

ألترا عراق ـ فريق التحرير

منذ سنوات طويلة، تدفع أكثر من ألف و200 عائلة بدلات إيجار لتوفير مسكن لهم في مناطق مختلفة من العاصمة بغداد، بينما تراقب "بحسرة كبيرة" أراضيها التي تحمل سندات أصولية باسمهم يتربع فوقها معسكر الصقر جنوبي العاصمة بغداد، والذي تشغله ألوية من الشرطة الاتحادية والحشد الشعبي، وتقف عاجزة عن استغلال أراضيها وبنائها للتخلص من أزمة سكنية تلحق بهم، رغم التحركات القانونية والمناشدات المستمرة دون جدوى.

الأراضي التي يتجاوز عليها معسكر الصقر تقدر بألف و226 قطعة أرض مملوكة لمواطنين معظمهم اشتروها بأموالهم الخاصة

معسكر الصقر، والذي يتمد على مساحة بمئات آلاف الدوانم ويقع قرب منطقة أبو دشير جنوبي العاصمة بغداد، ويضم ألوية من الشرطة الاتحادية والحشد الشعبي، وكان قد تعرض لعدة هجمات بضربات جوية كان آخرها في تموز/يوليو من العام 2019، فيما كانت أصابع الاتهام توجه نحو طائرات أمريكية وإسرائيلية بالوقوف وراءها.

اقرأ/ي أيضًا: "مافيا الأراضي".. نزاع على ملعب كرة قدم يهدد حيًا في بغداد بـ"صدام مسلح"

الأراضي التي يتجاوز عليها معسكر الصقر تقدر بألف و226 قطعة أرض مملوكة لمواطنين معظمهم اشتروها بأموالهم الخاصة، ويمتلكون سندات من طابو البياع بهذه الأراضي، وبعضهم يمتلكها منذ توزيعها عام 2002 من قبل نظام صدام حسين إلى الضباط ونواب الضباط ضمن مقاطعات 2/10 و3/10 التي تسمى مدينة النهرين أو أبو دشير الثانية، والواقعة خلف منطقتي السيدية والتراث وتمتد حتى علوة الرشيد.

تحركات قانونية ومناشدات أطلقها أصحاب الأراضي بمختلف الوسائل، فيما تحصلوا مؤخرًا على كتاب ومخاطبات من قبل أمانة بغداد لإعادة التأكيد على الكتب الموجهة إلى الشرطة الاتحادية ورئاسة أركان الحشد الشعبي، التي سبق أن وجهت إلى هذه الجهات دون جدوى.

عبادة على أرض "مغتصبة"!

ويشغل معسكر الصقر ألوية من الشرطة الاتحادية فضلًا عن اللواء السادس للحشد الشعبي "كتائب جند الإمام"، وبالتزامن مع شهر رمضان يقيم اللواء السادس للحشد الشعبي "ختمة لقراءة القرآن" داخل المعسكر الذي يحتوي على مصلّى أو حسينية كما تظهر صور نشرها إعلام معسكر الصقر، الأمر الذي أثار حفيظة المواطنين أصحاب الأراضي المتجاوز عليها ووجدوها فرصة جديدة لمواجهة ألوية الشرطة الاتحادية والحشد الشعبي، وتذكيرهم بتجاوزهم على أراضي أكثر من ألف و200 عائلة.

وواجه المنشور الذي نشرته صفحة إعلام معسكر الصقر بمئات التعليقات الغاضبة، والتي تذكرهم بأن "صلاتهم وصيامهم غير مقبولة وباطلة لأنها تجري فوق أراضٍ مغتصبة".

ويظهر الموقع الخاص بالاستفتاءات للمرجع الديني الأعلى علي السيستاني الذي تظهر صورته معلقة على إحدى جدران المصلى للواء السادس في الحشد الشعبي في معسكر الصقر، يظهر فتاوى "تحرّم" الصلاة أو الجلوس في الأراضي المغتصبة دون مراجعة صاحب الأرض واستئذانه.

