23-مايو-2022
العواصف الترابية

خسائر في الزراعة والثروة الحيوانية (Getty)

ألترا عراق ـ فريق التحرير

بعد أن بدأت تتوالى العواصف الترابية على العراق بشكل شبه أسبوعي، وتتوقف حركة المطارات وتؤثر على المحاصيل الزراعية في المحافظات التي تشهد تراجعًا حادًا بالأصل في الزراعة جرّاء شحة المياه، بدأت الأسئلة تطرح عن الخسارات التي تسببها هذه الموجات وما هي الآثار البعيدة على الاقتصاد العراقي بشكل عام. 

العواصف الترابية تقوم باقتلاع النباتات من الأرض ما يؤدي إلى تلف في الأراضي الزراعية

وخلال الشهرين الماضيين، تعرّضت الكثير من المشاريع الزراعية في عموم المحافظات لخسائر تجاوزت 40% جراء العواصف الترابية، بحسب معلومات حصل "ألترا عراق" عليها من رئيس اتحاد الجمعيات الفلاحية، حسن التميمي. 

ويقول رئيس اتحاد الجمعيات الفلاحية، إنّ "المزارعين يتكبدون الخسائر الكبيرة نتيجة العواصف الترابية في العراق خاصة بعد تكرارها بشكل لافت، مبينًا أنّ هذه الخسائر "ستتضاعف مع قدوم كل عاصفة جديدة".

والعواصف الترابية التي يشهدها العراق تقوم باقتلاع النبات من الأرض ما يؤدي إلى التلف في الأراضي الزراعية، وفقًا للتميمي. 

كما أنّ موجات الغبار الأصفر لم تسفر عن خسائر فقط للقطاع الزراعي والمحاصيل تحديدًا، بل تعدّت ذلك ـ والكلام للتميمي ـ إلى التأثير على المواشي وحظائر الرعي لها، حيث "ترتفع نسبة الغبار ما يؤدي لاختناق العديد من الحيوانات ونفوقها". 

وتؤدي العواصف إلى تأخر عمليات نثر البذور وتوقف عمليات الحصاد والتسويق للمحاصيل في مختلف المحافظات، حيث يترتب على ذلك ـ بحسب التميمي ـ تبعات مالية "تقع على عاتق المزارعين الذين يعانون من الأساس من تأخر مستحقاتهم وقلة الدعم الحكومي لهم".

ولفت التميمي إلى أنّ "كل هذه الخسائر هي تعدّ إضافية لما يعانيه المزارع من تكبده مبالغ طائلة لشراء الأسمدة والمعدات طيلة الموسم الزراعي، مؤكدًا إنّ المبالغ التي تدفعها الحكومة للمزارع مقابل تسويق محاصيله غير كافية لسد التكاليف وانما جزء مما تم انفاقه.

العواصف

وشدّد التميمي على أهمية أن تضع "الحكومة الخطط الواضحة التي تساعد المزارعين وهذه المشاريع لحماية محاصيلها وثروتها الحيوانية في ظل هكذا ظروف سيئة عبر توفير الأحزمة الخضراء أو بدائل عنها، لافتًا إلى أنّ "استمرار هذه الأوضاع لا يمكن أن يسفر عن تحقيق أي اكتفاء ذاتي خاصة وأن العواصف ستكون متكررة بأغلب أيام السنة، كما أنها باتت كعدو آخر مثل الاستيراد الذي ينافس في الأسواق بقوة ودمر الزراعة المحلية". 

وفعلًا، في أوقات سابقة من العام 2022، توقعت وزارة البيئة العراقية، أن ترتفع الأيام التي ستشهد العواصف الترابية إلى 300 يوم بحلول العام 2055، لكنّ الإحصائيات المسجلة من قبل الهيئة العامة للأنواء الجوية تقول إنّ عدد الأيام المغبرة ارتفع من 243 يومًا إلى 272 يومًا في السنة لفترة عقدين من الزمن.

حركة الطيران

وتتوقف حركة الملاحة الجوية في مطارات العراق، عند كل عاصفة ترابية، لكنّ هذا الأمر لا يترتب عليه خسائر مالية، بحسب مدير إعلام سلطة الطيران المدني العراقي، جهاد الديوان. 

ويقول الديوان لـ"ألترا عراق"، إنّ "تكرار العواصف الترابية في البلاد يعد أمرًا ليس له تبعات على حركة الطيران سواء في مطار بغداد أو البصرة أو النجف وحتى إقليم كردستان، معللًا ذلك بأنّ "العاصفة اليوم الاثنين أوقفت الرحلات لمدة ثلاث ساعات فقط تم خلالها تأجيل مواعيد الرحلات فقط ولم يتمّ إلغاء أي رحلة". 

ويوضح الديوان أنّ الرحلات عندما يتم تأجيلها لموعد آخر لا يعتبر خسارة للمطار أو الطائرة أو المسافرين لكون حقوق "جميع الأطراف محفوظة ويتم منحها كما هي بالموعد الجديد بعد ساعات أو بموعد محدد وفقًا للظرف الذي يحصل، مبينًا أنّ "حركة الطيران عادت الآن بشكل طبيعي بعد استئناف الرحلات نتيجة اعتدال الرؤية الجوية وفقًا لهيئة الأنواء وأبراج الرصد". 

العواصف

ويمكن تلخيص أسباب العواصف الترابية في العراق بـ4 نقاط، وفقًا لمواد صحفية سابقة كتبها "ألترا عراق"، وهي "الجفاف، والتصحر، وسرعة الرياح، وقلة الأمطار". 

ويعزو مسؤولون ما يحدث إلى "التغيير المناخي" الذي يشهده العالم، لكن وزير الموارد المائية الأسبق، حسن الجنابي، وبحسب حديث سابق لـ"ألترا عراق"، يخالفهم الرأي في ذلك، قائلًا إنّ "التغير المناخي ليس له علاقة بالجفاف الذي يحصل في البلاد، كون التغير في الطقس غير مسؤول عن تلوث الأنهر أو انخفاض المياه في البلاد"، مبينًا أنّ "الجهات التي تقف وراء الإجراءات التنفيذية والتخزينية والتشغيلية في العراق أو دول المنبع هي المسؤولة عن انخفاض منسوب المياه والجفاف الذي بدأ يضرب البلاد خلال الفترة الماضية".