16-نوفمبر-2021

تهديد مستمر بالتصعيد (Getty)

ألترا عراق ـ فريق التحرير

تستمر الاعتراضات من قبل الكتل السياسية الخاسرة في الانتخابات البرلمانية التي أُجريت مؤخرًا، وقد تحولت الاعتراضات فور إعلان النتائج الأولية إلى اعتصامات قرب المنطقة الخضراء وتطورت إلى اشتباكات مع قوات الأمن، في وقت لا يشهد الموقف السياسي أية تحركات ولقاءات فعالة تشي بانبثاق تحالفات حاسمة من جهة، أو قناعات بالمضي وفق النتائج المعلنة.

في حديث عن إمكانية منح مقاعد ترضية للقوى الخاسرة في الانتخابات أشار عضو في تيار الحكمة إلى أن الأمر بعد تقديم أدلة على وجود شكوك بالنتائج بات ليس منحةً وإنما حقوقًا

وسط هذا المشهد، طرح رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم الذي حصل على مقعدين فقط في مجلس النواب مبادرةً "للخروج من الانسداد السياسي ومراجعة القانون الانتخابي والمفوضية وإجراءاتها" حيث أطلق الحكيم عنوانًا غير مألوف للقوى الفائزة يستند إلى جمع الفائزين "على مستوى المقاعد أو الأصوات" قال إن الهدف منه هو "إعادة التوازن للعملية السياسية".

اقرأ/ي أيضًا: شعار انتخابي ذوبته النتائج.. "قوى الدولة" تنطق بخطاب الفصائل المسلحة

وضع الحكيم توصيات عدّة لهذه المبادرة من بينها "تقسيم الأدوار بين الحكومة والبرلمان القادم من حيث تمكين الفائزين في الحكومة كما المعارضين والممتنعين في البرلمان لإيجاد حالة من التوازن السياسي"، كما أشار إلى "التصويت على ورقة الاتفاق الوطني كقرار برلماني في أولى جلساته الرسمية".

بالتزامن، تناقلت وسائل إعلام ومواقع للتواصل الاجتماعي تسريبًا مختصرًا للمبادرة لم يرد عليه تيار الحكمة حتى وقت كتابة التقرير. وجاء في المبادرة المسرّبة "إلغاء قانون الانتخابات والمفوضية والأجهزة الإلكترونية، واختيار رئيس وزراء توافقي وإجراء انتخابات مبكرة بعد سنتين والتوفيق بين الصوت الانتخابي وعدد المقاعد وإعطاء موقع نائب رئيس مجلس النواب للإطار التنسيقي والحفاظ على الحشد الشعبي".

تقسيم الكعكة

في حديث عن إمكانية منح مقاعد ترضية للقوى الخاسرة في الانتخابات قال عضو تيار الحكمة رحيم العبودي إن "الحديث عن التسويات السياسية بمنح المقاعد كان في بداية إعلان نتائج الانتخابات، وبعد تقديم أدلة على وجود شكوك بالنتائج، بات الأمر ليس منحةً أو هبات وإنما حقوق يجب إعادتها الى أصحابها". 

القيادي الآخر في التيار بشير الدراجي تحدث عن "نظرية الأصوات والمقاعد" التي من شأنها وعبر التوصل إلى ترضية تنص على "توزيع أوزان الحكومة المقبلة وفق حجم الأصوات مع حجم المقاعد"، معالجة الفجوة بين العدد الكلي للأصوات وعدد المقاعد بين الإطار التنسيقي والكتلة الصدرية، بحسب الدراجي.

وفي السياق نفسه، كشف عضو الحكمة رحيم العبودي عن طرح المبادرة على زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ووجود حوار معمق، مشيرًا إلى أن "الصدر لطالما تقبل طرح الحكيم"، لكن الكتلة الحائزة على أكثر من 70 مقعدًا في الانتخابات الأخيرة لم تُصدر أي تعليق على الحوار، وحملت تغريدة الصدر الأخيرة في 16 تشرين الثاني/أكتوبر 2021 دعوة لتفعيل قانون "من أين لك هذا؟".

وفي الوقت ذاته، نشر الأمين العام لـ"كتائب سيد الشهداء" أبو آلاء الولائي صورة له تجمعه مع الحكيم كتب عليها "العزيز المتواضع السيد عمار الحكيم (..) أخو الحشد والمقاومة.. دمت ناصرًا".

تحذير من الدماء والتصعيد

وخلال كلمة له في أعمال منتدى السلام والأمن للشرق الأوسط المقام في الجامعة الأمريكية في محافظة دهوك قال الحكيم إن "هناك أمورًا مقلقة وخطيرة بحاجة إلى معالجات جذرية بسبب عدم الرضا الواسع من نتائج الانتخابات والتشكيك بمصداقية مؤسسات الدولة وإجراءاتها والشعور بغياب العدالة والكرامة والمواطنة والإحباط المستمر".

وأضاف الحكيم: "لا أمن ولا سلام ولا دولة ولا نظام ولا مؤسسات مستقرة ومتماسكة من دون مراجعة حقيقية لهذا الواقع المعيب والمشوه".

وفي الوقت ذاته، حذّر عضو تيار الحكمة رحيم العبودي في تصريحات تلفزيونية تابعها "ألترا عراق" من "خسارة الكثير من الدماء في حال تزمت البعض ولم يقدم تنازلات"، وذلك في معرض حديثه عن مبادرة الحكيم. وأشار إلى إمكانية حدوث مخاطر سياسية وأمنية وأن المرحلة الحالية لا تتقبل التشنج في المواقف السياسية.

العضو الآخر في تيار الحكمة فهد الجبوري حذر من "تصعيد خطير خلال الفترة المقبلة فيما لو تمت المصادقة على نتائج الانتخابات دون إلزام المحكمة والقضاء للمفوضية بالعد والفرز اليدوي".

طريق آخر؟

في وقت يطرح فيه تيار الحكمة مبادرته ويتحدث عن تصعيد خطير ودماء في حال لم تستجب الأطراف المعنية للمطالب، يعلن تحالف الفتح عبر لسان العضو فيه حامد الموسوي عن قيادة هادي العامري لمفاوضات بهدف تشكيل تكتل شيعي "للخروج بتشكيلة حكومية مرضية لجميع الأطراف الشيعية".

ويضيف في تصريح يعاكس توجه الحكيم الباحث عن توافق، أن "سيناريو حكومتي عبد المهدي والكاظمي لن يعاد ولسنا مع اضمحلال دور رئاسة الوزراء الشيعية وإدارتها للبلد بشكل توافقي".

في وقت يطرح فيه تيار الحكمة مبادرته ويتحدث عن تصعيد خطير ودماء يعلن تحالف الفتح عن قيادة العامري لمفاوضات بهدف تشكيل تكتل شيعي

أما عضو تحالف الفتح والنائب عن كتلة صادقون النيابية السابق عبد الأمير التعيبان فيتحدث عن عن تشكيل الإطار التنسيقي لتحالف سياسي رسمي "تنضوي تحته جميع الكتل المشتركة بعد القناعة بنتائج الانتخابات بوجود أكثر من 92 مقعدًا نيابيًا".

 

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

التوافق أو الأغلبية.. هل يستطيع الفائز اجتياز عقدة الـ7 حكومات؟

نصف أصوات مقاعد الفتح من الشمال.. هل لدى "قوى السلاح" جمهور حقيقي؟