عشرات المخاطبات القانونية منذ عامين

وتقول إحدى أصحاب الأراضي المغتصبة من معسكر الصقر والممثلة عن معظم أصحاب الأراضي لمياء الخفاجي في حديث لـ"ألترا عراق"، إن "معسكر الصقر ومن فيه من ألوية الشرطة الاتحادية والحشد الشعبي يستغلون أراضينا التي تقدر بألف و226 قطة أرض تعود لعوائل وأناس فقراء يدفعون إيراداتهم لسد الإيجارات التي ترهق كواهلهم وتستنزفهم"، مبينة أن "هذه العوائل لا يمر يومًا دون أن تدعي على القوات العسكرية التي تستغل أراضيهم وتشكوهم إلى الله ليرد حقوقهم ويحرر أراضيهم من سطوتهم"، معتبرة أن "صيامهم وقيامهم غير مقبول لأنه يجري على أرض مغصوبة وحتى الماء الذي يتوضأون به غير مباح".

وتبيّن الخفاجي أن "الأراضي تقع تحت سياج المعسكر والذي تشغله قوات تتكون 30٪‏ منها شرطة اتحادية و70٪‏ منها حشد شعبي"، مبينة أنه "في 1 حزيران/يونيو المقبل سننظم تظاهرة كبيرة ونرفع لافتات نعلن فيها أسماء الجهات المستولية على أراضينا ونكتب فيها كل التفاصيل أمام الرأي العام".

وحصل "ألترا عراق" على مجموعة وثائق تضم مخاطبات مختلفة بين أمانة بغداد ودوائر البلدية وقيادة الشرطة الاتحادية وطابو البياع، فضلًا عن دعوى قضائية أقامها مجموعة من أصحاب الأراضي في محكمة البياع، إلا أن لا جدوى حتى الآن من جميع المخاطبات والتحركات القانونية التي تجري منذ أكثر من عامين، دون معرفة السبب وراء عرقلة هذه المسألة، فيما تظهر الوثائق أن التجاوز حصل ضمن توسعة أقامها المعسكر مستخدمًا أراضي المواطنين.

مشكلة ابتدأتها القوات الأمريكية.. مقابل أموال

ليث الثعالبي، وهو ممثل آخر عن أصحاب الأراضي تحدث لـ"ألترا عراق" عن أصل المشكلة، فيما بيّن أن "الأراضي المتجاوز عليها من قبل معسكر صقر تقع ضمن أكثر من 23 ألف قطعة في مقاطعتي  2 و3/ 10 قرب أبو دشير، وهي موزعة منذ 2002 إلا أنه تم إفرازها منذ نحو عامين فقط، وتم حرمان الأراضي التي تفوق الألف و200 قطعة من الإفراز حيث تعذر إفرازها من قبل البلدية بفعل التجاوز عليها من معسكر الصقر".

ويقول الثعالبي إن "التجاوز قديم منذ أن كانت القوات الأمريكية تشغل هذا المعسكر، إلا أن القوات الأمريكية دفعت لكل صاحب أرض في حينها نحو 10 آلاف دولار، فيما سلمت المعسكر بعد انسحابها إلى الشرطة الاتحادية التي بدورها استضافت ألوية من الحشد الشعبي في المعسكر وحتى الآن".

وحول تحركاتهم القانونية، يبيّن الثعالبي أنها "مستمرة منذ عام 2017 وحتى الآن، مضيفًا "تمكنا من الوصول إلى هيئة الحشد الشعبي ولم نتحصل على شيء، ودخلنا إلى المعسكر لنتكلم مع قوات الحشد، يقولون لا نمتلك صلاحيات للتفاوض معكم، وبنفس الوقت رفضوا أن يرشدونا إلى مسؤولهم لكي نتحدث معه، وعندما نذهب إلى قيادة الشرطة الاتحادية يقولون أرفعوا دعاوى قضائية ضدنا"، مبينًا أن "كل جهة تتحدث لنا بطريقة لا نفهم منها شيئًا ولا تحل مشكلتنا، ما يجعلنا لا نعرف من المسؤول عن استمرار التجاوز على أراضينا".

وحاول "ألترا عراق" التواصل مع قيادة الشرطة الاتحادية والجهات المعنية في أمانة بغداد ولكن دون جدوى، وتم رفض الإجابة على معظم الاتصالات.

 

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

الزراعة: لا نمتلك صلاحيات لمنع عمليات تجريف البساتين

أراضي المطار تفتح نيران "الفساد والطائفية".. "سندات عثمانية" للاستثمار!