(1)
تحت ظل ولاعة فضية تعانقَ جرحان
سقط الدم على الدم
الخثرة قمر زمردي
وفي القصة ذئبان
قالت الذئبة:
لساني قديم، وما تبقى من الكلمات عندي
فتات ذاكرة آخرين
حملتها الصحف المبلولة والأوراق الصفراء
لساني قديم ولا أحمل في كيسي سوى قليل من الهوى
والصدق والإيمان
أنا أهواك.. ودم الجرح طريق لأمضي معك فيه.
قال الذئب
لقد أسرفت في السير
وحرائق الغابات أتعبت صدري
عيناي شعاعان تحملهما المسافة بعد اندثار النجوم
اقتربي قليلًا
وكوني عكازي السري
كرامتي ترفض أن أعرج في البيداء
(2)
تحت ظل الولاعة خطف الصمت بعباءة من حرير
كان الرجل وحبيبته يثقبان السقف بنظرتين فارغتين
قالت الحبيبة صِفْني
وسالت على صدره نهرًا يطلب الرحمة من منحدر الشلال
قال الرجل
أنتِ كأس نحاسية فارغة
مطلية بالعطش والغبار
خمرتك منسية في قبو الكنيسة
وعيناك وردتان لم تذقهما نحلة
خلف قميصك يختبئ أرنبان
وبين ساقيك حديقة صغيرة نَدية
نحر ابن آوى ألف حمامة فوقها
يُبست الثمار على أغصان أشجارها كل ربيع
وآن اليوم أن تُقتطف ثمارها.
فقالت الحبيبة صِف الروح واهجر الجسد
قال الرجل
جناح مفرد وقصيدة ناقصة
صدى طفلة تعدو على الأمس
وشعرة بيضاء
تقف خلف باب الأمل الموارب
وتتلصص على الغد بعين واحدة
ثم مسح الرجل بيديه على وجه الحبيبة فاستغرقت في النوم.
(3)
في الصباح كان الذئب في القصة يتكأ على أنثاه
النحلة تشرب كأس الوردة، الطفلة تغني
وعلى المنضدة آنية مملوءة بفاكهة الحديقة
اقرأ/ي أيضًا: