17-سبتمبر-2019

قال عبد المهدي إنه لن يقبل استقالة العلوان "بهذه السهولة" (فيسبوك)

الترا عراق - فريق التحرير

"عزيزي الدكتور.. تعلم جيدًا أنني لن اقبل استقالتك بهذه السهولة"، هكذا رد رئيس الحكومة عادل عبد المهدي على طلب الإعفاء من المنصب الذي تقدم به وزير الصحة علاء الدين العلون، رد ربما يكشف حجم الأزمة التي يواجهها عبد المهدي على مستويات كثيرة، منها ما يتعلق بكابينته الحكومية التي لا تزال ناقصة.

رفض رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي استقالة وزير الصحة ومنحه إجازة للتفكير وتهيئة "ظروف" تحميه" من الفاسدين

جاءت استقالة العلوان التي أعلن عنها مطلع الأسبوع، في ظل ظروف حرجة تواجهها البلاد على مستوى التحديات الخارجية وبالتزامن مع ارتفاع مستويات التوتر وعودة العراق إلى قلب العاصفة، بعد استهداف منشآت نفطية سعودية، ومعلومات عن وقوف فصائل مسلحة عراقية وراء الهجوم.

اقرأ/ي أيضًا: ليست المرة الأولى.. ما أسباب "إصرار" وزير الصحة على الاستقالة؟

قال العلوان، إنه يواجه ضغوطات نواب في البرلمان تستهدفه شخصيًا، كما اتهم جهات بعرقلة محاولات الإصلاح داخل وزارة الصحة، التي تعد واحدة من أبرز مصاديق الفساد في البلاد، وهو ما دفع وزراء آخرين إلى التحدث عن الضغوطات من بينهم وزير الإسكان والإعمار بنكين ريكاني ووزير الخارجية محمد علي الحكيم، مما يشي بأن وزراء آخرين ربما يلتحقوا بالعلوان "هربًا من الفاسدين".

قال ريكاني، إن "أكثر ما يزعجه هو توسط مسؤولين وأثرياء لتعيين أبنائهم، فقط لأنهم ضايجين"، فيما كتب الحكيم تغريدة قال فيها، إن "استقالة الوزير علاء العلوان وزير الصحة تحت ضغط من الفاسدين حققت لهم مكسبًا وقتيًا لا غير"، مشددًا أن "علينا جميعا إذا أردنا أن نبني دولة المؤسسات التصدي للابتزاز والضغط"، فيما حمل الكتل السياسية الكبيرة ومسؤوليها "جزءًا كبيرًا من المسؤولية"، على حد تعبيره.

يرى مراقبون، أن عبد المهدي يعلم جيدًا أن أي ثغرة جديدة في حكومته التي لا تزال حقيبة التربية فيها شاغرة، قد يسهل من الدفع بها نحو النهاية سريعًا، وهو ما تتحدث عن كتل سياسية وأطراف منذ أشهر، ما يدفعه إلى التمسك بشدة بوزير الصحة في محاولة لمنع انفراط كابينته، في ظل التعقيدات الكبيرة التي تواجهها محاولة توزير شخصية أخرى، والعودة إلى مربع ترشيحات الكتل السياسية ومزاجها.

قال عبد المهدي في رده على الاستقالة، : "عزيزي وزير الصحة الدكتور علاء المحترم، يؤسفني استلام كتاب استقالتكم فأنت أحد الرموز البارزين لهذه الوزارة، وإنك قمت خلال فترة قصيرة بعمل مؤسساتي وبنيوي كبير نفتخر به جميعًا، وأن استمرارك معنا أمر ضروري لإنجاز ما بدأته ولاستكمال المنهاج الذي تعاهدنا على تحقيقه. نعم، أنني أعلم ان الصعوبات كبيرة، وأن المخلصين الذين نذروا أنفسهم لوطنهم ويتمسكون بمهنية قراراتهم واستقلالية سياسياتهم طالما يتعرضون لشتى أنواع الضغوطات لانهم يتصدون لأمور جدية وإصلاحية يتضرر منها يقينًا من يصر على استمرار الفساد والدفاع عن مصالحه الخاصة".

يرى مراقبون في "تشبث" عبد المهدي بوزير الصحة محاولة لـ "إنقاذ" حكومته السقوط في فخ الإطاحة في ظل إشارات "تبرم" من وزراء آخرين

وأضاف، : "عزيزي الدكتور.. تعلم جيدًا انني لن أقبل استقالتك بهذه السهولة، واؤكد لك بأنني استلمت كما هائلًا من الاتصالات التي تؤيد موقفي الرافض لها وتشجعني عليه. لكنني احترامًا لموقفك وتقديرًا لظرفك قررت منحك إجازة ليس فقط للتفكير بل أيضًا لكي تعود إلى عملك في ظروف تحميك من الإساءات والتجاوزات اللادستورية واللاقانونية واللاأخلاقية لتستمر بتقديم خدماتك إلى بلدنا الحبيب، العراق. سنبقى على اتصال وتقبل مني كامل التقدير والاحترام".

 على مستوى البرلمان، وجهت رئاسته لجنة الصحة بتقصي الأسباب التي دفعت الوزير إلى الاستقالة، فيما تحركت الهيئة السياسية للتيار الصدري ضد "بطل" محاولات استجواب الوزير علاء الدين العلوان، عضو كتلة سائرون جواد الموسوي.

ذكر بيان للهيئة، أنها "قررت تجميد الموسوي ستة أشهر، وإحالته إلى اللجنة الإنضباطية، بسبب عدم إلتزامه بضوابط العمل وسوء استخدام الدور الرقابي". كانت مصادر سياسية قد تحدثت أن الضغوطات التي تعرض لها الوزير جاءت من طرف كتل كبيرة لها مصالح في وزارة الصحة تتعلق بشحنات دواء وغيرها.

 

اقرأ/ي أيضًا:

الصحة العالمية: مستشفيات العراق لا توفر 50% من الأدوية الرئيسية

الصحة.. تكتم على الموت البطيء وانتشار الأوبئة ودفع نحو الهند وإيران