21-مارس-2020

يعي المتظاهرون حجم الخطر الذي يشكله الوباء على ساحات الاحتجاج (الترا عراق)

منذ اندلاع الاحتجاجات مطلع تشرين الأول/أكتوبر وحتى الآن، واجه المتظاهرون كل أنواع المخاطر وأعمال العنف دون تراجع بل وبإصرار على مطالبهم.

يواجه المتظاهرون هذه المرة خطرًا مختلفًا وفتاكًا يتمثل بفيروس "كورونا" 

لكن خطرًا أشد يواجههم هذه المرة، بعد أن ضرب في أنحاء العالم وأثار الرعب، متمثلاً بفيروس "كورونا"، وسط تحذيرات مشددة وتوجيهات بالامتناع عن التجمعات، ما دفع بعض المعتصمين والجماهير المؤيدة للثورة إلى الحث على تعليق الاحتجاجات، فيما حذر آخرون من استخدامه "كسلاح" لترهيب المتظاهرين من قبل السلطات والأحزاب الحاكمة.

وعلى الرغم من كل التحذيرات التي أصدرتها وزارة الصحة والجهات المعنية، فضلاً عن الناشطين، يرى عدد من المتظاهرين أن خيار الانسحاب من ساحات الاحتجاج أمر غير ممكن، مكتفين بالإجراءات الوقائية الأخرى كارتداء الكمامات وتشكيل لجان مختصة للفحص، بالاعتماد على المفارز الطبية الطوعية، حيث تنشغل الكوادر الحكومية بمتابعة الحالات المؤكدة.

اقرأ/ي أيضًا: من "القنّاص" إلى مرشح الحكومة.. القصة الكاملة لتحركات إيران ضد احتجاجات العراق

في هذا الشأن يقول حبيب الحسني، مسؤول إحدى المفارز الطبية في ساحة التحرير، إن "دور الأطباء في هذه المرحلة يقتصر على نشر التوعية بين المحتجين وتعليمهم الطرق الوقائية والإشراف على عمليات التعقيم نظرًا لعدم وجود أي علاج للفيروس".

ويؤكد الحسني، في حديث لـ"الترا عراق"، التزام المحتجين في الساحة بتلك الإجراءات حتى الآن، في محاولة لتجنب تفشي الوباء ما قد يعني نهاية الاعتصام لا محالة، على حد تعبيره.

يحرص المتظاهرون في التحرير على الالتزام بإجراءات الوقاية فضلاً عن تنظيم حملات تعفير وتوعية 

ويحرص المتظاهرون الذي استمروا باعتصامهم، على التعاون مع اللجان الطبية والتقيد بالإجراءات الوقائية الممكنة، كما يقول أكرم عذاب، وهو أحد الشبان الذين يشاركون في الاحتجاجات منذ اندلاعها.

ويبين أكرم، وهو معارض لفكرة الانسحاب، في حديث لـ"الترا عراق"، أن "الفيروس يشكل خطرًا على الجميع وليس على الساحة فقط، إلا أن المحتجين بادروا سريعًا بعمليات التعقيم الشاملة للخيم وتوزيع منشورات توعوية بين المحتجين وكذلك تعليمات الوقاية، كما أن عمليات الفحص مستمرة بشكل دوري من قبل المفارز الطبية داخل التحرير".

فيما يقول معتصم آخر يدعى نور جاسم، إن "الساحة تمارس دورًا مهمًا في مواجهة الوباء ليس في الساحة فقط إنما خارجها أيضًا، حيث شكل الناشطون في الساحة فرق لنشر الملصقات والمنشورات التوعوية في عموم محافظة بغداد، إضافة لفريق آخر سيقوم بتعقيم الأحياء الفقيرة في العاصمة".

ومع إصرار مجاميع من المحتجين على البقاء في الساحة، يرى آخرون أن تعليق الفعاليات الاحتجاجية أمر لابد منه، تجنبًا لكارثة صحية قد تودي بالبلاد، مع التأكيد على استئناف التظاهرات وبزخم أشد بمجرد عبور الأزمة.

يقول الشاب أحمد عبد الواحد لـ"الترا عراق"، إن "الانسحاب لا يعني النهاية، فالخيم ستبقى في ساحة التحرير، وسنعود في أقرب وقت ممكن".

انقسم المتظاهرون في ساحة التحرير بين مؤيد ومعارض لتعليق الاحتجاجات حتى تجاوز أزمة الوباء العالمي 

ويحرص المتظاهرون منذ أشهر على إدامة زخم الاحتجاجات، لكن المخاطر اليوم تبدو أشد وأكثر تعقيدًا، بالتزامن مع استمرار أزمة تشكيل الحكومة.

وتوعد متظاهرون في ساحة التحرير، في وقت سابق، بمليونية جديدة خلال شهر نيسان/أبريل المقبل، ردًا على رفض السلطات والأحزاب الاستجابة لمطالبهم.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

أمنيستي تروي تفاصيل "ليلة المجزرة" التي أطاحت بعبدالمهدي: القناصة مرة أخرى

قصة احتجاجات العراق في صورة.. فتاة و"جلاوزة"!