26-مارس-2017

بطرس المعري/ سوريا

ميت هذا النهار بدمعة
وصغيرٌ مثلَ قطرةِ صمت.

سَأَبكي عليهِ بلا هوادة
في سرِّي الذي لا يعدُّ ظَلامًا
لأَنَّ دماءَهُ مِنْ أَلق
لأَنَّ وجهَهُ من مَشَارق
لأَنَّ أَعيادَهُ سُدى
لأَنَّ أَعوامَهُ من تراب
سأَبكي عليهِ بلا هوادة
لأَنَّ عيونَهُ جمر
ولأَنَّ أمّهُ سَتَسعَى إِليهِ
في رفيفِ طَيْفِها.
*

سأضيءُ ليالي سِرَّهُ
سأسكبُ في عيونِهِ سَرابي
سأَنفقُ بعضَ آمالي
بصيصًا من قامةِ السُّحاب
وسأنكسرُ مثلَ شجرةٍ
وأَكونُ مكتسيًا بأَسمائِي.
*

سأبكي عليه بلا هوادة
لأنه يتشظى من الهواء:
- رملًا مُجعدًا بالسيوف
- بطلًا مكدودًا بالذنوب.
*

سأَبكي عليهِ
على اعتبارِ أنَّهُ النورُ وأنَا "الظَلمَة"
على اعتبارِ أنَّهُ القوسُ وأَنا الشجرة
وسأحترقُ أسىً عليه
لأَنَّ أيَّامهُ كالحات
لأنَّه مسحوقٌ بالضوءِ
لأَنَّ نساءَهُ خائنات
لأَنَّ فمَهُ مثلَ نَبع
لأَنَّهُ سَيموتُ يومًا مكتسيًا بالحُلم.

 

اقرأ/ي أيضًا:

على قدرِ أهلِ الشوقِ تبكي الحمائمُ

للغائب سبعون ألف عذر