ألترا عراق ـ فريق التحرير
تابع العراقيون الإحاطة الحكومية الأولى لمحاولة اغتيال رئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي فجر السابع من تشرين الثاني/نوفمبر الحالي، والتي سُميت بإعلان نتائج التحقيق، لكن التفاعل معه لم يكن بحجم الحدث ولعل السبب بأن المؤتمر نفسه الذي عقده مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي لم يكشف عن النتائج التي كان ينتظرها المراقبون.
درجت الأحزاب والقوى السياسية والمسلحة المنضوية والداعمة للإطار التنسيقي الشيعي على التشكيك في حادثة اغتيال الكاظمي
جاء المؤتمر بعد تحذير من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في تغريدة قال فيها إنه سيضطر لكشف "المكشوف" في حال لم تعلن الحكومة عمن وصفهم بـ"الإرهابيين" الذين نفذوا محاولة اغتيال رئيس مجلس الوزراء. وكذلك بعد إعلان مستشار للكاظمي بقرب الكشف عن نتائج التحقيق.
اقرأ/ي أيضًا: تقرير محاولة اغتيال الكاظمي.. مشاهد تعرض لأول مرة
أكد المؤتمر على وجود طائرتين مسيرتين ألقتا بمقذوفين على سطح وباحة منزل الكاظمي أحدهما لم ينفجر. وأشار إلى تقصير فريقي مكافحة المتفجرات والأدلة الجنائية في رفع البصمات عن المبرزات الجرمية، كما عرض مقاطع فيديو للتفجير، دون أية معلومات عن الجهة المنفذة ودوافعها غير أنها أرادت قتل رئيس الحكومة.
المشككون يشككون
درجت الأحزاب والقوى السياسية والمسلحة المنضوية والداعمة للإطار التنسيقي الشيعي على التشكيك في حادثة اغتيال الكاظمي، بل قال بعضها صراحةً وتكرارًا إن العملية "ملفقة" وهي عبارة عن "مسرحية" تهدف إلى التغطية على حادثة الاشتباك مع المعتصمين الرافضين لنتائج الانتخابات والتي قُتل على أثرها متظاهر على الأقل وجرح آخرون.
أمين عام "عصائب أهل الحق"، قيس الخزعلي وصف البيان الحكومي الخاص بمحاولة الاغتيال بـ"المضيعة للوقت" وأيضًا "التلاعب بمشاعر الشعب". ودعا الخزعلي الحكومة إلى أن تكون "أكثر جدية في التعامل مع ذكاء ونباهة الشعب" مشيرًا إلى أن البيان "يستحق العطف أكثر من الاهتمام".
وشكّك أعضاء في "عصائب أهل الحق" بالأدلة التي عرضها مستشار الأمن القومي وقالوا إنها "تفتقر إلى الواقعية".
وجدد المسؤول الأمني لـ"كتائب حزب الله" أبو علي العسكري التشكيك بالحادث، وقال إن "الأعم الأغلب من القادة الأمنيين والسياسيين؛ بل حتى سفراء الدول الكبرى في بغداد يعلمون أن ما تسمى عملية استهداف منزل (رئيس الوزراء ) عارية عن الصحة، وأن الكاظميّ لم يكن موجودًا في الدار حين حدوث الانفجار المفبرك".
وشكك العسكري برواية قاسم الأعرجي بأن المادة المستعملة بالانفجار هي C-4 وطرحت تساؤلات عدة من بينها شظايا الصاروخ والجرحى وصور رادارات الطائرات الأمريكية وأضاف: "الرسائل المشفّرة من محيط المجني عليه ومن خلفه سيده لن ترهب حتى أطفال رجال المقاومة".
وطالب العسكري بـ"إطلاق سراح الضباط المكلفين بالتحقيق"، محذرًا من "المساس بحياتهم أو إلحاق الضرر البالغ بهم".
رفض وسخرية
تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي ببرود مع مؤتمر الأعرجي وغرد وكتب مراقبون ومحللون وسياسيون منشورات وتغريدات رافضة وساخرة مما أُذيع خلال مؤتمر إعلان نتائج التحقيق.
وكتب رعد هاشم أن "حكومة هي بالأصل لا تقوى على تسمية المسميات، خشية من وضع العثرات فكيف بها وهي بمرحلة تصريف أعمال، وتنتظر حظوظًا بتجديد الولاية".
وأشار آخرون إلى أن "توقعاتهم كانت في محلها حيث لن تصل نتائج التحقيق باغتيال الكاظمي إلى النهاية وأن الملف سيوظف سياسيًا من قبل الأطراف المتصارعة بعد الانتخابات".
وكتب السياسي الكردي ماجد شنكالي أن "محاولة اغتيال الكاظمي تحتاج إلى تشكيل لجنة عليا جديدة للبحث في أسباب عدم كشف النتائج أو طلب إعطاء دور ثالث لهم".
"ملقاش الخاتم"
امتدت السخرية التي اعتاد المدونون عليها بعد كل حادثة أو خرق أمني لقناعتهم بأن الحكومة لن تُقدم على كشف نتائج التحقيقات كما حصل مع قاتل الخبير الأمني هاشم الهاشمي بل تكتفي باتهام أشخاص دون الجهات التي تقف خلفهم.
ولم تقتصر السخرية هذه المرة على المدونين بل كتب الوزير السابق بنكين ريكاني تغريدة على تويتر يشير فيها إلى أن المؤتمر ذكّره بمسرحية "شاهد مشافش حاجة" وإجابة الفنان المصري عادل إمام على القاضي بأن القتيلة "رقاصة وبترقص".
كما نشر الكاتب والباحث إياد العنبر مقطعًا من مسرحية "الواد سيد الشغال" لعادل إمام قال إنه تذكره بعد سماع مؤتمر إعلان نتائج التحقيق بمحاولة اغتيال الكاظمي وتحديدًا ما نصه: "بعد سنتين.. سنتين، فتح السمكة، ما لقاش الخاتم".
أبو أحمد البركات لم يكتفِ بمسرحيات الزعيم عادل إمام بل اقتبس عبارة شهيرة من فيلم "مرجان أحمد مرجان" حين تلى قصيدة مسروقة مطلعها "الحلزونة يما الحلزونة" متسائلًا عن "المشتبه بهم وداوفع العملية والمستفيد منها والجهات التي تقف خلفها بدل الحديث عن تفاصيل يعرفها الشعب العراقي".
اقرأ/ي أيضًا:
بصمات "الكتائب" و"العصائب".. قائمة تهديدات طويلة سبقت محاولة اغتيال الكاظمي