وجدوا في صنعاء تحت الأنقاض
ملاكًا
اسمه ليان
وبين يديه الصغيرتين
مات عصفور ولم ينقر حلمة الإشارة،
فأزاحوا ملامح البنايات عن جناحه المتكسر
وظل يرتعش حليب الدم في صدر صنعاء
ويلمع في الظلام
ليكتبَ حكايتها على شرايين الكواكب
والحياة في خلسة بعيدة
لعنت وجودها
حين رأت سبابتها المتورمة
وهي تكتب على طحين هذه الأرض:
"هذا العالم أصبح نكتة"،
ومن حذرونا بالوصايا قطعوا حبالهم السرية
والآن يقفزون من بطون الأمهات لينقذونا
وكلماتهم مسخت إلى ذباب أزرق يخرج من أفواه المصلوبين على الوجوه الدامية
والريح في صنعاء مزقت ثيابها بالقرب من ليان
وأخرجت فراشها المذهب في الظلام
ليطير معها ويختفي
ثم يخرج من قيامة الأخبار
ليخبر الناس عن هذا الدمار ولا يصدقونه
فيدخل في عيونهم
ويكتب على أجنحة من جفونهم التعيسة:
"تموت بقايا الناس
وليس لها رغبة في الضمير والهاوية"،
ثم ينزل حجاب السماوات
ويحرق كل شيء مع الفراش،
فيهرع البدو المتسامحون في نسائهم..
ومن خلفهم غبار الصلوات الخبيثة..
ليحرقوا صليبًا من خشب الورد..
ويشعلوا به صنعاء مرة أخرى
ولا تشتعل،
فيقترعون فيما بينهم
على ثوب ليان الممزق تحت الأنقاض
مثلما اقترع اللصوص على ثوب المسيح
في دول البترو/دولار الكبرى.
اقرأ/ي أيضًا: