31-أكتوبر-2019

عادل عبد المهدي (فيسبوك)

ألترا عراق ـ فريق التحرير

رجحت مصادر سياسية وبرلمانية أن تشهد جلسة البرلمان هذا اليوم بحث استقالة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي من منصبه، فيما أشاروا إلى مفاوضات تجري بين تحالفي سائرون والفتح بهذا الشأن بعد الاحتجاجات التي سيمر عليها 30 يومًا منذ مطلع تشرين الأول/أكتوبر وإلى الآن وراح ضحيتها مئات القتلى وآلاف الجرحى.

رياض المسعودي: اﻟﻜﺘﻞ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﻨﻴﺎﺑﻴﺔ ﺑﺪأت ﻣﻨﺬ ﻟﻴﻠﺔ أﻣﺲ اﻷول ﺣﻮارات ﺟﺎدة وﺷﺎﻣﻠﺔ ﺑﺸﺄن ﺑﺤﺚ ﺧﻴﺎر إﻧﻬﺎء ﻋﻤﻞ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ وﺗﺸﻜﻴﻞ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺟﺪﻳﺪة وﻓﻖ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎت اﻟﺪﺳﺘﻮر

نقلت صحيفة "الصباح"، شبه الرسمية عن المصدر قوله في تصريح صحفي، إن "هناك توقعات بأن يبحث مجلس النواب في جلسته المقرر عقدها اليوم الخميس استقالة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي"، مبينًا أن "المفاوضات بهذا الشأن تجري بين تحالفي الفتح وسائرون".

اقرأ/ي أيضًا: "حاولت حفظ كرامتك: ارحل".. لماذا "غضب" الصدر من رسالة عادل عبد المهدي؟

فيما أفاد اﻟﻨﺎﺋﺐ ﻋﻦ "ﺳﺎﺋﺮون" رﻳﺎض المسعودي، بأن "اﻟﻜﺘﻞ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﻨﻴﺎﺑﻴﺔ ﺑﺪأت ﻣﻨﺬ ﻟﻴﻠﺔ أﻣﺲ اﻷول ﺣﻮارات ﺟﺎدة وﺷﺎﻣﻠﺔ ﺑﺸﺄن ﺑﺤﺚ ﺧﻴﺎر إﻧﻬﺎء ﻋﻤﻞ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ وﺗﺸﻜﻴﻞ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺟﺪﻳﺪة وﻓﻖ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎت اﻟﺪﺳﺘﻮر"، مضيفًا أن "ﻧﺘﺎﺋﺞ المشاورات ﻗﺪ ﺗﻔﻀﻲ إﻟﻰ اﺗﺨﺎذ ﻗﺮارات وﻣﻮاﻗﻒ ﺑﺸﺄن ﻣﺼﻴﺮ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ".

أوضح المسعودي أن "المشاورات ﺳﺘﺒﺤﺚ أﻳﻀًﺎ ﻓﻲ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ إﻋﻔﺎء أﻋﻀﺎء ﻣﻔﻮﺿﻴﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت واﺳﺘﺒﺪاﻟﻬﻢ ﺑأﺷﺨﺎص مستقلين فعلًا وﻏﻴﺮ خاضعين لأﻳﺔ ﺳﻠﻄﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ أو ﺟﻬﺔ ﻣﺘﻨﻔﺬة اﻣﺘﺜﺎلًا لمطالب المتظاهرين، ﻓضلًا ﻋﻦ ﺑﺤﺚ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﻗﺎﻧﻮن اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺤﺎﻟﻲ".

كما أكد النائب عن كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني، ديار برواري، أنه "من المحتمل أن تشهد الجلسة عرض استقالة الحكومة لأن هناك مفاوضات بين كتلتي الفتح وسائرون، مبينًا أن "الضغط الجماهيري على الحكومة يحتم تقديم استقالتها وهذا مرهون بالمفاوضات الجارية في الأروقة السياسية".

كان عبد المهدي وجه رسالة إلى الصدر، قال فيها: "إذا كان هدف الانتخابات تغيير الحكومة فهناك طريق أكثر اختصارًا وهو أن تتفق مع هادي العامري زعيم تحالف الفتح في البرلمان لتشكيل حكومة جديدة، وعندها يستطيع رئيس مجلس الوزراء تقديم استقالته، واستلام الحكومة الجديدة مهامها خلال أيام إن لم نقل ساعات من تحقق هذا الاتفاق".

