02-مارس-2021

3 أسباب متراكمة "تُنفر" المواطنين (فيسبوك)

ألترا عراق ـ فريق التحرير

بدأت وزارة الصحة حملتها التوعوية والدعائية للتطعيم، وحث المواطنين على التقديم لتسجيل أسمائهم، وحجز حصتهم من اللقاحات عبر الاستمارة الالكترونية التي أطلقتها الوزارة يوم أمس الاثنين، وذلك بالتزامن مع وصول الـ50 ألف جرعة القادمة من الصين كمنحة مجانية إلى الشعب العراقي، إلا أن ردود فعل غير متوقعة حصدتها الوزارة من المواطنين.

حصدت حملة وزارة الصحة التي تستهدف توعية المواطنين من مخاوف تلقي التطعيم ردود فعل تشكك بجدوى اللقاح "الصيني"

ووصلت أولى شحنات لقاح كورونا إلى العراق فجر اليوم الثلاثاء، والبالغة 50 ألف جرعة من شركة سينوفارم الصينية، والتي ستكفي لتلقيح نحو 25 ألف شخص، فيما أعلنت وزارة الصحة الاتفاق مع الصين لتوريد 2 مليون جرعة إضافية من ذات اللقاح.

اقرأ/ي أيضًا: حظر شامل لأسبوع ونهاية "إلكترونية".. ماذا تقول وزارة الصحة؟

وبحسب وزارة الصحة، فإن الـ50 ألف جرعة سيتم توزيعها على كافة المحافظات ودوائر الصحة المختلفة، فيما أعلنت وزارة الصحة، تلقي أول مواطن عراقي لقاح "سينوفارم" الصيني داخل مدينة الطب في بغداد.  

وبينما بدأت وزارة الصحة حملة توعوية تستهدف مخاوف المواطنين والفئات المشمولة باللقاح من تلقي التطعيم، حصدت منشورات الوزارة على ردود فعل مختلفة، إلا أن جميعها تصب باتجاه التشكيك بجدوى وسلامة اللقاح ولا سيما اللقاح الصيني.

وتكتسب المنتجات الصينية سمعة سيئة في الشارع العراقي، التي تتسم برخص ثمنها وانعدام الجودة، حيث تطغي هذه الميزة على مختلف المنتجات الصينية من أجهزة كهربائية وسيارات وألبسة وأجهزة الكترونية، وغيرها من المنتجات والسلع التي على تماس مباشر مع الحياة والاستخدامات اليومية للمواطنين.

وبالإضافة إلى ما يتعلق بانعدام الجودة الذي يطغى على البضائع الصينية، تمتلك المشاريع الصينية وخططها في العراق، نسبة من عدم الثقة والتشكيك في الشارع العراقي، وذلك بفعل ما تحصده من دفاع متزايد من قبل الكتل السياسية المقربة من إيران، وترجيح عروضها على باقي الشركات العالمية والمشاريع المقدمة من دول أخرى، وما الاتفاقية الصينية إلا مثالًا واضحًا على ما يلمسه العراقيون من إصرار للكتل السياسية المقربة من إيران على تمكين المشاريع الصينية في العراق دون غيرها، وهو الأمر الذي يفعّل الشكوك وعدم المقبولية في الشارع العراقي لما يخص الخطط الصينية ومشاريعها.

وعلى ما يبدو أن الصيت السيئ للمنتجات الصينية في العراق، بدأ ينسحب على لقاح سينوفارم الواصل إلى العراق، ليعزّز بذلك عدم ثقة المواطنين بالخطوات الطبية المتبعة من وزارة الصحة في العراق، فضلًا عن مخاوفهم الرئيسة من فكرة اللقاح عمومًا، وما يرتبط به من حديث عن آثار جانبية وأضرار.

وعلى خلفية هذه المعطيات، واجهت الحملة التوعوية والإعلانية التي باشرت بها وزارة الصحة على صفحتها الرسمية في "فيسبوك"، ردود فعل مختلفة ومشككة بسلامة اللقاح الصيني، فيما وصف بعض المعلقين اللقاح بأنه "منتج رديء مثلكم" في إشارة إلى وزارة الصحة.

ورصد "ألترا عراق" تعليقات مختلفة وتفاعلًا كبيرًا من قبل المواطنين على إحدى منشورات وزارة الصحة التي تحدثت عن "سلامة وفعالية اللقاح، ويعطى بشكل اختياري ومجاني"، إلا أن المفارقة جاءت بمعظم التعليقات متمثلة بالمطالبة بتطعيم نواب البرلمان ووزير الصحة والوزراء عمومًا أولًا ليتأكد المواطنين من سلامة اللقاح ومشاهدة الأعراض الجانبية عليهم أولًا قبل الموافقة على التطعيم.

 

من جانبه، يؤكد الباحث بعلوم بايولوجيا الصناعات الدوائية الدكتور زياد طارق، في حديث لـ"ألترا عراق"، أن "اللقاح الصيني جيد جدًا، وترخيصه معتمد على ما تقدمه الشركة المصنعة من بيانات فعالية وأمان والمعتمدة على تجارب السريرية".

ويبيّن طارق أن "التقنية المتبعة في لقاح سينوفارم الصيني هي تقنية قديمة ومجربة وتسمى باللقاحات الكلاسيكية، إلا أنه مع ذلك، فإن معايير الأمان ليس لها علاقة بطريقة تطوير اللقاح، بل تتعلق بسلسلة من التجارب المختبرية والسريرية التي تحدد كون اللقاح فعال وأمن أم لا، وهو ما تحقّق في اللقاح الصيني الذي تثبته بيانات التجارب السريرية والمختبرية المقدمة من قبل الشركة".

واتجهت عدد من الدول العربية للقاح سينوفارم الصيني، ولا سيما تلك التي شاركت في التجارب السريرية للقاح منها وتحديدًا الإمارات والمغرب ومصر، واعتمد لقاح سينوفارم على طريقة تقليدية تتمثل في حقن فيروس غير نشط يحتوي على جزيئات فيروسية ميتة تُخلق في المختبر قبل أن تقتل وهي غير معدية، بحسب منظمة الصحة العالمية.

قال مختص إن اللقاح الصيني جيد جدًا، وترخيصه معتمد على ما تقدمه الشركة المصنعة من بيانات فعالية وأمان 

وكان مدير عام الصحة العامة في وزارة الصحة رياض عبد الأمير قد أوضح في تصريح سابق لـ"ألترا عراق"، أن "الوزارة ستعمل على عقد ندوات ونشر البيانات التوعوية للفئات المختلفة من أجل طمئنتهم بسلامة اللقاح ومن بينهم كوادر الوزارة"، فيما بيّن أنه "في حال رفض أعداد كبيرة من الفئات وبقاء فائض من اللقاح،  ستتجه الوزارة إلى تلقيح الراغبين والفئات الأخرى غير الموضوعة وفق أولوية التلقيح أي تلك التي من خارج كوادر الصحة والقوات الأمنية والمسنين".

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

الصحة: نهاية "الكابوس" مرهون بشرطين.. و10 دول تستحوذ على اللقاحات

تحرك يسبق قرارات اللجنة العليا حول حظر التجوال وتعطيل الدراسة