20-أغسطس-2015

رياض نعمة/ العراق

رحلة 

عندما تهجرُ الحياة صورتها 
والجرحُ الشاسع في روح الله
يحبسُ آمالها التي تهاجر 
تكون أدنى كلمةٍ تتسببُ في جرحي. 

كنتُ أرقب وجهي وهو يمضي 
نحو بيت الفلاسفة الكبير 
في الغابة المريضة 
كلماتٌ كثيرة قفزت خارج العقل 
عندما كنا نياماً في الضفة 
حتى أنني إذا غادرتُ الحواس
شعرتُ برأسي يتفرع شجرة 
يتجمعٰ من حولها الناس.. 

فأهذي أمامهم: الحقيقة أكثر ما يشغل الفلاسفة 
الحقيقة تحتشد. 
أو: صوتٌ يشبهُ صوتي، لعوالم متخيلة يتدحرج. 
أرتجفُ وأنا أهذي 
وحياتي انزلقت كقارب.. لمصير مجهول،
فنقلني شخص يدعى ألبير كامو 
إلى بيت الفلاسفة الكبير
وساعدني بكتابة رواية فلسفية عظيمة 
كرواية المحاكمة!! 
عندما كنتُ عائداً من رحلة 
وأنقلبتْ بنا عربة الحياة 
على طريق ترابي قديم 
لم اشعر بشيء وقتها، كنتُ ميتًا.. 
ووجدتُ بعد لحظةٍ ربما كانت عامًا
أبي يحفر الارض.. 
وأخي يفقدُ أطرافه! 

تفسير

لا أعرف من أنت؟ 
أنت الذي يغلقُ فمي بحجرٍ 
وأحيانًا اخرى 
يضع كلمة لا تقول شيئًا
كنت تمسكني كلما أردت الخروج إلى العالم 
المفصول عني بجدران هائلة الأرتفاع 
أو عندما أتطاير كأمنيات عابرة 
فأتبع الظل الذي لا لون له
خلف صاحبه 
حيث لا مصابيح تضيء الشوارع
ولا موسيقى تدفع جدران الحياة 
لو أتذكرك الآن 
الآن فقط 
تركض بأتجاه حياتي
ثم مرة أخرى 
تسقط على رأسي

بطريق الخطأ.

الحياة على شجرة ميتة 

تحترق أمامي 
ثم نقلتنا سيارة بلايزر إلى بغداد
وكان السائق يجتازُ الموانع والجنود 
والحافلات والمرايا
الذين قدّروا جرحنا إزاء الحياة 
سمحوا لنا بالمرور. 

وهكذا.. 
أدهشتني حياتي وهي تئّنُ
كمليون جرح لا يطيب..

وأحببتُ أن أكتب كلمة
لا معنى لها بارتقاب الحياة..

كلمة أخيرة... 
أغلق بها باب الرحلة.

الأفعى 

كان ذلك قبل أربع آلاف سنة
كنتُ أسير وسط الأحراش
غيوم على شكل كائنات غريبة 
تعبر إلى الجهة الأخرى
وزوارق لنقل الموتى 
كنتُ أريد أن أسافر إلى وجهي الآخر 
عندما رأيت أفعى 
تتدلى من الشجرة 
وكأنها
تلك التي أكلت عشبة الخلود من گلكامش
فحاولت الحصول على العشبة
عندما تقدمت 
على شكل ضوء يسقط
ولكن فجأة
لا الأفعى موجودة
ولا الجسر يؤدي.

حنجرة الأيام

عندما أسمعكِ تنادين 
من حنجرة الأيام البعيدة 
التي تلتمعُ قلقاً 
كجرحٍ يقلقُ إضطراباتُ الروح

أُضيُء مثل نجمةٍ أخيرة 
تدحرجُ تفاصيلها معنا 
فنضيعُ كـ كلمةٍ في كتاب 

ثم أحفظكِ -أثناء دفن الليل في الرغبة- 
مثل وجه أمي 
مثل كتاب صغير، قرأته زمنًا طويلًا

مثل آخر كلمة يقولها المسافر.