ودع العراق، الأربعاء الماضي 17/نيسان 2019 أحد رواد الثقافة العراقية، الأديب والناقد جاسم العايف عن عمر ناهز 75 عامًا، إثر جلطة دماغية في مستشفى البصرة الجمهوري. حيث نعاه الشاعر جمال جاسم آمين بقوله: ألف تلويحة حزن لا تكفي لوداع ناحل مثل جاسم العايف!.. على شط العرب أن يتوقف دقيقة حداد.
ساهم العايف منذ العام 1972 في النشاط الثقافي - الأدبي، والنشر في البصرة والعراق والوطن العربي، وتقديم نتاجاته ومتابعته الثقافية في الصحف والمجلات العراقية والعربية
جاسم العايف من مواليد 1944 في البصرة، عمل ككاتب وناقد فضلًا عن عمله في الصحافة. بدأ في نشر نتاجه الثقافي عام 1965 في الصحف والمجلات العراقية والعربية، ومنها: "الأنباء الجديدة، المنار الأدبي، جريدة الثورة العربية، مجلة شعر المصرية، مجلتي المعارف، والثقافة الوطنية – بيروت"، وحين بدأ النشر كان سجينًا سياسيًا في سجن الحلة المركزي منذ نيسان/أبريل 1964 بسبب انتمائه للحزب الشيوعي، وكان قبلها قد أوقف عام 1962 وهو طالب في الصف الثالث متوسط.
ساهم العايف منذ العام 1972 في النشاط الثقافي - الأدبي، والنشر في البصرة والعراق والوطن العربي، ونشر نتاجاته ومتابعته الثقافية في الصحف والمجلات العراقية والعربية، ومنها : "الثقافة الجديدة، الطليعة الكويتية، الطريق اللبنانية". وفي صحف: "الفكر الجديد، الثورة، الجمهورية، طريق الشعب، التآخي، العراق، الراصد، المرفأ، العلوم اللبنانية.. الخ".
اقرأ/ي أيضًا: نوتردام والثور المجنح.. لماذا سكت العالم عن "اغتصاب بلاد الرافدين"؟
شهد عام 1979 توقف العايف عن النشر والنشاط الثقافي، بإرادته الخاصة، وبعد سقوط النظام في 9 نيسان/أبريل عام 2003، عاود النشر في الصحف والمجلات العراقية والعربية.
كما أصبح عضوًا للجنة المتابعة في اتحاد الأدباء والكتاب في البصرة بعد سقوط النظام، وإعادة هيكلة اتحاد الأدباء والكتاب في البصرة، خلال مؤتمر موسع للهيئة العامة بتاريخ 23 نيسان/أبريل 2003، لغاية العدد الرابع، في مجلة اتحاد أدباء وكتاب البصرة "فنارات"، والتي صدرت بعد سقوط النظام، ونشر فيها بعض المواد الأدبية والمتابعات الثقافية.
ثم انتخب عضوًا في اللجنة الثقافية لاتحاد أدباء وكتاب البصرة، ومنسق النشاط الثقافي في الاتحاد، لغاية منتصف عام 2005. وكان عضو اللجنة التحضيرية لمهرجانات المربد بعد الغزو، لغاية المهرجان التاسع، ورئيس تحرير جريدة مهرجان "المربد" الثالث عام 2006، دورة الشاعر "عبد الكريم كاصد".
انتخب العايف، لرئاسة المؤتمر الانتخابي الثاني والرابع لاتحاد أدباء وكتاب البصرة، وهو عضو هيئة تحرير جريدة "الحقيقة" الأسبوعية، التي صدرت في البصرة، بعد سقوط النظام، وتوقفت في العدد (34) عن الصدور لأسباب مالية.
في الفترة ما بين 2005 – 2008 عمل مسؤولًا لقسم المحليات في جريدة "المنارة"، نصف الأسبوعية، والتي تصدر في البصرة، عن مؤسسة الجنوب للطباعة والنشر والإعلام، وتوزع في كل أنحاء العراق، وبعض دول الخليج العربي، وكتب فيها عشرات المواضيع الأدبية، الفكرية، الثقافية، والسياسية.
عمل الأديب في عدد من الصحف والمجالات ونشر الكثير من المواضيع الثقافية والأدبية، وألف أربعة كتب، على الرغم من توقفه عن النشر والنشاط الثقافي من عام 1979 حتى 2003
في 2009 عمل في مجلة "مرايا" الشهرية، والتي تصدر في البصرة عن "مؤسسة المستشار للدراسات الإستراتيجية، ونشر فيها الكثير من المواضيع في مختلف المجالات، وقد توقفت عن الصدور بعد العدد (48) لأسباب مالية.
منذ عام 2005 نشر كثيرًا من المواضيع الثقافية والمتابعات السياسية والفكرية، في الصحف العراقية العربية ومنها: "الصباح، الصباح الجديد، المدى، طريق الشعب، العالم، التآخي، صحيفة الأخبار الأسبوعية التي تصدر عن شبكة الإعلام العراقية في البصرة، مجلة الثقافة الجديدة، الملحق الثقافي لجريدة الاتحاد الإماراتية، وغيرها"، كما نشر في الصحف الالكترونية، ومنها: "مركز النور، الحوار المتمدن، الناس، كتابات، المثقف، الجيران، ومجلة بصرياثا الثقافية - الأدبية.
كما عمل في عام 2013 -2015 عضوًا في هيئة تحرير جريدة "الأديب الثقافية" التي تصدر عن مركز "تنوير بغداد"، وهي الصحيفة الوحيدة في العراق المتخصصة بالشأن الثقافي الأدبي فقط، ونشر فيها عددًا من الدراسات الأدبية والمتابعات الثقافية. وهو عضو اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين، واتحاد الكتاب والأدباء العرب، وعضو عامل في نقابة الصحفيين العراقيين.
منح العايف ضمن 13 صحفيًا وأديبًا بصريًا شهادة من جامعة لاهاي العالمية للصحافة والإعلام ومقرها في هولندا، مع وشاح ووسام الجامعة، وفي حزيران/يونيو 2015، منح وسام مجلة الشرارة التي تصدر في مدينة النجف، لمساهماته الثقافية والفكرية والأدبية والمتواصلة فيها.
صدر له من الكتب:
1- قراءات أولى.. دراسات في الأدب والفن والفكر.
2- مقاربات.. في الشعر والسرد.
3- سحر القراءة.
4- في الق الكتب صدر له في مطلع عام 2019.
رأى الأديب والناقد جاسم العايف أن عدم معالجة الوضع في العراق بمسؤولية وطنية سيؤدي إلى انهيار البلد لتبقى الأجيال القادمة "تنوح وتندب وتندم"
رحل العايف وترك فراغًا ثقافيًا كبيرًا في وطنه الذي أحبه بصدق، وكتب فيه في مقال له جاء بعنوان (في رثاء العراق...؟!): "إن عدم معالجة الوضع العراقي، حاليًا، بمسؤولية وطنية - تاريخية لابد منها سيؤدي إلى انهيار بلدٍ اسمه (العراق) حاليًا وماضيًا ، ولن يكون كما كان مستقبلًا، وستبقى الأجيال القادمة تنوح وتندب وتندم، ونحن معها، على (عراقٍ) تسرب منها ومنا إلى الأبد".
اقرأ/ي أيضًا:
بـ25 ألف كتاب وفعاليات جديدة.. موسم سابع لـ"أنا عراقي.. أنا اقرأ"