طالب مقتدى الصدر مرارًا باستقالة عبد المهدي مؤكدًا أن عدم استقالته لن تحقن الدماء وقد تحول العراق إلى ما يشبه الوضع في اليمن وسوريا

رد الصدر عقب ذلك في بيان شديد اللهجة ردًا على رسالة رئيس الحكومة حمل وسم "أرحل"، قال فيه: "جوابًا على كلام الأخ عادل عبد المهدي، كنت أظن أن مطالبتك بالانتخابات المبكرة فيها حفظ لكرامتك، أما إذا رفضت، فإنني أدعو الأخ هادي العامري للتعاون من أجل سحب الثقة عنك فورًا، والعمل معًا لتغيير مفوضية الانتخابات وقانونها والاتفاق على إصلاحات جذرية من بينها تغيير بنود الدستور لطرحها على التصويت، في حال عدم تصويت البرلمان، فعلى الشعب أن يقول كلمته".

اقرأ/ي أيضًا: ساحة التحرير تودع "ابن ثنوة".. ماذا تعرف عن المتظاهر اليتيم؟

فيما أبدى رئيس تحالف "الفتح" هادي العامري، استعداده للتعاون مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، من "أجل تحقيق مصالح الشعب العراقي وإنقاذ البلاد بما تقتضيه المصلحة العامة"، بالوقت الذي أكد فيه الصدر أن عدم استقالة رئيس الوزراء، عادل عبدالمهدي، "لن يحقن الدماء".

لكن عصر الأربعاء، 30 تشرين الأول/أكتوبر صدر بيان جديد من مقتدى الصدر، كشف فيه عن تلقيه ردًا سلبيًا من هادي العامري، على طلبه إقالة عبد المهدي، قال إن "الجواب يقول: إن إقالة عبد المهدي ستعمق الأزمة"، فيما عبر عن غضبه من الجواب بالقول "لن أتحالف معكم بعد اليوم"، محذرًا العراقيين من "مصير يشبه ما حل في سوريا واليمن نتيجة تمسك رئيس الحكومة عادل عبد المهدي بالسلطة".

وفي الأثناء، ذكر تقرير لـ"رويترز"، أن الغموض بات يكتنف مصير رئيس الوزراء، عادل عبدالمهدي، وذلك مع تزايد أعداد المتظاهرين في الساحات فضلًا عن ارتفاع أعداد الضحايا، في الوقت الذي عقد فيه رئيس الجمهورية، برهم صالح اجتماعًا مع كتل الفتح ودولة القانون وسائرون والحكمة والنصر لبحث تداعيات الأزمة.

وأفادت مصادر أمنية وطبية، بأن قوات الأمن قتلت شخصين بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع مباشرة على رأسيهما في محاولة لمنع المحتجين من دخول المنطقة الخضراء، كما أصيب 175 آخرون مع تدفق محتجين من مختلف الطوائف والأعراق على وسط العاصمة بغداد للتعبير عن الغضب من النخبة السياسية التي يرون أنها غارقة في الفساد ومسؤولة عن المعاناة الاقتصادية الواسعة النطاق، بحسب رويترز.

أوضحت المصادر أن "التجمعات أخذت ذات الطابع الاحتفالي في الشوارع منحى عنيفًا مع حلول الليل عندما حاولت مجموعة من المحتجين اقتحام جسر يقود إلى المنطقة الخضراء".

المتظاهرون حاولوا اقتحام جسر الجمهورية الذي يقود إلى المنطقة الخضراء لكن القوات الأمنية قتلت شخصين بإطلاق النار على رأسيهما مباشرة

كما سمع دوي انفجار في المنطقة الخضراء التي تضم مباني الحكومة ومقار البعثات الدبلوماسية الأجنبية، حيث أكدت خلية الإعلام الأمني أن الصاروخ انفجر داخل المنطقة وقتل أحد أفراد قوات الأمن.

اقرأ/ي أيضًا: حظر التجوال يلهب احتجاجات بغداد.. مليونية في التحرير وتخوف من "حمام دم"

بين التقرير أن " أقوى سياسيين في العراق حجبا دعمهما على ما يبدو عن رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي في الوقت الذي تحولت فيه الاحتجاجات المناهضة للحكومة إلى أكبر مظاهرات تشهدها البلاد منذ سقوط نظام صدام حسين عام 2003".

وفي حين بدا مصير عبدالمهدي مجهولًا، أكد المتظاهرون أن "الإطاحة به ليست كافية بعد أربعة أسابيع من الاضطرابات التي قتل فيها أكثر من 250 شخصًا، حيث انضمت عائلات من الطبقة المتوسطة مع أطفال صغار إلى شبان من الأحياء الفقيرة أطلقوا على أنفسهم الشباب الثوري في مجابهة الغاز المسيل للدموع والمتاريس في ساحة التحرير ببغداد".

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

طلاب العراق يدخلون الاحتجاجات.. المهندس يترقب والصدر يحذر الحشد الشعبي!

قتل وعنف في ساعات الاحتجاج الأولى.. مخاوف عبد المهدي تتسرب إلى السيستاني!