30-سبتمبر-2020

أصدرت الرئاسات وزعماء قادة كتل سياسية عراقية بيانات تعزية

الترا عراق - فريق التحرير

أعلنت الحكومة العراقية، الحداد العام في البلاد على أمير الكويت الراحل صباح الأحمد الجابر الصباح.

أعلن العراق الحداد يومًا واحدًا على أمير الكويت الراحل صباح الأحمد الجابر الصباح 

وذكر مكتب رئيس الحكومة في بيان، فجر الأربعاء 30 أيلول/سبتمبر، أن "العراق يشارك حكومةً وشعبًا الأشقاء في دولة الكويت الشقيقة أحزانهم برحيل سمو الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح".

وأضاف البيان، "بهذه المناسبة الأليمة، تقرر إعلان الحداد الرسمي العام في عموم أنحاء جمهورية العراق ليوم واحد، الثلاثين من أيلول الجاري، وفاءً لذكرى الفقيد الكبير، ولمواقفه المشرّفة إزاء العراق والقضايا العادلة، وجهوده في بسط الأمن والاستقرار في المنطقة. تغمد الله الفقيد بواسع رحمته، وألهم الأشقاء في الكويت صبرًا جميلاً".

"رجل السلام.."

وأصدرت الرئاسات في العراق فضلاً عن رؤساء كتل وشخصيات سياسية بيانات تعزية بوفاة الأمير الكويتي.

وقال رئيس الجمهورية برهم صالح في تدوينة عبر تويتر، إن الصباح "كان الأخ الكبير والزعيم الحريص على شعوب المنطقة، وقد عرفناه بإنسانيته وحرصه على علاقات عراقية كويتية متينة، وقد عمل بدون كلل على جمع الكلمة ومغادرة الخلاف، حتى أضحى مثالاً للسلم والخير".

فيما قال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في بيان، إن "الأمة والمنطقة جمعاء فقد ت برحيل أمير الكويت رجلاً لم يدّخر جهدًا في سبيل دعم الأمن والاستقرار الإقليميين، وضمان الرفاه والتقدم لشعب الكويت الشقيق والشعوب الجارة، وساهم الراحل الكبير في تعزيز مسيرة العراق الجديد، الخارج من نير الدكتاتورية، مثلما وقف معه وهو يواجه الإرهاب وينتصر لأرضه ووجوده".

بدوره، وصف رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي في تغريدة، الأمير الراحل بـ "الأب الشيخ القائد ورأس حكمة العرب، والسياسي المحنك المعطاء والناصح"، مؤكدًا أن "العراق فقد برحيله قائدًا داعمًا ومحبًا للعراقيين ومناصرًا لقضايا العرب والمسلمين".

من جانبه، قدم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، تعازيه للشعب الكويتي برحيل الصباح، وأعرب عن أمله بأن "يعم السلام في الكويت في ظل حكومتها وأميرها الجديد"، وهو ذات الموقف الذي صدر عن رئيس تحالف عراقيون عمار الحكيم ورؤساء كتل وشخصيات سياسية بارزة.

وأعلن الديوان الأميري في الكويت، الثلاثاء 29 أيلول/سبتمبر، وفاة الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح، قبل أن يعلن مجلس الوزراء الكويتي أن ولي العهد الكويتي نواف الأحمد الجابر الصباح، أصبح أميرًا للبلاد، خلفاً للأمير الراحل.  

آخر لقاء.. أجواء ودية و"مسكوف"

وزار الأمير الكويتي الراحل، العراق مرتين خلال فترة حكمه، كانت الثانية في حزيران/يونيو 2019، واستمرت يومًا واحدًا وسادتها أجواء "ودية"، على الرغم من تزامنها مع أجواء متوترة وتصاعد التهديدات بين الولايات المتحدة الأمريكية.

زار الأمير الراحل العاصمة بغداد مرتين وشهدت الأخيرة أجواءً ودية على الرغم من تصاعد التوتر في المنطقة 

وقالت مصادر حضرت مراسم استقبال الأمير الكويتي حينها، إن "الرئاسة العراقية تلقت اتصالاً من طائرة أمير الكويت أثناء تحليقها في الرحلة إلى العراق، ونقل مسؤول المراسم الكويتية رسالة مازحة من الأمير الكويتي إلى الجانب العراقي".

وبينت المصادر لـ"الترا عراق"، أن "الرسالة المازحة كانت طلب سمك مسكوف على الطريقة العراقية على وجبة الغداء"، مشيرًا إلى أن "الجانب العراقي أخذ المزحة الكويتية على محمل الجد، حيث أعدت الكوادر المختصة السمك المسكوف على الطريقة العراقية خلال وجبة الغداء التي جمعت الوفد الكويتي الزائر بالمسؤولين العراقيين".

الصباح في سطور..

وولد صباح الأحمد الصباح في 16 حزيران/يونيو 1929، ويكون بذلك قد رحل عن الدنيا عن عمر ناهز 91 عامًا.

وعرف صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت الخامس عشر منذ الاستقلال عن بريطانيا بلقب "عميد الدبلوماسية والعربية الكويتية " وذلك لتوليه قيادة دبلوماسية بلاده لأربعة عقود. 

وكان صباح الأحمد قد أدى دورًا بارزًا  عام 1990، بعد احتلال نظام صدام حسين للكويت، من خلال جهوده الدبلوماسية في حشد الدعم الدولي لقضية بلاده حينها.

تولى صباح الأحمد الصباح منصب أمير الكويت أواخر كانون الثاني/يناير 2006، عقب وفاة الأمير جابر الأحمد الصباح، وبعد تنازل سعد العبد الله الصباح، ولي العهد السابق، بسبب المرض.

ولعب الصباح دورًا بارزًا في عدد من ملفات المنطقة، بما في ذلك الخلاف الكبير بين قطر وجاراتها، واستضافة بلاده لمؤتمرات خاصة بالمانحين لتوفير المساعدات لدول مزقتها الصراعات مثل العراق وسوريا.

وكانت منظمة الأمم المتحدة قد كرمت صباح الجابر الصباح في 9 أيلول/سبتمبر 2014 بلقب "قائد العمل الإنساني"، كما جرت تسمية الكويت "مركزًا للعمل الإنساني"، تقديرًا من المظمة الدولية لجهودها وأميرها في خدمة الإنسانية.

وعانى الأمير الراحل في السنوات الأخيرة من المرض، وقضى في عام 2019 أسابيع للعلاج في الولايات المتحدة، وعاد إلى هناك في 23 تموز/يوليو الماضي  لاستكمال العلاج بعد جراحة خضع لها في الكويت.

أدى الأمير الراحل دورًا بارزًا عام 1990 بعد احتلال نظام صدام حسين للكويت وعرف بمواقفه المتزنة الداعية للسلام  

وأعلن قبل ذلك، في 18 تموز/يوليو نقل بعض صلاحيات أمير البلاد إلى ولي عهده، نواف الأحمد الجابر الصباح الأمير الجديد، البالغ من العمر 83 عامًا. 

ويتولى آل الصباح حكم البلاد منذ منتصف القرن الثامن عشر، وعلى الرغم من نظام الحكم الوراثي، إلا أن اختيار أمير البلاد يخضع إلى عدة قواعد وأعراف إضافة إلى دستور البلاد الذي ينظم عملية انتقال السلطة.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

الكاظمي يتلقى رسالة من أمير الكويت

العراق في مواجهة مثلث التصعيد الخليجي.. هل فشلت الوساطة بين طهران وواشنطن؟