ألترا عراق ـ فريق التحرير
ما زالت الروايات متضاربة بشأن "مجزرة جبلة"، بين مشاهد قاسية تظهر فاجعة كبرى وآثار مثيرة للريبة، وعدم توفر رواية واضحة من السلطات الرسمية التي تدّعي أنها تحقق بالقضية حتى الآن.
على عكس بيان عمليات بابل تبنت خلية الإعلام الأمني رواية وجود "إرهابيين اثنين" في المنزل
فمنذ مساء أمس الخميس، تسرب إلى وسائل الاعلام رواية عن قيام شخص "إرهابي" بقتل عائلته بالكامل والمكونة من أكثر من 20 شخصًا وإقدامه على الانتحار بعد اشتباكات مع قوات أمنية طوقت منزله في قرية الرشايد بناحية جبلة شمالي بابل، ودامت هذه الاشتباكات من الساعة الثالثة عصرًا وحتى السابعة مساءً، أي لمدة 4 ساعات.
اقرأ/ي أيضًا: جريمة مروّعة في بابل.. مطلوب يقتل 20 شخصًا من عائلته
بعد ذلك أصدرت قيادة عمليات بابل، بيانًا أكدت فيه، أنّ العملية العسكرية جاءت بعد ورود أنباء بوجود "مطلوبين اثنين"، ولم تشر إلى نوع التهمة الموجهة لهذين المطلوبين، مؤكدة أنّ "صاحب المنزل فتح النار على القوة العسكرية وأصاب اثنين من القوة"، فيما أشار البيان إلى أنّ "الاشتباكات استمرت لمدة 4 ساعات وعند انتهائها وجدوا 20 قتيلًا داخل المنزل"، ولم يورد البيان أي معلومات بشأن الطريقة التي قتلت بها العائلة.
وعلى عكس بيان عمليات بابل، تبنت خلية الإعلام الأمني رواية وجود "إرهابيين اثنين" في المنزل، في الوقت الذي تناقلت وسائل إعلام أخرى بأن الشخص المطلوب "تاجر مخدرات".
ووسط تضاربات الروايات الأولية، أظهرت مقاطع مصورة مشاهد قاسية ومريبة لجثث أطفال ونساء وشبّان، مليئة بالغبار ووجوههم يغطيها سواد، الأمر الذي أطلق الشكوك حول كونهم قتلوا برصاص والدهم كما أشارت الرواية الحكومية الأولية المتداولة، وسط ترجيحات بتعرض المنزل لصواريخ متفجرة وقنابل وذخيرة ثقيلة، وهو ما فتح باب التساؤلات عما إذا كانت هذه العائلة قد قتلت بنيران القوة المهاجمة، فيما يتحفظ "ألترا عراق" على نشر المشاهد حفاظًا على حرمة الضحايا وذويهم.
في الأثناء تداولت وسائل إعلام ومواقع التواصل الاجتماعي رواية جديدة تبرئ صاحب المنزل، مؤكدة أنّ الشخص لديه مشكلة شخصية مع أحد الضباط في القوات الأمنية الذي استغل منصبه لتلفيق تهمة تجاه صاحب المنزل وأرسل قوات عسكرية إليه ليقوم الأخير بفتح النار على القوة، أدى لاشتباك عنيف أمطرت من خلاله القوة العسكرية المنزل بوابل من النيران بأسلحة ثقيلة وصواريخ "آر بي جي سفن" أسفر عن مقتل العائلة بالكامل.
هذه الرواية وتفاصيلها هي بالضبط ما تحدّثت به شقيقات صاحب المنزل واللاتي يقع منزلهن بالقرب من شقيقهن لكونهم يقطنون في قرية واحدة.
وقالت شقيقة صاحب المنزل وهي تبكي بحرقة متحدثة لعدد من مراسلي وسائل الإعلام في مقاطع فيديو اطلع عليها "ألترا عراق"، إنّ "شقيقها لديه مشكلة مع نسيبه ضابط يدعى شهاب من سكنة بغداد، مما أدى لقيام شهاب بإرسال الأجهزة الأمنية لمنزل شقيقي الذي قام بدوره بفتح النار عليهم دفاعًا عن النفس"، ليقوم شهاب بتعزيز القوة بقوة عسكرية أكبر، قامت بفتح النار بأسلحة ثقيلة وصواريخ، متهمة إياهم بـ"قتل العائلة كاملة من بينهم طفل لا يتجاوز عمره الـ18 يومًا".
ووصفت شقيقة صاحب المنزل، الروايات المتداولة حول كونه إرهابيًا أو تاجر مخدرات أو قيامه بقتل عائلته، بأنها "روايات كاذبة قام بإشاعتها المتهمون بقتل العائلة للتغطية على فعلتهم".
ووصل وزير الداخلية عثمان الغانمي، برفقة وكيل الوزارة لشؤون الاستخبارات أحمد أبو رغيف ومحافظ بابل إلى موقع الحادثة، للاطلاع ميدانيًا على المنزل، فيما أشار محافظ بابل إلى فتح الكاظمي "تحقيق عادل بالحادثة".
اقرأ/ي أيضًا: