11-يوليو-2020

تعرضت مساحات واسعة من الأراضي في بغداد إلى حملات استيلاء منظمة

منذ عام 2003، وما أن أصبحت الدولة شبه غائبة ظهرت أشكال جديدة من المافيات أسهمت في تهشيم الحالة العراقية وجعلتها مشوشة وفوضوية وعلى رأسها "مافيات الأراضي"، والتي قد يكون جزء كبير منها مرتبط بمؤسسات ووزارات، حيث استولت على أراض بعضها يعود إلى أشخاص غالبيتهم يعيشون خارج البلاد، ولا يملكون القوة اللازمة للحفاظ عن أملاكهم.

تعرضت مساحات واسعة من الأراضي في العاصمة إلى حملات استيلاء منظمة منذ 2003

في جانب الرصافة شرق القناة تحديدًا هناك مساحات فارغة كبيرة جدًا، سُكِنتْ ووزعت بطريقة عشوائية دون أي عناية بالتخطيط العمراني لمدينة بغداد، ومن دون دراسة لحاجة بغداد الفعلية من الدور السكنية، بالإضافة إلى أن هذه المناطق العشوائية والزراعية لا تملك أي خدمات، أو مراكز صحية، أو مدارس حتى، وتعتاش على المناطق الأصولية المجاورة، وباتت الخدمات المخصصة لمنقطة رسمية واحدة تتوزع على ثلاثة مناطق أو أكثر.

سكان هذه العشوائيات أغلبهم من الفقراء ومحدودي الدخل، أو ربما النازحين من الجنوب وعادة ما يتم استغلالهم قبل كل انتخابات.

وبعد أن سُكِنتْ تقريبًا أغلب المساحات والأراضي التي كانت فارغة، يستعد تجار الأراضي لجولة أخرى ل استغلال الأمتار المتبقية هنا وهناك، مثلما حصل مؤخرًا من محاولة استيلاء على ملعب لكرة القدم في منطقة البلديات في حي الصحافيين تحديدًا.

حيث تجري منذ فترة ليست بالقصيرة محاولات تدعمها جهات نافذة وشخصية متمرسة في قضم الأراضي، لمصادرة المساحة الوحيدة المتبقية في المنطقة، شرقي العاصمة، والتي يقع عليها ملعب كرة القدم، فيما يحاول ساكنو الحي الوقوف بوجهها، وفق شهادت بعضهم لـ"الترا عراق".

ويقول أبو علي اللامي، أحد سكان المنطقة، إن "هذا هو المكان الوحيد الذي بقي لنا، حيث يجتمع عشرات الشبان والرياضيين للمارسة الأنشطة الرياضية ولعبة كرة القدم".

ويضيف، "لا أعرف جدوى خنق المنطقة بالاستيلاء على المتنفس الوحيد الوحيد، بالنهاية البيوت التي سوف تبنى هنا ستكون عبئًا إضافيًا على الخدمات في ظل واقعها السيء أساسًا".

من جانبه يقول حيدر عبد الله، أحد الشبان الذين اعتادوا لعب كرة القدم في الساحة المخصصة منذ سنوات، "لقد خاطبنا أمانة بغداد، والجهات الأمنية، وإلى الآن لم نحصل على جواب يمنع العصابات من محاولتهم للسطو على الملعب. لا أعتقد أن ثمة غياب للدولة أكثر من هذا".

وينتظر الأهالي منذ أيام حلاً لهذه المشكلة، دون جدوى، ما دفع بعض  الشبان إلى حمل السلاح للدفاع عن الملعب، كما يقول أحد وجهاء الحي والذي رفض الكشف عن هويته لتجنب التعرض إلى مخاطر قد تهدد حياته وأسرته.

ويضيف، "نحن نخشى على شبابنا وفي اللحظة نفسها هذه الساحة هي ملك المنطقة ومن الغريب أن تأتي جماعات من خارج المدينة تريد أن تقسمها بشكل عشوائي ، نريد حلاً قبل أن يقع الصدام مباشر بين شبابنا والجماعات".

وفي ظل تلك الأجواء المشحونة تدخلت بعض الأطراف العشائرية والوجهاء لـ"تجنب الفتنة"، إلا أن المشكلة مازالت قائمة حتى الآن.

مؤخرًا، استغلت تلك الأطراف وبعض تجار الأراضي أزمة الجائحة، وأقدموا على تحطيم ملعب كرة القدم، وهو ما عده بعض شبان الحي "انتهاكًا وإهانة لحرمة منطقتهم".

بالمقابل، فتح وجهاء الحي قنوات اتصال مع جهات رفيعة، على أمل إيجاد حل للأزمة، ما دفع السلطات إلى نشر دورية أمنية قرب الساحة، وفي حين يؤكد طرفا النزاع امتلاك ما يثبت بطلان حجة الآخر.

يدور نزاع حول مساحة يقع عليها ملعب شعبي لكرة القدم بين جهة متهمة بمحاولة الاستيلاء وأبناء حي سكني في العاصمة

وحصل "الترا عراق"، على نسخ من كتب رسمية تشير إلى أن الجهة المتهمة  تحاول وضع اليد على المساحة المشار إليها دون وجه حق، فيما يؤكد أحد سكان الحي ويدعى أبو جعفر، أن ذات الشخص الذي يحاول وضع يده على الأرض قد "استولى سابقًا على مساحات كبيرة ثم وزعها كقطع سكنية مستغلاً ضعف الدولة، وغياب رقابة القانون".

وتشير الأوراق الرسمية، إلى أن أمانة بغداد والجهات المسؤولة تعاونت على المستوى الرسمي لإثبات عائدية الأرض، فيما تجري محاولات تجريف الساحة على قدم وساق، على الرغم من عدم البت في الأمر.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

من "الإرهاب" إلى "المكاتب الاقتصادية".. أين تختفي سجلات وأضابير أراضي الموصل؟

أراضي المطار تفتح نيران "الفساد والطائفية".. "سندات عثمانية" للاستثمار!